أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني عن نجاح الخطط الأمنية والخدمية الخاصة بالزيارة الأربعينية، فيما شكر محافظ كربلاء وأعضاء مجلس المحافظة، لجهودهم المستمرة التي تكاملت مع جهود الوزارات والمحافظات، اعلن عن 37 مشروعاً خدمياً متنوعاً ستتم المباشرة به بعد أسابيع.
وثمّن السوداني خلال مؤتمر صحفي عقده في كربلاء جهود اللجنة الأمنية العليا برئاسة السيد وزير الداخلية، وجميع الضبّاط والمنتسبين في تأمين انسيابية الزيارة، التي امتدت على مساحات شاسعة وآلاف الكيلومترات من الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة، وكذلك جهود المؤسسات الخدمية والإدارية المحلية في المحافظات، وتشكيلات الوزارات المختلفة، إذ اشتركت أكثر من 53 وزارة وهيئة، فضلاً عن الحكومات المحلية والمحافظين ومجالس المحافظات.
وعبر السوداني عن شكره لمحافظ كربلاء وأعضاء مجلس المحافظة، لجهودهم المستمرة التي تكاملت مع جهود الوزارات والمحافظات، مقدماً شكره للزائرين والمواكب الحسينية والفعاليات الاجتماعية، للتعاون والتشارك مع الأجهزة الأمنية والخدمية، كما شكر العتبات الحسينية، والعباسية، والكاظمية، والعسكرية، لما قدمت من دور مهم، مشيداً بدور الإعلام الوطني في هذه الزيارة التي تمثل فرصة لإعادة شحذ همة كل الفرق الخدمية ومراجعة العمل، والارتقاء في تقديم الخدمة للمواطن في الزيارات القادمة.
ومن أجل وضع بنى تحتية متكاملة، تيسّر من أداء الزيارة، أعلن رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر عن 37 مشروعاً خدمياً متنوعاً ستتم المباشرة بها من قبل اللجنة العليا للزيارات المليونية، ورصد لها أكثر من (3.5) تريليون دينار، موزعة على موازنة الوزارات والمحافظات، وتتضمن إنشاء وتأهيل طرق حلقية وتقاطعات ومجسرات وجسور للمشاة وساحات، وإنشاء مجمعات للمياه ومدن للزائرين، ومجاميع خدمية، وستجري المباشرة بها بعد أسابيع.
وأشار السوداني إلى أنه، ومنذ انتهاء الزيارة الأربعينية للعام الماضي، شرع العمل في تأهيل المعابر الحدودية في زرباطية والمنذرية والشيب، وإنشاء ساحات تبادل كبيرة لتسهيل نقل الزائرين، ومشاريع تتعلق بتأهيل الطرق الرابطة بين كربلاء والمحافظات الأخرى، كما قطعت الحكومة شوطاً في مشروع ميترو كربلاء-النجف، فيما وصل مشروع مطار كربلاء الدولي إلى مراحل متقدمة وسيفتتح العام المقبل.
وأكد السوداني أن الحكومة بادرت إلى تأسيس اللجنة العليا للزيارات المليونية، لتكون المنظم والمشرف الدائم على هذا الجهد الكبير، مبيناً أنّ هذه المناسبة لم تعد عقائدية فقط، إنما هي ملحمة وطنية شهدت تواجد أبناء شعبنا من كلّ الأديان والمذاهب في أكثر من 50 موكباً يقدم الخدمة للزائرين.
وأعلنت العتبة العباسية المقدسة، في وقت سابق من اليوم الأحد، أن العدد الكلي للزائرين الذين قصدوا مدينة كربلاء لأداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام قد بلغ أكثر من (21) مليون زائر.
وذكرت العتبة المقدسة في بيان تلقته وكلة نون الخبرية، أن "العدد الكلي بلغ (21) مليوناً، و(480)ألفاً، و(525) زائراً.
وأوضحت، أنها "أعتمدت على منظومة عدّ إلكتروني دقيقة تعمل بالذكاء الاصطناعي في إحصاء الوافدين إلى كربلاء المقدسة، عبر الطرق التي يسلكها الزائرون وأبواب العتبة المقدسة".
وزيارة الأربعين هي واحدة من أكبر التجمعات الدينية في العالم، حيث يستذكر المسلمون مرور أربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام)، حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وآله سلم)، في معركة الطف بكربلاء، يُحيي الزوار هذه المناسبة بالتوجه إلى مدينة كربلاء المقدسة في العراق.
تُعتبر الزيارة فرصة للتعبير عن الحزن والأسى على استشهاد الإمام الحسين وأصحابه (عليهم السلام)، وتجديد العهد بالولاء له ولمبادئه. يشارك في هذه الزيارة ملايين من المسلمين من مختلف أنحاء العالم، ويقوم العديد منهم بالسير على الأقدام لمسافات طويلة تصل إلى مئات الكيلومترات، متحملين الصعاب والتحديات.
خلال الزيارة، تنتشر المواكب الحسينية على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء، حيث يقدم المتطوعون الطعام والشراب والمأوى للزوار. الجو في هذه المناسبة يتسم بالروحانية العالية، حيث يختلط الحزن بالفخر والإصرار على إحياء ذكرى التضحية والفداء.
تجسد زيارة الأربعين معاني الصبر والثبات على المبادئ، وتعد من أبرز المناسبات الدينية لدى المسلمين الشيعة، حيث تعزز لديهم قيم العدل والإصلاح والتضحية في سبيل الحق.
أقرأ ايضاً
- الحكومة العراقية: نرفض بأشدّ العبارات أي مساسٍ بمكانة المرجعية الدينية العليا
- في الجلسة الاعتيادية الأربعين.. الحكومة العراقية تتخذ قرارات جديدة
- العوادي: المواقف الرسمية للعراق تعبّر عنها الحكومة حصراً