تحاول الحكومات المحلية وقواتها الامنية، عزل شباب المدن المحررة من تنظيم "داعش" في تكريت والموصل والفلوجة، عن التفاعل مع الحراك الشبابي، الذي تشهده محافظات الوسط والجنوب؛ لكنّ دعوات التضامن التي انطلقت من هذه المحافظات، لا تزال تصطدم بجدار القمع الذي مارسته تلك السلطات.
ويعزو ناشطون، أن محاولات الحكومة قمع أي تجمع أو التضييق على الآراء المؤيدة للتظاهرات، إلى "عدم إعطاء الحراك الحالي بعداً وطنياً، لا سيما بعد تصدع الحواجز الطائفية".
وتبدي السلطات المحلية في محافظة الأنبار، قلقا بالغا، من تداعي الأمن في المحافظة، بحسب تبريراتها، في حال امتداد شرارة التظاهرات إليها، بل إن قيادة الشرطة في المحافظة، ناشدت السكان التعاون مع القوات الأمنية، داعيةً "إلى الاستمرار بالبناء والإعمار والحفاظ على الأمن ومساندة القوات الأمنية والاستفادة من الدروس السابقة، التي لم تجنِ منها المحافظة سوى الخراب والدمار والقتل والتشريد والتهجير"، في إشارة إلى رفضها دعوات العصيان المدني.
ومع هذه المخاوف، بدأت حالات التضييق على مؤيدي التظاهرات بشكل واضح، إذ اعتُقل، مؤخرا، الناشط المدني خليل الجميلي من منطقة الكرمة جنوب الفلوجة، على خلفية نشره تغريدة في "تويتر"، قال فيها "دم شهداء الناصرية أشرف من كل السياسيين القتلة". وقبله، اعتُقل الناشط سمير الفرج في الأنبار، بعدما أعلن دعمه للتظاهرات عبر "فيسبوك"، ليُفرج عنه بعد مرور 47 يوماً.
الفلوجة تحظر تجمعات الشباب
ولم تكتفِ السلطات المحلية في الفلوجة بملاحقة النشطاء، بل إنها منعت أي تجمعات للشباب، بما في ذلك منع المقاهي من عرض مباريات المنتخب العراقي في كأس الخليج، المقامة حالياً في قطر، خوفاً من أن يتحول هذا التجمع إلى نواة لبدء تظاهرات في المدينة. كما لم يَسلَم من الاعتقال من رفع العلم العراقي، كما حصل مع أحد سائقي المركبات.
تكريت نحو وأد الاحتجاج
ويوضح الصحافي عمر الجنابي، أن السلطات المحلية في تكريت تحاول وأد التظاهرات قبل أن تبدأ.
وقال، إن حراك طلاب جامعة تكريت بدأ منذ انطلاق شرارة التظاهرات في 25 أكتوبر؛ إذ خرج الطلاب في مسيرات مؤيدة، إلاّ أنّهم جوبهوا بالقمع من قبل أمن الجامعة واعتُقل عدد منهم، وأجبروا على التوقيع على تعهدات بعدم تكرار هذه الوقفات، كما صودرت هواتفهم التي سجلت التظاهرات المؤيدة.
ويشير الجنابي إلى أن السلطات المحلية في تكريت وبحجة الحفاظ على الأمن والخوف من تكرار سيناريو دخول "داعش" إلى المدينة، تلوّح بحملات اعتقال لكل من يحاول دعم التظاهرات.
ويقول إنها نبهت شيوخ العشائر في اجتماع معهم بضرورة توجيه أبناء المدينة إلى عدم الانخراط في هذه التحركات.
ويتوقع الجنابي أن تشهد الأيام المقبلة اتساع التظاهرات، مع ميل إلى إعلان العصيان المدني، من دون أن يشمل الدوائر المهمة في المدينة.
الموصل تؤيد بقوة
في المقابل، يبدو الوضع في محافظة الموصل التي يعيد أهلها إليها الحياة تدريجاً، بعد معاناة الحرب مع "داعش"، مختلفاً؛ فحملات التضامن والوقفات الاحتجاجية لم تعرقلها أسلحة السلطات المحلية، كما أن المدينة لم تشهد حملات لاعتقال ناشطين.
ويقول الأستاذ في جامعة الموصل وعد الأمير، إن الجامعة لم توجه عقوبات أو تهديدات لمن يعلن تضامنه مع تظاهرات أكتوبر، لكنه أوضح أنه كانت هناك مخاوف من أن تتجه التظاهرات والاعتصامات نحو العنف، وكان هناك حذر منها، خصوصاً في الأيام الأولى، لأن الشباب كانوا في حالة غليان ويحاولون التعبير عن تضامنهم بأي شكل.
ويلفت الأمير إلى أن هناك تخوفاً عاماً في المدينة من الاتهام بالإرهاب أو بمساندته في حال الخروج بتظاهرات ضد الحكومة.
أمّا الناشط في الأعمال الإنسانية والتطوعية في الموصل، زيد الويس، فيؤكد أن المدينة تشهد وقفات للتضامن وهناك مجالس للعزاء تقام كل يوم، مشيراً إلى أن النشطاء يعبّرون عن تضامنهم مع تظاهرات الوسط والجنوب في العالم الافتراضي، من دون التعرض للاعتقال أو المحاسبة.
المسلة
أقرأ ايضاً
- وزير الداخلية يعلن انخفاض نسبة الجرائم خاصة في المناطق المحررة
- وزارة الهجرة : شمول (120) أسرة عائدة إلى مناطقها الأصلية في سهل نينوى بالمساعدات الإغاثية
- إيران تتوعد اسرائيل بـ"ايام صعبة": ستعاقب وتتلقى الرد اللازم