احتفى مركز المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم بأصغر متبرع ساهم بنجاح اول عملية زراعة نخاع العظم من الغير، حيث استقبل اطباء وملاكات المركز التمريضية والادارية الطفل "محـمد كاظم عبد الله" البالغ من العمر (7) سنوات الذي تبرع بالخلايا الجذعية لاخيه المريض وساهم في نجاح اول عملي زراعة من الغير واكمالها بالشفاء التام.
وقال المريض الذي اجريت له العملية واكتسب الشفاء التام "مرتضى كاظم عبد الله" من قضاء الشطرة في محافظة ذي قار لوكالة نون الحبرية" مكثت في مركز المجتبى لمدة (96) يوم، وعولجت بالجرعات الكيماوية لمدة (5) اشهر وبعد النتائج الايجابية ابلغني الاطباء بضرورة اجراء عملية زراعة نخاع العظم بالتبرع من الغير، فأدخلت الى المركز في العشرين من آذار الماضي، واجريت لي العملية آخر شهر آذار ومكثت بعدها لمدة ثلاثة اسابيع، ثم تحولنا الى السكن في احد الفنادق التي خصصتها العتبة الحسينية لنا في فترة النقاهة والرعاية لمدة ثلاثة اشهر، وانا الآن شفيت تماما واصبح بصحة جيدة، بل عادة صحتي الى سابق عهدها وعدت الى ممارسة حياتي الطبيعية، وحاليا استعد للالتحاق باحدى الكليات لاكمال دراستي الجامعية بعد ان تخرجت من الدراسة الاعدادية".
واضاف ان" اخي الصغير "محمـد" البالغ من العمر سبع سنوات هو من تبرع لي بالخلايا الجذعية ليساهم بنجاح عملية زرع نخاع العظم من الغير لي وينقذني من هذا المرض الخطير، ومنذ تبرعه الى الآن هو بكامل صحته وعافيته ولم تحصل له اية مضاعفات او مخاطر على حياته، وحضر اليوم لتكريمه من قبل ملاكات مركز المجتبى كونه يعد اصغر متبرع في اول عملية زرع نخاع من الغير يجريها المركز، وقد اتصل بي الكثيرين من الذين يعانون من نفس المرض لاجراء العمليات وحاليا يوجد ثلاث اشخاص من قضاء الشطرة في محافظة ذي قار تجرى لهم التحضيرات لاجراء نفس العملية لهم، لان جميع ما يقدم في هذا المركز من استقبال وتعامل انساني وخدمات تمريضية وفحوصات طبية وادوية على مستوى عالي من الكفاءة والعناية والاهتمام بالمرضى بدون ان ادفع اي تكاليف مالية كون العتبة الحسينية تحملت جميع التكاليف لتجعل علاجي مجاني بالكامل، وكانوا حريصين جدا على توفير العزل التام لي ولوالدي المرافق لي، ومقابلها اتقدم بوافر الشكر والامتنان للعتبة الحسينية المقدسة ومتوليها الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي على ما لقيته من عناية واهتمام وعلاج اغناني عن السفر الى الخارج وانفاق اموال طائلة بحثا عن العلاج
من جانبه اكد مسؤول برنامج زرع نخاع العظم في المركز الدكتور احمد حمندي لوكالة نون الخبرية ان " هذه العملية سبق ان اجريت في مدينة الطب من قبل ملاكات طبية حكومية، وهي الاولى لقطاع من خارج الوزارة لان مشروع زراعة نخاع العظم يعد من العمليات الصعبة والمعقدة المبنية على مجموعة احتياجات يجب توفيرها بمرور الوقت غير الاجهزة والادوية التي يمكن شرائها، لانها تتعلق ببناء فريق طبي متكامل وتوزيع المهام والحصول على نتائج عمله، وقد احتجنا الى ثلاث سنوات من العمل في مجال الزرع الذاتي الذي نجحنا في اجراء زراعة حوالي (75) مريض الى الآن بالتعاون مع وزارة الصحة لتكوين الثقة الكافية للولوج في مجال الزرع من الغير الذي يعتبر اكثر تعقيدا على الفريق الطبي من ناحية المراقبة الدقيقة والادوية والبروتوكولات العلاجية الاكثر تعقيدا والفحوصات والتحاليل المتعددة والاكثر صعوبة، كما فيه مخاطر على المريض، ونجاح في تلك العملية حصل ببناء تدريجي علمي من الاساس الى ما وصلنا اليه بخطوات واثقة ومدروسة وعمل مهني وهدوء، وهو ليس الانجاز الوحيد بعد ان اجرينا عمليات زرع نخاع العظم من الغير الى (3) مرضى اخرين وهم حاليا قيد الرعاية والمراقبة، ونبحث حاليا عن مرضى اخرين لاجراء العمليات لهم".
واضاف ان" اهم ما اكتسبه الفريق الطبي المختص هو عامل الثقة بالنفس وتجاوز عتبة الخوف والقلق وبمرور المرحلة الاولى والثانية زادت الخبرة والثقة، والفريق مكون من طبيبين عراقيين واثنين اخرين من سوريا ومصر، وفريق استشاري لبناني ومعهم ملاكات تمريضية عراقية وعربية ونعمل على توسيع الملاكات العراقية العاملة في هذا المركز، وما كسبته العتبة الحسينية المقدسة من خلال دعمها لتلك المشاريع من هذه التجربة هو اكثر من فائدة تتعلق بالتأسيس لتخصص طبي نادر، وتوفير ملاكات طبية وتمريضية متمرسة، وتقديم خدمات طبية لمرضى كانوا يفتقدونها سابقا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية
- شملت الاطفال والنساء : وفد العتبة الحسينية في سوريا يوزع وجبة ثانية من الملابس الشتوية على العائلات اللبنانية
- الدوام الثلاثي.. كابوس يطارد الطلبة والتربية: أنجزنا 500 مدرسة ونحتاج لـ8 آلاف