بقلم: حسن رفعت الموسوي
كثيرا ما أتردد من التطرق لهذا الموضوع، وتحاشيت الكتابة فيه رغم أن الفكرة كانت تراودني دائما، خاصة وأنا أتنقل بين المواقع و وكالات الأنباء الإخبارية و القنوات الفضائية، وأبحث عن المعلومة هنا وهناك , يستوقفني الرداءة والعهر والخبث و المستوى الذي اتصفت به بعض المنابر الإعلامية في عصرنا هذا. أين المهنية؟ أين شرف المهنة؟ اليوم أني مرغم على الإبحار في هذا الموضوع بعد أن شاهدت ما وصل أليه مستوى السلطة الرابعة وجعلني أتساءل في نفسي, هل هذه هي مهنة الصحافة التي يطلق عليها السلطة الرابعة هل هذا هو المستوى الذي وصلنا إليه؟ ما درجة وعي إعلامنا ونزاهته واستقلاليته؟ قنوات فضائية و وكالات أنباء و صحف و مواقع مغرضة ينصب جهود عملها على صب الزيت على النار و اللعب على الوتر الطائفي و تأجيج الشارع. امتلأت غيضا وغضبا، وحرقة على هذه المهنة الشريفة، التي دنسها بعض من يدعي الانتماء إليها وهي منه براء، كبراءة الذئب من قميص يوسف. أن مهنة الصحافة مهنة شريفة وهي وسيلة تواصل بين الطبقة الحاكمة و الشعب وهي منبر الشعب و كلمة الفقراء و المظلومين في وجه الظلم. سميت بالسلطة الرابعة لأهمية الدور الذي تلعبه في المجتمع ولخطورة هذا الدور الذي يتمثل في الرقابة والمحاسبة والمسؤولية دورها لا يقل أهمية عن الدور السلطة التنفيذية و دور السلطة التشريعية و دور السلطة القضائية , كل هذا عندما تحترم الصحافة أو الإعلام أخلاقيات هذه المهنة. فتكون بذلك الصحافة النزيهة في خدمة الشعب، ونقل همومه وآلامه وتسعى لنقل أفكاره. لكن ما نراه حاليا في أروقة السلطة الرابعة هو تضخيم للخبر و محاولة تشويش و فبركة الواقع وهو ما يكشف لنا ميلاد حركة إعلامية كل همها هو السعي خلف حفنة الدولارات وتعمل على بث سمومها في الشارع العراقي. وما لامسناه يوما بعد يوم بتناسل وتكاثر هذا النوع من الإعلام وانتشاره بشكل مرعب، وحصوله على جمهور ومتابعين كثر رغم الانتقاد الواسع الذي يوجه لهم. أن الكثيرين ممن ينتحلون مهنة الصحافة، ما هم إلا مرتزقة وذو مصالح شخصية، يقتاتون قوتهم اليومي على حساب تشويه الآخر وتزوير الحقائق متى تنتهي السلطة الرابعة عن المتاجرة في الأخبار وتسويق المضامين التافهة؟.
أقرأ ايضاً
- سموم "البعث" وبقايا شخوصه
- أزمة منصب رئيس السلطة التشريعية في بوصلة المرجعية
- ديمقراطية أحزاب السلطة.. نحن أو الفوضى !