هادي جلو مرعي
فوجئت بعدد كبير من نائبات البرلمان وهن يقفن في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي تتقدمهن نائب عن حزب إسلامي تمثل محافظة من محافظات الفرات الأوسط تلت بيانا طالبت فيه بضمان تمثيل نسوي عادل في البرلمان ولجانه وهيئاته ووزارات الدولة في الحكومة المقبلة المزمعة، ولم تستثن حتى المناصب الأمنية التي تريد البعض منهن تولية أمرها للمرأة العراقية، وهذا حق مبرر كما هو في بلدان أخرى في العالم.
من مدة رشحت النائب سروة عبد الواحد لمنصب رئيس الجمهورية في مواجهة القيادي الكردي والرئيس الحالي برهم صالح، وهي على مايبدو تدرك إن المنصب لايمنح إلا وفقا لإتفاق محاصصة يتجاوز أمر منحه للمكون الكردي، ويتجاوز ذلك الى جهة بعينها، وهو ماإعترض عليه الحزب الديمقراطي، وكان محقا في إعتراضه فهو منصب لكل الكورد، كما هو لكل العراقيين.
من من نائبات البرلمان ممن وقفن في الدائرة الإعلامية مطالبات بحقهن في التوزير والتمدير والترئيس والتفقيس صوتت لسروة عبد الواحد ضد برهم صالح، ولم تستلم لرأي حزبها ومكونها وجماعتها السياسية؟ أجزم أن عددهن نزير للغاية، وربما لم تجد سروة من تصوت لها من نسوان البرلمان حيث إستسلمن لقدرهن الحقيقي، بينما تكلمن مستعرضات أمام الشاشات: أنهن حرات شجاعات، قادرات على الفعل والتأثير والتنظير.
سروة عبد الواحد وجدت نفسها وحيدة في مواجهة المرشح الآخر لأن الجميع متفق أن يكون جزءا من المحاصصة الطائفية والعرقية التي قتلت العراق، ومزقت جسده وقطعته إربا إربا، وهو ماترك إنطباعا حقيقيا للمراقبين بأن المسؤولية هي على شاشة التلفاز، أو على ورق صحيفة، وليس حقيقة ففي الواقع الراهن تكون المراة البرلمانية خاضعة لإملاءات الكتلة السياسية والحزب، وليس لإرادتها الحرة الواعية.
سروة عبد الواحد صوت عال في المعارضة الكردية، ولها دور مميز عرضها لتساؤلات صعبة، ومضايقات وتحديات جسيمة، ودفعت ثمنا باهظا لمواقفها تلك، وربما كان ممكنا حصولها على مكاسب سياسية رفضتها، وكان يجدر بنساء البرلمان، وبدلا من توزيع الغيرة والحسد أن يمنحن أصواتهن لها ليتبين مدى التضامن الذي عليه نساء البرلمان، وبالتالي يصبح صوتهن مسموعا، وهناك من المسؤولين من يستجيب لهن، ولكن أن يتكلمن عن حقوقهن، ولايتضامن مع بعضهن فهذا هو النفاق بعينه.