نــــــــــــــــزار حيدر
النوَّاب عندنا على ثلاثةِ أَنواع؛
النَّوعُ الأَوَّل؛ هم الأَذكياء جدّاً! وهؤلاء مشكلتهُم أَنَّهم يتصوَّرون بأَنَّ العراقيِّين أَغبياء لا يفقهونَ شيئاً! يُمكنُ الضَّحك على ذقونهمِ بسهولةٍ ويُسرٍ! لأَنَّ ذاكرتهُم ضعيفة! ولذلك تراهُم يوظِّفون ذكاءهُم الخارق لاستغفالِ الرَّأي العام!.
النَّوعُ الثَّاني؛ هم الأَغبياء جدّاً! وهؤلاء يتصوَّرون أَنَّ العراقيِّين أَغبياء مثلهُم! وبذلكَ هُم يُرَضُّون أَنفسهم ويقتنعُون بغبائهِم على قاعدةِ [لو عمَّت هانت]!.
النَّوعُ الثَّالث؛ هم العُقَلاء والحُكَماء المتوازنين في كلامهِم وتصريحاتهِم! وقليلٌ ما هُم!.
مناسبةُ الحديثِ هذا، هو الضجَّة التي افتعلها بعضُ النوَّاب ضدَّ السيِّد وزير خارجية جمهوريَّة العراق الدُّكتور محمدعلي الحكيم الذي أَدلى مؤخَّراً بتصريحاتٍ بشأن القضيَّة الفلسطينيَّة، حاول موتورُون توظيفها لشنِّ حملةِ تسقيطٍ وتشهيرٍ ضدَّهُ وفِي الأَثناء ضدَّ مدير مكتبهِ الأُستاذ السيِّد المنهل الصَّافي المعروف عَنْهُ إِنجازاتهُ ونجاحاتهُ في كلِّ موقعٍ تصدَّى لَهُ منها القنصل العام لجمهوريَّة العراق في ولاية ميشيغن الأَميركيَّة.
لستُ هنا بمعرض الدِّفاع عن أَحدٍ إِلَّا العراق الذي نذرتُ قلمي منذُ أَن وعيتُ على هَذِهِ الحياةِ للدِّفاع عَنْهُ من خلالِ فضحِ تُجَّار الدَّم وتُجَّار القضيَّة المقدَّسة [فلسطين] التي تعوَّدنا على شعاراتهِم ونحن أَطفالاً صِغاراً في المرحلةِ الإِبتدائيَّة عندما كانُوا يسطُون على [خرجيَّتنا] الشَّهريَّة الوحيدة وقيمتها [١٠ فلُوس] لا غَير لدعمِ المجهود الحربي لـ [تحريرِ فلَسطين] ليتبيَّنَ لنا عندما كبُرنا أَنَّها كلَّها كانت تجارةً رخيصةً، فلا فلَسطين حرَّروها ولا [خرجِيَّتنا] عادت إِلى جيوبِنا! حتَّى قَالَ الشَّاعر؛ همُّها فلسُها وليسَ الطِّين! والمقصود فلسطين!.
السيِّد رئيس كُتلة دَولة القانون في البرلمان كان من أَشدِّ وأَقسى الذين تهجَّموا على السيِّد الوزير ومدير مكتبهِ! معتبراً أَنَّ الوزير خرجَ عن النصِّ وعن السِّياق الديبلوماسي ولَم يلتزم بالموقفِ الرَّسمي للعراق تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة!.
كما أَنَّهُ استخدمَ أَلفاظاً نابيةً تخجلُ العاهرُ من ذكرِها عندما تتخاصم مع زبائنِها في خمَّارةِ المدينةِ! فما بالكَ بنائبٍ في البرلمان؟!.
كنتُ سأَغضُّ النَّظر عن تصريحات الموما إِليهِ لَو كانَ من كُتلةٍ نيابيَّةٍ أُخرى، أَمَّا أَنَّهُ رئيس كُتلة نيابيَّةٍ كان زعيمها هو الذي رَأَس القمَّة العربيَّة في بغداد عام ٢٠١٢ والتي وردَ فيها كلَّ ما صرَّح به السيِّد وزير الخارجيَّة وبالحرفِ الواحد! فهذا يعني أَنَّ تصريحات السيِّد النَّائب إِستهدافٌ سياسيٌّ وتصفيةِ حساباتٍ بامتياز!.
السُّؤال هُنا؛
هل نَسيَ المُوما إِليهِ ما وردَ من نصٍّ بشأن القضيَّة الفلسطينيَّة في البيانِ الختامي لتلكَ القمَّة؟!.
أَم أَنَّهُ يتذكَّر ذَلِكَ جيِّداً فهو لم ينسَ مِنْهُ شيئاً وإِنَّما تغابى وتناسى ليستحمِرَ المُتلقِّي فيوظِّف التَّصريح للضَّغط على السيِّد الوزير لابتزازهِ وتحقيقِ بعضِ ما يُرِيدُ فرضهُ عليهِ! كسعيهِ لإِعادةِ عددٍ من [جماعتهِ] الفاشلين والفاسدين إِلى وزارة الخارجيَّة بعد أَن تمَّ طردهُم في وقتٍ سابقٍ؟! كما تناهى لي!.
لا أَظنُّ أَنَّ الموما إِليهِ نسيَ شيئاً من نصوصِ البيان الختامي أَبداً! خاصَّةً وأَنَّهُ ومُحازبيهِ وذيولهم وأَبواقهم كانُوا قد عدُّوا القمَّة ومُخرجاتها إِنجازاً تاريخيّاً عظيماً ونجاحاً وطنيّاً و [إِسلاميّاً] باهراً أُضيفت إِلى إِنجازات ونجاحات [زعيم المُمانعةِ والمُقاومةِ] فهل يُعقل أَنَّهُ نسيَ الْيَوْم كلَّ ذاك الإِنجاز والنَّجاح؟!.
إِذن؛
السيِّد النَّائب أَراد أَن يُحقِّق شيئاً لنفسهِ ولجماعتهِ بهذا الإِستهداف! ولقد أَثبتَ بذلك أَنَّهُ تاجِرٌ فاشِلٌ فضحَ نفسهُ!.
والمضحكُ المُبكي في تصريحاتهِ أَنَّهُ اتَّكأَ كالعادةِ على عِكَّازة [أُسَر الشُّهداء والسُّجناء] ليستدرَّ عطفَ الرَّأي العام عندما لفَّقَ قُصصاً وأَكاذيبَ!.
إِنَّها لُعبةً رخيصةً ومُبتذلةً أَن يُتاجرَ النَّائب بدماءِ الشُّهداء وأُسر الضَّحايا! خاصَّةً إِذا كانَ هو مَن تسبَّب بقتلهِم وبمُعاناةِ أُسرِهم وعوائلهِم! أَم نسيَ المُوما إِليهِ بأَنَّ زعيمَ تحالفهِ هو المسؤُول الأَوَّل عن دماءِ شُهداء [سبايكر]؟!.
٥ كانُون الثَّاني ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com