بقلم:حميد مهدي النجار
يعرف القريبين مني شدتي في نقد طقوس عاشوراء.. كنت انطلق مرة من أن ذلك: توهينا للمذهب او توهينا للتشيع او توهينا للوسط والجنوب،أو توهينا للعراقيين، حسب توجهاتي الفكرية... كنت انصت إلى مايقوله المختلف، كان يستفزني بسخريته وهو يترصد حالة سلبية هنا أو هناك ليعممها على طائفه باكملها، ويجعل من ذلك فرصة للنيل منها.. بعد سنوات من المتابعه والسجال والبحث اكتشفت انك كشيعي ينظر إليك البعض كمختلف ومن الصعوبه بمكان تقبلك ككائن مستقل.. فأنت حتى لو كنت شيوعيا او علمانيا او ملحدا حتى، فينظر إليك على انك شيعي اولا .. اكتشفت ان الآخرين لن يتقبلوك حتى فيما تشترك معهم فيه فكيف بما تخلف فيه معهم.. ولهذا أصبح من الطبيعي جدا سماعك لهجوم على مصلين شيعة في المساجد يقيمون الصلاة لله وليسو في ملهى ليلي مثلا.. كما حدث بالأمس في أفغانستان وقبلها في باكستان، وقبلها العراق وغيرها من الأماكن، بمعنى انه لايتقبلك وانت تصلي فكيف وانت تقيم شعائر يعتبرها بدعة وهرطقه ومروق من الدين.. ولاني كنت وانا المنشغل بالثقافه والادب لأربعة عقود، اتحسس من نظرة الغرب إلينا، كنت أخشى من أن ذلك يجعلنا في دائرة التخلف، ولكني وانا في هذه الشدة في نقد مايمارسة أبناء مدينتي من طقوس لست بالضرورة اؤؤمن بها او بشرعيتها وجدت هذا الغرب الذي أشعر بالصغار أمامه يروج مثلا للمثليه بأشد مايكون عليه القبح دون أن يراعي مشاعري وثقافتي ويخجل منها وصرنا نرى مهرجانات للمثلية ومسؤلين يقدمون أزواجهم علنا أمام العالم، بل وصل الأمر أن تفرض قيمها وشخوصها في الأفلام السينمائيه وافلام الكارتون، حيث الصغار، وفي الرياضه..؟ كل هذا وانا مازلت أخجل من منظر شيخ يضرب ظهره بالزنجبيل او شاب متحمس يشج راسه بالسيف..! لست هنا لتبرير هذه الممارسات او أعطاها الشرعية لكني اقول ان ذلك أصبح جزء من ثقافة شعب او قل طائفة، وجزء من عقيدتها، أو هويتها... صحيح ان من يقوم بها لايمثلون عشرة في المائه منهم ولكنها شأنا ام ابينا تعكس وجها صارخا لهذه الطائفه تلبّس فيها الديني المقدس بالشعائري بالاسطوري بالنفسي، وأصبح من الصعوبه بمكان النظر إليها من زاوية واحده. في الهند هناك من يقوم بمهرجان التراشق بروث البقر والتبرك به وفي مكان آخر هناك من يقيم مهرجانات رمي الطماطم او مهرجان التراشق بالبرتقال وعشرات المهرجانات في مختلف دول العالم، المتخلفه منها والمتحضره على السواء، كما أن هناك من يقيم مسيرات اسبوع الآلام السيد المسيح ويمارس بعض طقوس عاشوراء التي ربما دخلت إلينا منهم، ومع ذلك لايخجلون منها ولاتحارب حتى من الدوله او الكنيسه او المعبد.، فلماذا نخجل نحن من ذلك مع ما يصاحبها من قيم البذل والعطاء والكرم والايثار والتضحية ومن احساس بالوحده والقوة ..؟