اتهم وزير الدولة المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، الثلاثاء، صحيفة كويتية بتجزئة تصريحاته، وطالبها بتصحيح الموضوع ونشره كاملا، مؤكدا أن رأي الحكومة ورئيس وزرائها نوري المالكي \"ثابت\" في عدم السماح لأي مشروع تقيمه الكويت أو أي دولة مجاورة يكون فيه إضرار بمصالح العراق وشعبه.
وقال الدباغ في تصريح صحفي إن التصريح الذي أدلى به لصحيفة السياسة الكويتية بشأن إنشاء ميناء مبارك الكبير \"تم اجتزاؤه\"، مبينا بالقول \"نحن قلنا أن للكويت الحق الكامل في بناء أي منشأة تراها مناسبة، شرط ألا تضر بمصالح العراق وحقوقه الملاحية، لكن ديدن غالبية الإعلاميين تجزئة التصريحات\"، بحسب تعبيره.
وأكد الدباغ أنه طالب الصحيفة بـ\"تصحيح الموضوع ونشر المقابلة كاملة، وألا تنشر فقط (لا إله) وتنسى (إلا الله)\".
وكانت صحيفة السياسة الكويتية نشرت، في العاشر من أيار الحالي، تصريحاً للمتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أعلن فيه مباركته للكويت بمناسبة تنفيذ مشروع \"ميناء مبارك الكبير\"، مشيراً إلى أنه من حق الكويت أن تنشئ هذا الميناء إذا رأت وجود جدوى اقتصادية منه، وهذا من شأنها.
وأكد المتحدث باسم الحكومة أن رأيه في التصريح المذكور \"يعبر عن رأي الحكومة ورئيس وزرائها نوري المالكي، الواضح والثابت وهو حماية مصالح العراق أولاً، والتشديد على ضرورة ألا يتسبب أي مشروع تقيمه الكويت أو أي دولة مجاورة بالإضرار بمصالح العراق وشعبه\"، مشددا بالقول \"لن نسمح بذلك، وسيتم توضيح الأمر لجميع الدول ومن ضمنها الكويت\".
وأضاف الدباغ أن \"الحكومة العراقية لا تريد أن يتسبب هذا الموضوع بأي ضرر للعلاقة مع الكويت\"، مستدركاً أنه \"قبل هذه العلاقة لدينا أولوية مهمة هي مصالح العراق وشعبه وحقوقه الملاحية التي تأتي في مقدمة علاقاتنا مع الآخرين\".
وبين الدباغ أن \"الحكومة العراقية شكلت لجنة من وزارة الخارجية والنقل بالتنسيق مع الأمم المتحدة، لزيارة الكويت والاطلاع ميدانياً على الميناء المقترح\"، مؤكداً أنه \"ستتم متابعة الأمر بدرجة اهتمام عالية من قبل وزير الخارجية (هوشيار زيباري)\".
ولاقت تصريحات الدباغ ردود فعل متباينة حيث وصفتها القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، على لسان المتحدث باسمها حيدر الملا، أمس الاثنين، بـ\"اللا مسؤولة\"، داعية مجلس الوزراء إلى اتخاذ \"موقف وطني\" إزاءها، كما اعتبرت المواقف الكويتية استفزازية، في حين طالب النائب عن ائتلاف دولة القانون عزت الشابندر، اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء نوري المالكي بعزل الدباغ من منصبه، أما النائب عن دولة القانون سامي العسكري فقد وصف تصريحات الدباغ بـ\"الشخصية\"، داعياً وزارة الخارجية إلى متابعة القضية.
وأعلنت الكويت، في السادس من نيسان المنصرم، عن البدء بإنشاء مشروع ميناء مبارك بعد سنة تماماً من إعلان العراق نيته بناء ميناء الفاو الكبير، فيما أشار نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التنمية الكويتي أحمد الفهد إلى أن المشروع الذي تعاقدت على إنشائه شركة هيونداي الكورية، سيكون \"صديقاً للبيئة\"، مؤكداً أنه \"ينطوي على أهداف كبيرة، ويحقق آمال وتطلعات الشعب الكويتي، الذي طالما تمنى بناء ميناء بهذا الموقع الاستراتيجي والفعال، بهدف جعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً على المستويين الإقليمي والعالمي.
وبحسب ما أعلنت الكويت، فإن المشروع سينفذ على أربع مراحل تنتهي آخرها في العام 2016، ويشمل إنشاء أرصفة للحاويات بطول كيلومتر ونصف، وعشرات المراسي، ومنطقة حرة للتبادل التجاري، ومجمع سكني متكامل، وخط للسكك الحديدية يربط بين طرفي الجزيرة، وتبلغ كلفة المرحلة الأولى من المشروع 305 ملايين دينار كويتي، وتشمل المراحل اللاحقة زيادة عدد المراسي، وتوسيع محطة خزن الحاويات لتصل طاقتها إلى مليونين و500 ألف حاوية سنوياً.
يذكر أن وزارة النقل وضعت في نيسان الماضي، حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير الذي تشير تصاميمه الأساسية إلى احتوائه على رصيف للحاويات بطول 39 كم، ورصيف آخر بطول ألفي كم، فضلاً عن ساحة للحاويات تبلغ مساحتها أكثر من مليون م2، وساحة أخرى متعددة الأغراض بمساحة 600 ألف م2، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 99 مليون طن سنوياً، فيما تبلغ الكلفة الإجمالية لإنشائه أربعة مليارات و400 مليون يورو، ومن المؤمل أن يتصل الميناء بخط للسكة الحديدية يربط الخليج العربي عبر الموانئ العراقية والتركية بشمال أوروبا.
أقرأ ايضاً
- أمطار غزيرة وبرق ورعد.. العراق يستقبل أولى حالات الشتاء بسحابة عملاقة فوق أحد محافظاته
- السفير الايراني لدى بغداد يعلق على انتخاب المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي
- مجلس النواب العراقي يعقد جلسة انتخاب رئيس جديد له