زار وفد من التجمع الإسلامي لطلبة العراق العتبة الحسينية المقدسة والتقوا بسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء على قاعة خاتم الأنبياء وضم الوفد الزائر أكثر من (350) زائرا بينهم أساتذة تدريسيين في جامعة بغداد، ونخبة من طلبة الجامعة..
وفي كلمة أوصى سماحته للوفد الزائر جملة من الوصايا ببعض الالتزامات والحقوق التي يجب أن يعيها الطالب بتساؤله لماذا دخل الجامعة وبذخ تلك الأموال وتحمل وصبر؛ ليصل في النهاية الى ما ينبغي عليه وهو الاجتهاد والنجاح ومواصلة حياته نحو التفوق والمثابرة على أن يرافق هذا المجهود والتفوق التقوى وتهذيب النفس والالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية..
مبينا إن \"من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان أن أكرمه بالعقل والعلم وانزل عليه كتبه السماوية ليبين للإنسان فردا ومجتمعا ما فيه صلاحه وهدايته ووصوله الى غايته، ومن أعظم النعم على الإنسان أن يوفقه الله تعالى لطلب العلم\".
وأوضح سماحته \"لابد للإنسان خاصة في مرحلة الشباب أن يعي ويستحضر أهمية العلم في حياته كفرد ولأسرته ولمجتمعه حيث ورد في كثير من الأحاديث إن العلم رأس الخير كله والجهل رأس الشر كله، ولو لاحظنا التأكيد الشديد من القران الكريم والنبي (صلى الله عليه وسلم) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) لتبين منزلة طالب العلم وأهمية العلم في حياة الإنسان\".
وأشار سماحته إلى \"الحاجة الماسة من استحضار أهمية العلم في حياة الفرد والمجتمع العراقي خصوصا بعد الفترة السابقة التي حرم فيها أبناء هذا الشعب من أن يأخذوا فرصتهم في البناء العلمي والبناء التربوي لشخصية الفرد العراقي وحرموا من فرص التطور والازدهار من خلال الانفتاح على الشعوب الأخرى\"، لافتا إنه \"في هذه المرحلة التي نمر بها من حياة شعبنا نحن بحاجة الى استنهاض الهمم والطاقات والكفاءات من اجل البناء العلمي المتين والمترقي لدى الفرد العراقي وحيث إن الجامعات بما فيها من كليات ومعاهد وكذلك المدارس تعتبر اللبنة الأساسية للبناء العلمي في حياة الفرد العراقي\".
وأكد سماحته إن \"الله تعالى مَنَّ على الطلبة بنعمة تسلحهم بالعلوم والمعرفة التي ستكون لهم موقع أهمية في خدمة المجتمع لذا يجب على الطالب أن يعي حجم المسؤولية أمام ما هيأ له الله سبحانه وتعالى من ذهنية وسبل المعرفة حتى يصل الى هذه المرتبة من العلم، موضحا إن المسؤولية التي ينشدها الواقع المرهون من طالب العلم أولا بتربية أنفسهم وتهذيبها وهي تتقدم على مسألة التعليم، وحقيقة الإنسان الذي لا يخدم مجتمعه هو عدم الفائدة منه فهو لا يستطيع من تأدية أية خدمة مرجوة..
وتابع الشيخ الكربلائي الحديث عن مسألة طلب العلم فقال إن على \"المسلم مراعاة مسألة طلب العلم لما لطلابه من منزلة عظيمة، بينها مستشهدا بالحديث النبوي الشريف \"أقرب الناس درجة من مرتبة النبوة أهل العلم والجهاد\" فالجانب الأخلاقي وجانب مجاهدة النفس هذان الجانبان مقرونا بالعلم وهما من أسرار توفيق العلماء في بلوغ مرتبة المرجعية\"..
وذكر سماحته إن الآيات الكريمة التي أشارة الى مهام الأنبياء لم تقتصر على مهمة التبليغ للرسالة السماوية ولن تقتصر على مرحلة تبليغ الآيات القرآنية كما في قوله تعالى \"هو الذي بعث في الأميين رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة\" لذلك نقرأ عن جملة مهام الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) تقديم الخدمة الصالحة للمجتمع لتأسيس لبنة مؤمنة مهذبة تتعامل بخلق لذا على الطلبة أن يجعلوا من جملة هذه الأمور عبرة لتزكية النفس من مذام الأخلاق، واستبدالها بمحاسن الأخلاق وصفاء الخلق وأن يكونوا شريحة فاضلة تستطيع التأثير على المجتمع\"..
وأوعز سماحته الى \"أهمية طلب العلم ودراسته وتطبيقه حسب ما جاء بالحديث الشريف بحاجة الى وسائل وآليات أولها الإخلاص لله تعالى وهو التقرب بالدراسة الى الله جل وعلا وهي خير وسيلة بهدف التقرب الى الله تعالى ثم تأتي الهمة والعزيمة فكل إنسان أودعه الله تعالى طاقات كامنة يأتي الإنسان ليفجرها ويحيها ويوظفها لخدمة هذا الهدف حينئذ تظهر لهذه الطاقات نتاجات وأعمال لا يتوقعها الإنسان في حياته\"..
من جهة أخرى قال الدكتور احمد الميان أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد في تصريح لموقع نون \"لقد انطلقت مواكب التجمع الإسلامي لطلبة العراق بوفد من طلبة جامعة بغداد بمختلف كلياتها من بغداد الى كربلاء المقدسة لتحقيق الزيارات الميدانية لمراقد أهل البيت فكانت زيارتنا لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) كتواصل ديني وأخلاقي وكذلك للتعرف والإطلاع على طبيعة عمل أقسام العتبة المقدسة والتشرف بمقابلة أمينها العام\".
موعزا الى \"جملة من أهداف التجمع أهمها تحصين الشباب عقائديا والتزامهم بخط المرجعية الحكيمة وبث ثقافة أهل البيت (عليهم السلام) في الوسط الأكاديمي\"، مبينا إن \"جل ما يتمنوه أن يحضوا بمباركة المرجعية وتعاونها المعنوي\"..
مؤكدا إن \"الوفد كان بحاجة الى جملة النصائح والوصايا التي وجهها سماحة ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء، ذلك لأن الطالب يحتاج الى غذاء ديني وأخلاقي والتذكير بالأولويات التي على الطالب أن يميزها ويعمل بها\".
تقرير حسين النعمة
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- خبير نفطي: الإنتاج العراقي في أمان و"أوبك" تتحكم رغم الأزمات الإقليمية
- أمطار غزيرة وبرق ورعد.. العراق يستقبل أولى حالات الشتاء بسحابة عملاقة فوق أحد محافظاته
- السفير الايراني لدى بغداد يعلق على انتخاب المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي