عباس الصباغ
برغم الـ(72 ) عملية ابادة وتطهير عرقي واثني لحقت بالمكون الايزيدي العريق والضارب في فجر الحضارات ، الا ان ماتعرضوا له على يد تنظيم داعش الارهابي يعد الاقسى والاكثر خرابا وتدميرا .
واني كمواطن عراقي مهتم بقضايا شعبه المكون من فسيفساء جميلة ومنها طائفة الايزديين المظلومة تاريخيا شعرت بكثير من الرضا والارتياح بإقرار قانون الناجيات الايزيديات كونهن الاكثر تضررا من التوحش الداعشي ، وصدور هذا القانون هو اقل شيء من رد الاعتبار للانتهاكات اللاانسانية من قبل هذه العصابات القروسطية المتوحشة ، وهي وان لم تكن الاولى في تاريخ هذه الطائفة المليء بالانتهاكات والمآسي والفواجع على مر التاريخ لأسباب شتى منها الطائفية او الشوفينية والاثنية لكن بمجموعها لم تبلغ في همجية ماجرى على هذه الطائفة بعد سقوط الموصل اذ تعرض الايزيديون الى هجمة شرسة ادت الى استشهاد المئات منهم وسبي الالاف من النساء كإماء وبيعهن في سوق النخاسة والرقيق الابيض كعبيد والاعتداء على اعراضهن واسترقاقهن ، وادت ايضا الى هجرة ونزوح الناجين منهم ، ويتوجب اضافة الى ذلك تحرير ماتبقى من الاسرى واعادة الحياة الطبيعية الى مناطقهم المحررة ناهيك عن ارجاع النازحين الى مناطقهم الاصلية والاهم من كل ذلك معالجة اثار العدوان الهمجي على النساء الايزيديات اللواتي تعرضن الى اعتداءات جنسية بإيجاد حل لمعضلة الاطفال الذين ولدوا نتيجة تلك الاعتداءات على الاعراض ، يضاف الى ذلك الجانب النفسي والشروخ التي احدثها العدوان الداعشي في نفوس الايزيديين رجالا ونساء فيجب اعادة تأهيلهم نفسيا خاصة النساء اللواتي تعرضن للاسترقاق الجنسي والتعنيف الوحشي ومن حسن الصدف ان يتزامن اصدار هذا القانون مع اقرار قانون اخر سيتضمن (في النية ) تجريم داعش ومعاقبة عناصره الاجرامية وتأسيس قاعدة بيانات لتوثيق تلك الجرائم ومحاسبة من ساهم او تورط لوجستيا بتلك الجرائم .
الارهاب الذي تعرض له الايزيديون لايقل عن ارهاب النازية والفاشستية الذي عمّ العالم اجمع ، فهو يستدعي موقفا دوليا قانونيا اكبر مثل اصدار قرارات اممية ـ عن طريق تدويل ملف الايزيديين على شاكلة قانون (جاستا) الذي يتابع جميع خيوط الجريمة ومحاسبتهم ـ وعدم الاكتفاء بالتباكي على مصائبهم او تحويل ذكرى فاجعتهم الى مناسبة سنوية تُحيى بالمهرجانات والمؤتمرات التي تمر مرور السحاب ولايجني منها المتضررون سوى الكلام الذي لايشفي الغليل .
والكرة الان في ملعب وزارة الخارجية العراقية نافذة العراق الى الامم المتحدة لتقوم بواجبها ... اتمنى ذلك .
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!