أهاب ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 24 شعبان المعظم 1431هـ الموافق 6-8-2010م بالمسؤولين والمواطنين الحفاظ على حرمة وقدسية هذا الشهر الفضيل الذي دعينا فيه جميعا إلى ضيافة الله وذلك بالإحجام عن الإفطار العلني بقوله: بعض الأشهر الكريمة عندما تفد علينا تحتاج إلى مجهود كبير من الجميع، ومثلما إنه ثمة مسؤولية تلقى على الدولة فإن هناك مسؤولية تلقى على الناس ، فشهر رمضان الكريم مسؤوليته مشتركة بين الجميع.
ونوه سماحته إن هناك وظيفة شخصية لكل احد في أن يصوم الشهر أو لا يصوم في حدود المسألة الشخصية هو يعرف تكليفه، أما أن يهتك الشهر الشريف بطريقة الإفطار العلني لسبب أو لآخر فهذه مسألة غير صحيحة وإننا نعاني منها في كل سنة، فهناك حالة من البعض وهي الاستهتار في الإفطار، فإذا كان الإنسان يسوغ له الإفطار كأن يكون مسافراً أو مريضاً فهو معذور، أما أن يهتك حرمة الشهر بطريقة علنية أمام الملأ فهذه المسألة غير صحيحة وفتاوى العلماء لا تساعد أيضا على هذا الفعل.
وطالب أجهزة الدولة المعنية في وزارة الداخلية مثلا بالحفاظ على حرمة الشهر ما دام الشهر باقيا، وهذه الأجهزة يجب أن تكون هي أيضا ملتزمة بحرمة الشهر حتى عندما تحافظ على حرمة الشهر يكون كلامها مسموعا لا أن تكون مصداقا للمثل القائل(فاقد الشيء لا يعطيه)، فالذي لديه عذر للإفطار يجلس في البيت ويتناول الطعام أما أن يهتك الشهر بمظاهر الإفطار العلني اعتقد هذه مسألة تحتاج إلى اهتمام خاص من الأجهزة المختصة، وهو الحفاظ على حرمة هذا الشهر الذي يتعامل معه المسلمون تعاملاً خاصاً.
وفي جانب آخر من خطبته دعا سماحة السيد أحمد الصافي الإخوة السياسيين أن يجعل الله في قلوبهم وفي أذهانهم أفكارا سريعة لحل الأزمة السياسية التي يعاني منها البلد منذ أشهر، وان يتعاملوا مع الواقع بجدية وموضوعية، هذه الأزمة تحتاج إلى رجال تتحمل المسؤولية وبالنتيجة تحتاج إلى تضحيات من الجميع من اجل الحفاظ على البلد، والحفاظ على البلد مطلب عقلائي فكل دول العالم عندما تصل الأمور إلى المحافظة على بلدانها يحافظون عليها بكل جد وإخلاص ومواضبة.
معتقدا إن هذه الأزمة بدأت تولد أزمات أخرى تنعكس بشكل أو بآخر على معاناة المواطن الذي يرغب وهو على أعتاب شهر رمضان أن يسمع أخبارا جيدة من مسؤوليه والكيانات السياسية بأن بدأوا بخطوات حقيقية يصلون الليل بالنهار من اجل أن نخرج من هذه الأزمة، فهذه الأزمة ليست أزمة سهلة لكنها ليست مستحيلة، فهي تحتاج إلى حوارات من الجميع وتنازلات من الجميع وان لا تكون الأمور متعلقة بمواقع، بقدر ما تكون هناك مصلحة عامة.
مطالبا الإخوة أن يسعفوا البلد بعملية التعجيل وهم قادرون على تحقيق ذلك، فهذه الأزمة تحتاج إلى رجال والعراق فيه رجال وتحتاج إلى الدفع من الكل بالإسراع في تشكيل الحكومة.
وعن الكفاءات والقدرات العراقية الموجودة في الداخل والخارج وضرورة الإستفادة منها بالطرق المثلى أكد سماحته على إن البناء ينهض به أهل البلد فهم احرص على البلد من غيره، مشيرا إلى مسألة الكفاءة والقدرة والطاقة العراقية التي ملأت الدنيا ! وتساءل لماذا ومع وجود كل هذه الطاقات في البلد ونحن لا نستفيد منها ؟!
وفي معرض إجابته قال سماحته عندما نبعد المهنية في كل أمورنا فإن العراق لا محالة يتأخر، مستذكرا إنه وفي الأزمنة السابقة كنا نرى إن من ضمن من يقبع في السجون أصحاب شهادات عليا ومهنية وعلماء في اختصاصات متعددة، لان النظام السابق كان عنده عداء واضح ضد العلم والعلماء والبلد والمواطن، إذ كان يتبع سياسة التجهيل، أما الآن البلد بحاجة أن نمد أيدينا للكفاءات وان نفسح المجال لها بان تأخذ محلها الطبيعي، فالكفاءة إذا أريد لها أن تبني البلد لابد أن ندعمها ونقويها ولابد أن نوفر لها شروط النجاح ..
واستطرد في كيفية إدارة تلك الكفاءات قائلا: بعض البلدان عندهم كفاءات قليلة لكن حسن تدبيرهم وطريقة إدارتهم لهذه الكفاءات جعلتهم في مصاف الدول المتقدمة، بينما نحن في العراق عندنا كفاءات ذات مستويات رفيعة ولكن المشكلة إلى الآن تكمن في أننا لا نعرف كيف ندير هذه الكفاءات! فالعراق الآن يحتاج إلى بناء واسع وكبير وأنا لا أتحدث عن مفاصل فيها مشاكل لكن هذا واقعا كلام يدمي القلب فكثير من أموالنا تهدر بسبب عدم المهنية والكفاءة، لماذا إذن أجيء برجل قاصر واجعله في موقع مهم جداً؟!
وفي الختام تمنى سماحة السيد الصافي على المسؤولين جميعا أن ينهضوا لبناء البلد بالعقول الموجودة في داخل العراق وخارجه، مطالبا أن تفتح لها الأبواب من اجل الخدمة ولها القدرة على ذلك، كما دعاهم أن يحسنوا كيف يديروا الطاقات والكفاءات حتى ننهض بالبلد خير نهضة، متمنيا أن تكون هناك أذن واعية لهذا الكلام خدمة لهذا البلد الكريم..
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- محافظات عراقية تعطل الدوام حداداً على نصر الله (تحديث)
- الكيان الصهيوني يقصف محيط مطار بيروت بهجمة جوية عنيفة
- الحوزة العلمية في النجف الاشرف تعطل الدروس بمناسبة استشهاد السيد حسن نصر الله