- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الارهاب الناشئ من رماد الخلافة ايديولوجيا أم تنظيم؟
بقلم: علي الطالقاني
لم يبالي بعض النخب لما نكتبه حول القاعدة ومن ثم داعش حتى وصلت الى ماوصلت اليه المجموعات الارهابية وتهديدها بشكل كبير للعراق، لكن حتى بعد فوات الأوان لازال هناك منهم يعتقد ان الارهاب موضوع عابر في وقت تضرب التنظيمات الارهابية في مناطق كثيرة من العالم وبات الارهاب عابرا للحدود.
فقبل سقوط الموصل باشهر كتبت عن مخاطر الجبهة الشرقية لسوريا التي ستؤثر لاحقا على الموصل وقبل ذلك مخاطر تنظيم القاعدة ومن ثم داعش.
على الرغم من تفوق القوات العراقية على التنظيم، فإن التقارير الصحفية والعمليات الارهابية يشكلان تهديدًا أمنيًا.
ما سبق من دراسات وتقارير ومقاربات بأدوات بحثية معينة لا تكفي وحدها لتفسير ظهور تنظيم داعش، ان فكر التنظيم وانطلاقته فسرت باهواء ومزاجات ورؤى متأثرة بمحيط الكاتب وكل يرى ان ظهور التنظيم مبني على ايديولوجيا معينة وكل يتهم الاخر او قومية اودين يقف خلف ظهور التنظيم.
قلة فقط من توصل إلى معرفة ممارسة الإرهاب في هذه الظروف وهناك بعض الكتاب قام بفهم البنية النفسية لفهم أوقات ظهور العنف الذي يرتبط بكل مرحلة.
وهناك الكثير ممن كتب عن داعش والقاعدة دون الاستقرار على الاستنتاجات أو التجارب السابقة.
ان توسع الارهاب بهذا الحجم الذي نراه اليوم ليس صدفة، انه جزء من ظاهرة معقدة وبجهد يمكن ان يقال منظم وممول من اجل تصدير الافكار والاستراتيجية التي يؤمن بها افراد التنظيم الارهابية، الامر الآخر هو التربية الدينية الخاطئة التي تؤل النصوص الدينية وفق اجتهادات سطحية وتأليف مناهج علمية وصلت الجامعات والمدارس بحيث يتلقى الأفراد ايديولوجيات متطرفة باسم الاسلام، الآمر الثالث هو ظهور الحركات المتطرفة من قبل سكان المدن انفسهم تتبنى ايديولوجيا متطرفة.
في المناطق التي يتواجد فيها تنظيم داعش بعد تعرضه للهزيمة في دول مثل العراق وسوريا، يلجأ التنظيم الى تجنيد أولئك الذين انظموا للتنظيم واعادتهم الى بلدانهم من أجل القيام بأعمال ارهابية.
ان طبيعة الدعاية لتنظيم داعش على سبيل المثال عبر تويتر كان تحث الأفراد وتشجعهم على الانتماء وهناك مغريات يقدمها التنظيم منها التعرف على مقاتلين جدد والحصول على زوجات وسكن مجاني.
لكن المهم ان تكون الشركات التي لها منصات او مواقع تواصل اجتماعي مطالبة باكتسابها مهارات سريعة للمحتوى العنيف وسرعة ازالته من خلال الكشف السريع للنصوص والصور وتحديد العنف المصور لمستلزمات العنف.
وبنفس الوقت يجب على النشطاء والمنظمات والحكومات ان تبذل مزيدا من الجهد والتوعية والتحدث الى الشباب والطبقات الاجتماعية الضعيفة بجرائم التنظيمات الارهابية وكشف الأكاذيب فهناك دلائل الى ان التنظيم يروج لدعاية كاذبة فلو تتبعنا الحياة اليومية لأفراد داعش سنجد حجم الكذب فلذلك ان مجتمعاتنا بحاجة الى سماع الحقيقة من اجل عدم الايقاع بالفخ.
لكن السؤال يبقى كيف سيعمل الارهاب الناشئ من رماد الخلافة ان كان ايديولوجيا أم تنظيم؟ هنا يكون النقاش أدق وفي حال التشخيص الصحيح يمكننا ايجاد الحل المناسب.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟