اعلن قائد بارز في قوات البيشمركة الكردية امس الاحد، دعمه لتمديد فترة بقاء القوات الاميركية في العراق الى ما بعد نهاية العام الحالي، معتبرا ان البلاد لا تزال تحتاج الى هذه القوات في المجالات \"العسكرية والسياسية\".
وتزامنت هذه التصريحات مع مغادرة آخر الجنود البريطانيين العراق بعد انتهاء مهمة تدريب بحرية للقوات العراقية.
ومع اقتراب موعد الانسحاب الاميركي نهاية كانون الاول المقبل، يتصاعد الجدل بين الكتل السياسية العراقية حول امكانية التمديد بعد 2011. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي كشف الشهر الحالي عن مطالبة اميركية بموقف عراقي واضح ازاء تواجد قواتهم في موعد اقصاه شهر آب (اغسطس) المقبل.
وفي تصريح نادر لمسؤول كردي رفيع المستوى حول الوجود الاميركي، قال الامين العام لوزارة البشمركة (قوات الامن الكردية) جبار ياور في مؤتمر صحافي في اربيل \"نرحب بخطوة تمديد بقاء القوات الاميركية في العراق\"، رابطا اياها بموافقة \"الحكومة العراقية ومجلس النواب\".
واوضح ياور ان \"الجيش العراقي لا يملك حاليا الاسلحة الثقيلة وكذلك القوة الجوية ولم يكمل تدريباته، ولهذا نحن نرى ان العراق ما زال بحاجة للقوات الاميركية في جميع المجالات العسكرية والامنية وحتى السياسية\".
واعتبر ان \"انسحاب القوات الاميركية سيؤثر على الاوضاع في المناطق المتنازع عليها وبالاخص مدينة كركوك التي لا تزال تشهد اضطرابات امنية\".
ورأى ياور ان \"انسحاب القوات الاميركية من هذه المناطق سيكون له تاثير لان هذه القوات تعمل معنا في مراكز التنسيق ونقاط التفتيش ولنا قوات مشتركة، وايضا تساعد القوات العراقية وقوات الاقليم في مجالات التدريب\".
وشدد رغم ذلك على انه \"لا يحق لاقليم كردستان ابرام اية اتفاقية عسكرية مع اية دولة اجنبية، وحتى الان لم يبحث موضوع بقاء جزء من القوات الاميركية في الاقليم\".
ومن المقرر ان تغادر القوات الاميركية وعديدها حوالى 47 الف عسكري العراق اخر كانون الاول (ديسمبر) 2011، وفقا للاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. ورغم مرور ثماني سنوات على سقوط نظام صدام حسين، لا يزال العراق يشهد اعمال عنف يومية.
يأتي هذا في وقت غادر آخر الجنود البريطانيين العراق امس، بعد انتهاء مهمة تدريب بحرية اخيرة، ليسدلوا بذلك الستار بشكل كامل على ثمانية اعوام من تواجدهم العسكري في بلاد لا تزال تشهد اعمال عنف يومية.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ لوكالة فرانس برس \"انهت القوات البريطانية عملها وستقوم القوات العراقية والاميركية بالمهام التي كانت منوطة بها\".
واكد انه لم يعد هناك من جنود بريطانيين في العراق.
وانتهت مهمة التدريب التي اجراها سلاح البحرية الملكية لنظيره العراقي اليوم ما يعني انتهاء العمليات البريطانية التي بدأت عام 2003 مع اجتياحها العراق بمشاركة حوالى 45 الف جندي الى جانب قوات اميركية اكبر حجما.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لفرانس برس ان \"مساهمة الجنود البريطانيين كانت قيمة ومحل ترحيب كبير (...) فقد قدموا عدة تضحيات من اجل استقرار العراق وكانوا ثاني اكبر المشاركين ضمن قوات التحالف\".
وتابع \"حصلت اخطاء، لكن ليس من قبلهم فقط، بل من قبلنا جميعا\"، رافضا توضيح هذه الاخطاء. واعتبر زيباري ان \"هذه المسألة رغم ذلك لا تقلص من حجم مساهمتهم القيمة في اعمال التدريب وفي حماية مرافئنا النفطية\".
وتعليقا على ذلك قال النائب عن كتلة الاحرار جواد الحسناوي لفرانس برس ان \"اي انسحاب لاي قوات اجنبية امر جيد وايجابي ونحن نشجع على الانسحاب الكامل من كافة الاراضي التي تتواجد فيها جميع قوات الاحتلال\". وتابع \"نؤيد هذا القرار الجرىء والجيد للحكومة\" العراقية.
ويرى الحسناوي المنتمي الى التيار الصدري الشيعي بزعامة مقتدى الصدر ان \"مسألة حماية الاراضي والمناطق تقع على عاتق القوات العراقية التي نعتبرها قادرة على حفظ الامن من دون الحاجة الى قوات اميركية او غيرها\". وفي لندن، اكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية ان \"فريقا دبلوماسيا سيبقى هناك لكن التواجد العسكري انتهى\".
وغادر القسم الاكبر من الجنود البريطانيين الذين كانوا ينتشرون في العراق في تموز (يوليو) 2009 من البصرة جنوب البلاد حيث تركزت اغلب مهامهم. لكن \"بطلب من الحكومة العراقية\" واصل سلاح مشاة البحرية البريطاني تدريب نظيره العراقي \"على الدفاع عن مياهه الاقليمية وعن منشآته النفطية البحرية\" على ما ذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان.
وتابع حوالى 1800 عراقي التدريب بحيث تمكن مشاة البحرية العراقيون من \"انشاء قوة مستقلة وتتمتع بقرار ذاتي\"، بحسب البيان. غير ان بريطانيا ستواصل بعد انتهاء المهمة دعم برنامج التدريب الذي يؤمنه الحلف الاطلسي وستستقبل عسكريين عراقيين في الاكاديمية العسكرية الملكية في ساندهورست في المملكة المتحدة.
وخدم حوالى 120 الف جندي بريطاني في العراق في عام 2009 قتل منهم 179 عسكريا.
أقرأ ايضاً
- مؤسَّسة الشهداء توضِّح تفاصيل قرار شمول شهداء البيشمركة بقانونها
- العراق: أغلقنا 77 مقراً للمعارضة الكردية الإيرانية وسلّمنا أسلحتها للبيشمركة
- العراق يزودنا بالمحروقات لتوليد 600 ميغاواط.. لبنان: نحتاج الى 1200 ميغاواط