حجم النص
حسام عبد الحسين المجتمع بحسب ثقافاته وتوجهاته وبطبيعة افكاره يصنع القوى السياسية الحاكمة، فهو اساس لتولي الحكم، سواء كان عادلا ام لا، وهو من يحدد مصير نفسه في المستقبل، من خلال تشخيصه وقناعته في اختيار ذلك المرشح، الذي وجد فيه شخصية القائد، فعلى الشعب ان يختار الطبقة الحاكمة، وهو يتحمل نتائج سياستها. وبطبيعة الحال وخلال أربعة عشر عاما، عاش مكون الأغلبية الشيعي حياة مبعثرة، دامية، يسودها الفقر العجيب وحالة من الفوضى الاقتصادية، ويقدمون الدماء بعد الدماء، اطفالهم يتامى، نسائهم ثكالى، كبارهم مرضى، مدارسهم مهدمة، شوارعهم متربة، رغم الخيرات بأقليمهم، وتزايد نسبة الشباب، وكثرة الكفاءات. فهنا نتسائل هل سيفهم المكون الشيعي ساسته؟ أم سيبقى نائما ومغطى بغطاء الفشل؟ وهل سيثأر على ماقد جرى به من ويلات؟ فالتساؤلات في هذا الصدد كثيرة، والصحوة في هذا المجال باتت عقيمة، ففي دراسة للمجتمع الشيعي وجدنا أنه في حالة من التخبط في التفكير السياسي، والتشظي القيادي، وهذا يدل أنهم إلى الان في سبات مستمر، وفي غفلة مظلمة. من الصعب أن يفهموا او يثأروا فهم الى الان من خانهم اصبح الزعيم، ومن وضع يده بيد الارهابيين بحجة الاحتلال مضى مصلحا، ومن وضع يده سرا بيد خيام الفتن في الانبار اصبح مدافعا عن المذهب،ومن نزع رداء البعث وارتدى عمامة الرسول (ص) أصبح أمامهم ومرجعهم، والتاريخ خير شاهد على أكثرهم. فظهرت من تلك العقلية ثلة بسيطة، أبصروا نور الامل، ونطقوا الحق في زمن التهم، وهبوا لبناء دولتهم العصرية، وخضعوا لمرجعيتهم الرشيدة، فأحيوا الوحدة في البيت الشيعي، وأخذوا على عاتقهم تحقيق التنمية والخدمة للوطن والمواطن، رغم طعن القريب وتهمه، وغدر الصديق وخيبته، فستشرق منهم شمس العدالة، لتضيء لهذا الشعب المظلوم.
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط بعد الانتخابات الرئاسية في ايران؟
- قبل الانتخابات وبعدها