أبدى ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الثاني من شهر رمضان المبارك 1431هـ الموافق 13-8-2010م امتعاضه الشديد إزاء الفساد المالي المستشري في كافة مفاصل الدولة، وأكد إنه لكل دولة ثمة مقومات تنطلق منها وأيضا هناك عوامل لتهديمها وتفتيت أوصالها، ونحن نعيش حالة من حالات التهديم قد تتطلب الإسراع في القضاء على تلك الأمور التي باتت تنخر في جسد الدولة وتجعلها بلا مؤسسات وهنا مكمن الخطر.
وتساءل سماحته عن تصرف بعض الإخوة الساسة وبعض أصحاب المواقع المهمة وتوغلهم بالفساد المالي، طبعاً عندما يذهب بعض الإخوة عندنا إلى خارج العراق لابرام صفقة تجارية أو صناعية ويلتقي ببعض المسؤولين من تلك الدول، حيث إن تلك الجهات تستغرب وتصاب بالصدمة والكدمة من طريقة تعامل الوفد الزائر، وتقول إن الثقة انعدمت بسبب الطريقة المبتذلة للوفود التي تأتي من العراق للتعامل مع هذه الشركات، ولعل الأمر المقزز إنه وقبل عقد الصفقة فالهم الأكبر الذي يراود المفاوض العراقي ما هي النسبة التي تعطيني إياها من هذا العقد؟! إن هذه الحاجة إن كانت تساوي ألف فإنها تباع بعشرة، وهذه التسعة أموال ضائعة تذهب إلى جيوب غير مستحقين وبغير وجه حق، وبالنتيجة صرفيات من الميزانية ومن خزانة الدولة كثيرة، ولكن النتائج والمعطيات قليلة!!.
وأضاف سماحته إنه عندما تأتي البضاعة إلى هنا ولكي تكون أي معاملة من المعاملات مطابقة لميول ذلك الموظف لابد أن تسوّق ضمن السبل الملتوية، بأن هذا يأتي بالهدية إلى بيته!! وهذا الحساب ليس باسمه!! وهذه الطرق أصبحت حالة شائعة والقضاء عليها أصبح من الصعوبة بمكان القضاء عليها.. والبضاعة المحولة للمواطن ليس فيها اهتمام بالنوعية إطلاقا، وأنا أقول هنا إطلاقا لأني أتعامل مع الواقع.. والنتيجة إن الطحين الذي يصل المواطن فيه مشاكل والسلع التي توفرها الدولة فيها مشاكل والآليات فيها مشاكل .. وغيرها الكثير فيها مشاكل.
وأعرب عن استغرابه من الوصول إلى هذه الحالة المزرية التي نصطدم بها جميعا وهي موجودة على مستوى الشارع والمتمثلة بالحصول على الأموال الطائلة ولكن بلا عمل، وكذلك يبدد المال العام من وجود وسطاء لانجاز معاملات الناس بطريقة تكاد تكون مرعبة، وتساءل سماحته هل إن تصرفهم هذا يواكب ما يعيشه المواطن من كمد العيش وزخم المشاكل التي تترى عليه من كل حدب وصوب؟!.
وطالب المسؤولين من فرض هيبة الدولة والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه التلاعب بالمال العام، واتباع طرق المعاملة الجادة في إشعار الموظف بتحمل المسؤولية على أتم وجه، ولابد أن توجه الأجهزة المعنية في الدولة لتثقيف الموظف والتصدي لكل من يتلاعب بمقدرات الآخرين من خلال سوء التصرف والإدارة.
واستدرك قائلا: حقيقة هذه المسألة أضعها أمام أعين المسؤولين وهم يعلمون بخطورتها لكنها لم تحل بشكل حقيقي .. حيث تدخل بها مجاملات ومحسوبيات، وبما أن الأمور الخدمية تؤثر على بناء الدولة .. التي لها حالة من الأبنية التحتية ولابد أن تستمر، والنظرة المؤسساتية عندما تصل إلى هذا الحال فانه يصعب علاج هذه المسالة وسيواجه أي مسؤول في الدولة هذه المشكلة وسيصعب عليه العمل ما لم تكن هناك جدية في اجتثاث المفسدين بشتى الوسائل ..
وعن مشكلة الكهرباء وما يعانيه المواطن إزاءها من معاناة قديمة جديدة ولاسيما ما يتلظى من حرارة الصيف اللافحة قال سماحته.. أنا حقيقة لا أجد حديثاً جديداً عن الكهرباء .. ماذا أقول عن الكهرباء !! لماذا تقطع الكهرباء ؟!! أنا أقول شيء واحد .. الذي أوصلنا إلى هذه الحالة للأسف كثرة الوعود الزائفة بحيث أصبح المسؤول خجل ماذا يريد أن يقول؟! ويفترض أن تكون هناك صراحة مع الناس حتى يعرف الناس ما لهم وما عليهم ..
ودعا الدولة أن تهتم بالمختصين والعقول النيّرة وبالتجار العراقيين من خلال جلسات علنية حتى تفهم الناس حقيقة المشكلة ما هي، ولماذا نحن في العراق عندنا مشكلة الكهرباء قائمة ومستفحلة؟!! هل أنها لا تحل دعونا نفهم أين يكمن الخلل؟! مرت سبع سنوات وما هو الجديد الذي أضفناه إلى المحطات في هذه الفترة؟! نحن نريد كهرباء وهذا مسؤولية من؟! أتحدث فقط عن الكهرباء وأنا اعلم إن حديثي لا يؤثر!! وصلنا إلى هذه الحالة والناس تعاني وتتقلب يمينا ويسارا والمواطن يضغط اوجدوا حلا ً للكهرباء.. ولكن ماذا عسانا أن نفعل؟!! لقد أسمعت لو ناديت حيا*** ولكن لا حياة لمن تنادي.
وفي الختام وجه نداءه لمعاشر الإخوة أصحاب الكيانات السياسية بأن عجّلوا بتشكيل حكومة وطنية يشترك فيها الكل وتغلب المصلحة العامة، وبالنتيجة نبدأ مشوار طويل، فالمشكلة ليست سهلة ولكن أقول بأنها غير مستحيلة ويمكن حلها لكن هذا الحل يحتاج إلى أن أمد يدي إلى فلان والى فلان ونجلس ونقترب وهذا رمضان المبارك فيه موائد جميلة وجيدة وفيه أيام مباركة فليقدم الإخوة فعلا ً خدمة للشعب العراقي بأن يعجّلوا بتشكيل الحكومة بالمقدار الذي يخفف هذه المعاناة.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- محافظات عراقية تعطل الدوام حداداً على نصر الله (تحديث)
- المرشد الايراني يعلن الحداد 5 أيام على استشهاد نصر الله: ضربات المقاومة على إسرائيل ستكون أقوى
- العراق يعلن الحداد العام باستشهاد السيد نصر الله