أعلنت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسرور بارزاني اسم نجل زعیمه مسعود بارزاني، مرشحا لتشكيل حكومة إقليم كردستان، فيما سيكون نيجيرفان بارزاني، ابن شقيقه (إدريس) وصهره، مرشح الحزب لرئاسة إقليم كردستان المعلقة بقانون صادر من برلمان كردستان.
وذكر مراقبون أن الخطوة جاءت ضمن ترتيبات البيت الحزبي والعائلي في نفس الوقت، وتمهد لتسلم الجيل الثالث من العائلة البارزانية، ممثلا بنيجيرفان ومسرور بارزاني، قيادة الإقليم، بعد ملا مصطفى بارزاني (الجد) الذي أسس الحزب الديمقراطي الكردستاني، ليخلفه في القيادة بعد وفاته نجلاه إدريس ومسعود إلى أن توفي ادريس في 1987.
ويطلق البارزانيون على أنفسهم لقب "الملة" ويمنعون بناتهم من الزواج خارج إطار العائلة للحفاظ على تمايزهم عن محيطهم الاجتماعي من القبائل الكردية، وخلال السنوات العقد الماضي سيطر الحزب على مقاليد القيادة السياسية والادارية في اقليم كردستان عبر ثلاث ولايات حكومية لكل من مسعود بارزاني وابن أخيه نيجيرفان في رئاسة الاقليم وحكومته.
ولقي الإعلان رسميا عن المرشحين ردود أفعال متباينة في الأوساط الإعلامية والسياسية والشعبية، ففي وقت ربط مقربو نيجيرفان بارزاني الخطوة باعطائه دورا أكبر لقيادة الاقليم عبر مؤسسة الرئاسة، ذكر آخرون أن الخطوة بداية لتوريث نجل بارزاني مقاليد السلطة وخطوة باتجاه إبعاد نيجيرفان عن الحكم نظرا لاحتمال تحول نظام الحكم في الاقليم الى البرلماني بالتوافق مع النظام السياسي الحاكم في بغداد، اضافة الى حصر السلطات الفعلية والتنفيذية برئاسة الحكومة.
وربطت تقارير اعلامية بين دفع مسرور لرئاسة الحكومة بما حدث قبل ثلاثين عاما من انتقال زعامة الديمقراطي الكردستاني إلى مسعود بارزاني بعد وفاة والد نيجيرفان (1987) وحسم هذا الدور له حصريا ما مهد الطريق أمام تقديم أبنائه مسرور ومنصور الى مواقع قيادية في المجالات السياسية والأمنية.
ويرى آخرون أن بارزاني يريد أن يثبت قواعد حكم نجله "مسرور" خلال وجوده هو على رأس الهرم الحزبي للديمقراطي الكردستاني وتمتعه بصحة جيدة، نظرا للمخاطر المحدقة بتأجيل التوريث الى ما بعد انتهاء دوره السياسي أو رحيله على غرار ما حصل للقادة الآخرين أمثال جلال طالباني ونوشيروان.
وذكر استاذ العلوم السياسية، عبد الحكيم خسرو، المنتمي إلى صفوف الديمقراطي أن "هذا تحول كبير، وسيترك أثرا إيجابيا عميقا على الوضع السياسي، سواء على المستوى المحلي أو مستوى العراق والمنطقة".
وعد خسرو، تكليف "مسرور بارزاني" بتشكيل الحكومة جزءا من "لإصلاحات السياسية، وإظهار القوة على إدارة شؤون البلاد، ومواجهة التحديات القائمة في المرحلة المقبلة".
إلا أن مراقبين آخرين وبينهم، المحلل السياسي العراقي د. باسل حسين، ذكروا أن الخطوة جاءت ضمن تحويل الحكم إلى نمط عائلي بعد أن كان ضمن العشيرة البارزانية، وأن الخطوة لن تمنع احتمالات حدوث الصدام بين أبناء العمومة على السلطة والثروة.
وأشار تقرير سابق لـ NRT عربية إلى أن خلافا نشب بين زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ونجله مسرور، مع ابن شقيقه نيجيرفان بارزاني على ملف ادارة النفط مع بغداد، ما دفع بارزاني لاحتمال تكليف نجله لرئاسة الحكومة.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها NRT عربية، فإن "بارزاني ومسرور يفضلان تسليم الثروة النفطية الى بغداد مقابل الحصول على حصص مرضية من الموازنة العامة وانهاء الخلافات العالقة مع المركز بعد تعثر سياسة "الاقتصاد المستقل" لاقليم كردستان، إلا أن نيجيرفان بارزاني يفضل التريث في ذلك ويطلب ابرام اتفاق مع بغداد بشأن النفط دون تسليم الصادرات اليها، ما دفع بارزاني الى تأجيل تكليف نيجيرفان بتشكيل حكومة الاقليم بعد ثلاثة اسابيع من انعقاد أول جلسة لبرلمان كردستان، خلافا للتوقعات التي رجحت التكليف بعد المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات".
من جهة ثانية تباينت ردود أفعال الأحزاب الكردية خارج الديمقراطي الكردستاني على إعلان الأخير مرشحية لرئاسة الإقليم والحكومة، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي أحمد بيره، خلال مؤتمر صحفي عقده في أربيل، ان "الاتحاد الوطني له تحالف مشترك مع الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مبينا أن "حزبه يحترم ما يقدمه الديمقراطي الكردستاني من مرشحين لكونه امر خاص به ونحن نحترم رأيه".
كما رحب القيادي في الاتحاد الوطني شيخ جعفر، بإعلان ترشيح مسرور بارزاني لرئاسة الحكومة في الإقليم، كذلك أكد الاتحاد الأسلامي الكردستاني انه من حق الديمقراطي ان يرشح أسماء لرئاسة الحكومة والإقليم وهي مسألة خاصة به.
فيما أعلن حراك الجيل الجديد برئاسة شاسوار عبد الواحد، عن رفضه لترشيح الديمقراطي الكردستاني أسماء لرئاسة الحكومة والإقليم، مبينا ان لا يجوز أن يقوم الديمقراطي بالاستحواذ على منصبي رئاسة الإقليم والحكومة ويجب ان يكون هناك مرشحين من باقي الأحزاب.
يذكر أن مسرور بارزاني من مواليد 1969، وقد أكمل الدراسة الإعدادية في إيران، وهو حاصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة واشنطن، وتولى رئاسة وكالة الاستخبارات في إقليم كردستان عام 2012، ويجيد اللغات العربية والإنكليزية والفارسية، أما نيجيرفان بارزاني، فهو من مواليد 1966، وقد تولى منصب نائب رئيس حكومة الإقليم 1996، ثم رئاسة الحكومة من 2011 حتى الآن، ويجيد اللغات الإنكليزية والفارسية اضافة إلى فهم العربية.
أقرأ ايضاً
- المحكمة الاتحادية تصدر أمراً ولائياً بإيقاف إجراءات عمل المفوضية بخصوص انتخابات إقليم كردستان
- المحكمة الاتحادية العليا تصدر امراً ولائياً بخصوص قوائم مرشحي انتخابات برلمان كردستان
- بارزاني يطالب الحكومة العراقية بإنصاف وتعويض ضحايا النظام السابق بشكل "عادل"