بقلم:عزيز الخزرجي
مُوظفٌ.. لا ندري كيف و مَنْ وظّفهُ في ليلة ليلاء و في ظروف غامضة.. حَسِبَ البعض توزيرهُ إنقلاباً إنكليزياً صرفاً على الشرعية و الدّيمقراطية في العراق و للأبد.. لا ندري بآلضبط كيف حصل ذلك في غفلة من الزمن؛ لكنهُ على كلّ حال يأخذ مرتبهُ و بإصرارٍ و بإستمرار من حُصّة فقراء و أيتام و شهداء و جرحى العراق و بدم بارد.. بل و مع هذا؛ لسانه طويل و مراوغ و صلف يفتقد آلحياء و الصّدق, و لا يُعادي إلا أهل الحقّ و التأريخ و كما تبيّن ذلك من خلال منعه لحقوقي بعد مطالبتي بها بحسب القوانين التي هم أنفسهم شرّعوها برعاية بريمر, بشأن المفصوليين السّياسيين من زمن النظام البائد, لكنه في المقابل أمّن رواتب البعثيين الدواعش من العسكريين و الحزبيين و حتى الأرهابيين الذين ثبت إدانتهم بآلجرم المشهود, بل فتح أبواب بغداد لمؤتمرهم لأستكمال حلقة البلاء على العراق و العراقيين!
لم يعمل أبداً في آلعراق بتخصصهِ, كما أقرانه الطّفيليين الآخرين من السّياسيين المتحاصصين الذين أنهكوا الحرث و النسل بعد إخضاع العراق الذي كان أغنى دولة في العالم لمئات الملايين من الدّيون المليارية, و هم يظنون أنّهم يُحسنون صنعاً!
كل هذا.. بسبب العقيدة الحزبية الفاسدة التي يؤمن بها, حيث رهنوا حتى ما موجود فوق و تحت الأرض للأجانب مقابل البقاء على رواتبهم و حصصهم بآلتوافق!
يقولون إنهُ مُهندس كهرباء؛ لكنه عمل مهندساً لبضعة ايّام فقط.. و ليس في العراق.. بل في لندن و خدم التاج البريطاني بإخلاص.. أمّا في العراق و رغم حاجة الناس و البلد ألماسّة للكهرباء حصراً, لكنه لم يعمل ساعة, بل كان مستهلكاً بمعنى الكلمة.. حيث لم يربط حتى مصباحاً كهربائياً واحداً لينير ليالي الناس الظلماء, و حرّ النهار الذي يشوي العصافير, بل بآلعكس كان هو و من سبقه في الحكومة سبباً أساسياً في هدر 50 مليار – أكرر 50 مليار دولاراً - على الكهرباء من دون فائدة أو تأسيس حتى محطة كهربائية عادية واحدة على مدى 15 عاماً, حيث تمّ سرقة معظم تلك الأموال الكبيرة جداً من قبل أعضاء حزبه من (دُعاة اليوم) و من تحاصص معهم في الحكم و إعتبروه جهاداً في سبيل الدعوة لله..
إنّ تلك الأموال الكبيرة كان يُمكنني أنْ أبني بها 10 محطات نوويّة – أكرّر 10 محطات نووية - تكفي العراق و آلدول المجاورة!
لكن الشرط الذي كنت قد شرطته عليهم بعد 2003م في حال توزيري على الكهرباء؛ هو قطع الكهرباء على جميع المسؤوليين – حالهم حال الناس – ليهب الجميع حملة رجل واحد و بإخلاص لأجل الأعمار و إعادة الكهرباء؛ لكن نواياهم كانت غير نيتي.. و لذلك (أنزلوا الفأس بآلرأس) و بقوّة و بلا رحمة و إنصاف لسرقة العراق و العراقيين..
كل ذلك بسبب التربية العقائدية و الحزبية المقيتة التي تربوا عليها سنيناً.. بعيدأً عن روح الأسلام و الدّعوة الحقيقية, خصوصا بعد تعرّبهم من دار الأسلام إلى دار الهجرة و إلى لندن بشكل خاصّ!
من ملفات الفساد الأخرى لهذا (الموظف) ألعميل ألغبيّ؛ هو إنّهُ من الناحية ألسّياسيّة و آلحزبيّة، في العراق قد خان زعيم حزبهُ و رئيس كتلته السّياسية(دولة القانون) ألسّيد نوري المالكي في ليلة ليلاء و بآلتواطؤ مع البعثيين الداعشيين و القومجية الكرد و الأرهابيين الآخرين, بقيادة الجعفري الفاشل الذي أراد إرسال رسالة تأكيدية إلى أسياده في الغرب لكسب رضاهم الذي شابهُ بعض الشكوك.. بعد إصرار السيد المالكي على نهجه المستقبل بكل مساوئه و حسناته!
و قبل هذا خان هذا العميل المزدوج و رفاقه من (دعاة اليوم) فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة الأمام العظيم محمد باقر الصدر(قدس), حين ضرب عرض الحائط فتواه بشأن الذوبان في الأمام الراحل و نهجه الأسلامي الشريف, الذي يؤكد على التضحية في سبيل الأسلام و المسلمين!
لا بأس من كل ذلك.. و قد إتفق أهل الخبرة و الأنصاف بآلقول؛ كونهم – أيّ الأحزاب الدّينية و الوطنية و القومية التي حكمت العراق بعد 2003م - كونهم جميعهم على هذا النمط البعثي الخيانيّ.. و لا فائدة و لا خير من ورائهم, حتى قال بعضهم بآللهجة العراقية:
[كلهم هالشكل... هسه ظلّت على ابو مخطانه]؟
و أشهد لله.. بأنّ ذلك كلّه صحيح.. و قد قبلنا (بابو مخطانه المهندس) الذي لم يعمل مهندساً يوما في العراق, بل عمل لعدّة أيام في بريطانيا و لبريطانيا فقط.. قبلنا بهذا يا عميّ رغماً عنا.. فهو من ترباة الأنكليز كما عرّابهم الجعفري الذي عكس النمط البعثي في الحياة السياسية بدقة متناهية في شخصيته و سلوكه خلال الحكم و ما زال مصرا ًعلى ذلك.
قبلنا و بمرارة بكل هذا الفساد الأقتصادي و السياسي و الأخلاقي من (دعاة اليوم) و من معهم؛ لكن لماذا يا (أبو مخطانة) قطعت حقوق 40 ألف مقاتل من الحشد الشعبي و رواتب الجرحى و المعوقين متذرعاً بعدم وجود أموال كافيه بسبب المحاصصة!؟
و لماذا يا (أبو مخطانة) لم تخصصوا رواتب للشهداء و الجرحى من الحشد الشعبي الذين ضحّوا بأنفسهم لأجل العراق و العراقيين و حرّروكم من داعش!؟
لماذا تُحاول بسياستك المالية و الأدارية الحطّ من قيمة و شأن و مكانة (الحشد الشعبي) الذي بدأت الدول الصغرى كما الكبرى تتخوّف منه؟
أ لا لعنة الله عليك و على من ربّاك على عقيدتك الفاسدة!
ألنتيجة النهائية المؤلمة, بعد كل هذا الفساد و الخراب و النمط البعثي في سلوك (دعاة اليوم) الممسوخين, و بكلمة واحدة:
هي فشل الأحزاب الأسلامية و تنمّر الأحزاب العلمانية.. و لك أن تتصور مستقبل العراق من جديد, و المشتكى لله.