أبدى التحالف الكردستاني، الثلاثاء، استعداده للتعاون مع مرشح التحالف الوطني عادل عبد المهدي للتوصل لحل أزمة تشكيل الحكومة، مؤكداً أن تعاون الكرد سيكون على ضوء استجابة الكتل السياسية للورقة التي قدمها الكرد.
وقال القيادي في التحالف محمود عثمان في حديث لـ\"السومرية نيوز\"، الثلاثاء، إن الكرد يحاولون الإسهام في \"الحراك الدائر لحل أزمة تشكيل الحكومة وستكون لنا جولات من المحادثات مع كتل أخرى الأسبوع المقبل، كما سيعقد بعد غد، اجتماع للكتل الكردستانية لدرس عقد مزيد من اللقاءات لحل الإشكال بين التحالف الوطني ثم بين التحالف والعراقية\".
وأشار عثمان إلى أن \"زيارة عبد المهدي الأخيرة لإقليم كردستان هي محاولة لكسب تأييد الكرد\"، مؤكدا أن \"التحالف الكردستاني يرحب بترشيح عادل عبد المهدى، وسيتعاون معه في تشكيل الحكومة، علماً أن ليس لديه أي تحفظ على المالكي\".
وكان سبق لعضو التحالف الكردستاني سامي شورش، أن استبعد في حديث مع \"السومرية نيوز\"، اليوم، تحديد موعد قريب لتشكيل الحكومة المقبلة، كون أزمة تشكيلها عميقة ومعقدة، على حد قوله، لافتا إلى أن زيارة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي والمتحدث باسم الحكومة علي الدباغ إلى إقليم كردستان تندرج ضمن المساعي الرامية إلى إيجاد حل لازمة الحكومة المرتقبة.
ولفت عثمان أن \"تعامل الكرد مع الكتل السياسية سيكون على ضوء التعاون الذي أبدوه تجاه الورقة التي قدمناها لهم\"، مبينا أن \"الكتلة التي تعاونت مع الورقة بشكل إيجابي سنكون إيجابيين معها، والتي تعاملت سلبا سيكون لدينا تحفظات على التعاون معها\".
وأكد عثمان أن \"الكتل الكردية ستتكون موحدة في اتخاذ القرارات\".
وتنص مقترحات ائتلاف الكتل الكردستانية التسعة عشر لتشكيل الحكومة، على تطبيق بنود الدستور كافة من دون انتقائية، وتأييد مرشح ائتلاف الكتل الكردستانية لرئاسة الجمهورية، وان يكون الأمين العام لمجلس الوزراء مرشحا من الكرد، وتشكيل حكومة شراكة وطنية، وتشكيل مجلس امن وطني من خلال تشريع قانون يتم إقراره بالتزامن مع تشكيل الحكومة، وتبني نظام داخلي لمجلس الوزراء يثبت مرجعية المجلس والقرار الجماعي، وتوزيع الصلاحيات بين رئيس الوزراء ونوابه، وتشكيل المجلس الاتحادي خلال السنة الأولى من عمل مجلس النواب، على أن يتمتع رئيس الجمهورية ونائبيه بحق النقض الى حين تشكيله.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني استقبل، يوم أمس الاثنين، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية المنتهية ولايتها القيادي في دولة القانون علي الدباغ، في منتجع صلاح الدين بمحافظة السليمانية ، فيما استقبل برزاني، الأحد الماضي، نائب رئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي المرشح عن الائتلاف الوطني العراقي لرئاسة الحكومة المقبلة عادل عبد المهدي .
وكان الائتلاف الوطني العراقي، أعلن يوم الجمعة المصادف الثالث من أيلول الجاري ترشيح القيادي في المجلس الأعلى عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة المقبلة ليتنافس مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته مرشح ائتلاف دولة القانون نوري المالكي للخروج بمرشح واحد للتحالف يقدم إلى البرلمان العراقي، في حين ذكر مراسل \"السومرية نيوز\"، أن الاجتماع الذي سبق الإعلان عن ترشيح عبد المهدي، غاب عنه الجعفري والجلبي وبعض المستقلين في الائتلاف.
ويحتل الكرد مجتمعين 57 مقعدا من مقاعد البرلمان الحالي، بنسبة 43 مقعدا للتحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين، بالإضافة إلى ثمانية مقاعد لحركة التغيير، وأربعة مقاعد للاتحاد الإسلامي الكردستاني، ومقعدين للجماعة الإسلامية الكردستانية.
ويرى المراقبون للمشهد السياسي العراقي أن ترشيح عادل عبد المهدي ضد نوري المالكي لا يعد خلاصا للأزمة المستمرة بين الائتلافين الشيعيين، إذ يبقيان على موعد مع تحديات أخرى تتمثل بالآلية التي سيتنافس عليها عبد المهدي والمالكي والتي لم توضع أسسها بعد، بحسب تأكيدات قياديين من الجانبين، فيما يأتي ترشيح عبد المهدي لينهي عقدة طالت داخل الائتلاف الوطني (70مقعدا) نحو ستة أشهر لاختيار مرشح واحد بسبب الخلافات الموجودة بين مكوناته، فضلا عن أن قائمة العراقية تصر على كونها الفائزة في الانتخابات، وتعتبر أي محاولة لاختيار مرشح من التحالف الوطني لرئاسة الحكومة نوعاً من الالتفاف على حقها في تشكيل الحكومة.
يذكر أن محطات العملية السياسية في العراق شهدت تأجيلات تجاوزت السقف الزمني الذي حدده الدستور، كما حدث خلال فترة الاتفاق على الدستور في العام 2005، وتشكيل الحكومة عقب انتخابات 2005، وخلال سن قانون انتخابات مجالس المحافظات في العام 2009، وأيضا مع سن قانون الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إضافة إلى ما شهدته جلسات البرلمان السابق من تصلب ومماطلة بعض الكتل النيابية ما أدى إلى تعطيل تشريعات بتشكيلات دستورية مهمة، مثل المحكمة الدستورية وهيئة المساءلة والعدالة.
أقرأ ايضاً
- الحكومة: العراق سيساهم بدور كبير في إعمار لبنان بعد الحرب
- كربلاء:نصب مجمع ماء جديد في قضاء الجدول الغربي
- السوداني لميقاتي: موقف العراق ثابت ومبدئي تجاه دعم لبنان والوقوف معه