سامي جواد كاظم
في التاريخ محطات مشرفة وانتكاسات مقرفة واستذكارها يكون رغم ارادتنا لما لها من اثر يفرح او يقرح النفس والاستذكار ايضا له اصوله وله حدوده .
تاريخ الاسلام تاريخ حافل بالاشراقات والاخفاقات والاختراقات والتنقيح امر عسير لان العدو يروج للسلبي والمكذوب والصديق يتعاطف مع الخيال والوهم فتصبح النتيجة محفوفة بكثير من المخاطر التي تؤدي الى تشويه الجميل وتجميل المشوه .
ولكل مذهب مناسباته ومن خلال متابعاتي لهذه المناسبات وجدت ان الامامية اكثر كل المذاهب في مناسباته وهذا نابع من كثرة الظلم الذي لحق بهم فلجاوا الى هذه الاحتفالات للتذكير بها وبهم وديمومة محبتهم لاهل البيت عليهم السلام ، ولكن هنالك ظروف تغيرت تجعلني اقف في تامل وتاني في الراي والقرار ، بعضها غير صحيح وبعضها لا يستحق الذكر وبعضها لا يستحق الاستذكار سوى الاشارة فقط ، هذا ناهيك عن دقتها في تاريخها ، ففي الوقت الذي يوجد اكثر من تاريخ لولادة او استشهاد بعض المعصومين نجد ان هنالك شخصيات ليس لها تاثير في التاريخ مثبت ولادتها ووفاتها بل زد على ذلك الاحتفال بالمناسبة بافراط منقطع النظير .
اما مناسبات اليوم الثالث والسابع والاربعين والزواج والرحيل والقدوم والحرب والسلام والصلح والنزول وما شابه ذلك فانها اخذت كثيرا من اهتماماتنا على حساب امور اخرى تستحق الاهتمام هذا ناهيكم عن دقة صحة الحدث او تاريخه ، بل بعضها بالرغم من عدم دقتها فانها تثير الضغينة او مشاعر الاخرين بحيث لو ان استذكارها يكون بشكل عابر يكون افضل ولا يؤثر على عقائدنا ولا نثير تحفظات الاخرين .
نعم بعض الاحتفالات بمناسبات معينة ثبتتها في التاريخ بحيث لولا الاحتفالات لتم حذفها واخفائها من كتب التراث وهذا امر رائع وعليه يجب ان يكون هنالك اختيار دقيق للمناسبة التي فيها حدث اسلامي مهم لا يثير الراي الاخر ويخدم عقائدنا .
هنالك مسالة اخرى هي عملية التعاطي مع من قد لا يقتنع بمناسبات معينة فيتهم اتهامات خطيرة غير مبررة وهنا تكمن المشكلة ، نعم في احدى كتاباتي ذكرت ان الحسين عليه السلام ليس له بنت اسمها رقية ، فثارت ثائرة البعض وبدا يتهمني بالتشكيك ولان رقية اقترنت بقصة ماساوية كثيرا ما يرددها الخطباء ومصدرها الخطباء ، انا اقول واكرر بكل ثقة لا يوجد للحسين بنت اسمها رقية وهذا المرقد يجب ان يخضع لبحث دقيق نعم قد تكون هنالك طفلة او امراة بهذا الاسم لها موقف مشرف ومؤازر لاهل البيت لدرجة جعل الاجواء الايمانية والروحانية الرائعة وانت تشعر بها عند دخولك المرقد .
الامر الاخر وهو مهم جدا مسالة الاحتفال بالمناسبة دون ضوابط وبالتوقيت الهجري الذي يصطدم في كثير من الاحيان بمناسبات او اهتمامات خاصة بالسنة الميلادية وهنا الاجواء مشحونة بكل ما تحمل الكلمة من معنى الشحن والتوتر ، مثلا احزاننا مع اعياد ملل اخرى ، وكم من مرة تاثرت العملية التدريسية والامتحانات النهائية بسبب المناسبات الدينية ومن يفكر بتفضيل العمل على المناسبة ( يبتلي على عمره) لابد من وضع برنامج نحفظ المناسبة ونؤمن على العملية التدريسية ، والعملية التدريسية احدى المتاثرات بالمناسبات، فالاعمال المهمة الاخرى تتوقف او لا تكون بشكل طبيعي يرافقها اعمال اخرى تنتعش بالمناسبات .
المناسبة يعني وقت وايام واسابيع تمر مر السحاب من اعمارنا ونعتقد باننا ادينا ما علينا بينما هنالك الاهم منها تستحق ان تمنحها الوقت ليكون علامة بارزة في سنين عمرك.
ذكريات علمائنا رائعة ذكريات ذراري الائمة رائعة ذكريات عمل خدم الاسلام رائعة وحتى نجسدها بافضل احتفال هو التطبيق العملي لمبادئهم التي جعلتهم بهذه المكانة
اقول قولي هذا والله يعلم ما في قلبي
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة
- مقابلات المرجعية الدينية الشريفة...رسائل اجتماعية بالغة الحكمة