قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، إن تنظيم القاعدة في العراق عاود نشاطه، مستغلا الفراغ السياسي في بغداد، وحالة الغضب التي تسود العرب السنة، لاستعادة السيطرة على بعض المناطق هناك.
ففي تقرير لمراسلها بالعراق، ذكرت الصحيفة أن التنظيم الذي سبق أن قهرته مجالس الصحوة، بدأ يقتطع لنفسه أراضي زراعية في قرية جرف الصخر جنوب بغداد، وفي الصحاري الغربية والجبال إلى الشرق، واستغلالها ملاذات جديدة له.
ويشن الانتحاريون حربا في العاصمة العراقية بشكل أسبوعي تقريبا. ويستبد القلق بزعماء القبائل والمسؤولين المحليين، وبعض الضباط الأميركيين، ذلك أن تنظيم القاعدة نجح في استغلال الفراغ السياسي في البلاد، وحالة الغضب الناجمة عن اعتقال أعضاء مجالس الصحوة في المناطق السنية، ليعثر لنفسه على موطئ قدم هناك.
ومع أن تنظيم القاعدة في العراق لا يبدو قريبا من درجة القوة التي كان عليها في 2005 و2006 عندما كان يسيطر على مناطق واسعة في بغداد ومدن أخرى، فإن قدرته على إقامة ملاذات له مرة أخرى يُعد «نذير شؤم» قد يُنبئ بتجدد محتمل للحرب الطائفية، إذا ما استمر الفراغ السياسي، وظل الامتعاض الشعبي هكذا من دون علاج.
يقول ضابط أميركي إن الأقلية السنية في حالة دفاع عن النفس، وتتملكها نزعة البقاء، وإن الجيش الأميركي لم يعد في مسرح الأحداث، كما أن قوات الأمن العراقية ليست محل ثقة كثير من المناطق حتى الآن، بينما ما تزال الحكومة العراقية غائبة.
ويستدرك الضابط قائلا، إن ذلك لا يعني أن أفراد تلك الأقلية ينضمون إلى القاعدة، لكن بعضهم لا يتخذ مواقف ضد التنظيم، لذا فإنه لا يستهدف عائلاتهم. ويؤكد وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي أنهم مدركون لحقيقة عودة القاعدة إلى محافظتي ديالى والأنبار وجنوب بغداد، لكنه يشدد على أن القادة العسكريين العراقيين يحكمون قبضتهم على الأوضاع هناك.
وأضاف «علينا الاعتراف بأننا نتصدى لجيل ثالث من القاعدة أكثر تطورا من السابق، ومن ثم ينبغي علينا التعامل مع هذا الواقع». وحذر شيوخ بارزون و «متمردون سابقون» في محافظة الأنبار غربي العراق من أن تنظيم القاعدة إلى جانب حزب البعث تغلغلا في صفوف الشرطة، وأن لديهما خلايا نائمة في مراكز قيادية. وذهب بعضهم إلى حد الحديث عن قدرة التنظيم على التحرك بحرية، واحتمال اجتياحه مدينتين على الأقل والبقاء فيهما لعدة ساعات.
وينعم التنظيم حاليا بسيطرة «فضفاضة» على بعض التلال في ديالى إلى الشمال والشرق من بغداد، وبحضور قوي في ضواحي بعقوبة، مركز المحافظة. وقال قيادي «متمرد» سابق إن «القرويين والبسطاء ينضمون إلى هؤلاء الناس لأنهم يخشونهم. إنهم مرعوبون من القاعدة. وهم دوما ينحازون إلى الأقوى».
القبس الكويتية
أقرأ ايضاً
- الحكومة: العراق سيساهم بدور كبير في إعمار لبنان بعد الحرب
- سفارة العراق في دمشق تصدر تعليمات جديدة للعراقيين واللبنانيين
- الجيش العراقي يتأهب.. اجتماع أمني عالي المستوى لمواجهة "أي طارئ"