في خضم الحرب الإعلامية الشرسة التي انطلقت منذ وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم، ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا، ظهرت الكثير من الأساليب الرامية لإخفات النور المحمدي لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتقليل من تأثير فكرهم وعلومهم بين الناس.
وشبكات الانترنت من الأساليب الحديثة التي أتاحها التقدم العلمي لأولئك، خاصة مع الإمكانيات المادية الكبيرة التي يتمتعون بها، الأمر الذي جعل المواقع المعادية لأهل البيت عليهم السلام تنتشر انتشارا كبيرا، مما حتم على أتباع أهل البيت (عليهم السلام) الولوج إلى ذلك العالم من اجل دحض الأباطيل التي تطلقها بعض تلك المواقع ولإبراز الحقائق التي يريد الأعداء إخفاءها عن الناس لأغراض شتى.
ومن بين تلك المواقع التي نالت إعجابا كبيرا من الرواد موقع (يا حسين ) الذي أسسه ويديره الشيخ مصطفى محمد مصري العاملي، وقد اجرى موقع نون الحوار التالي معه أثناء تواجده في مدينة كربلاء المقدسة .
س: معروف أن لكل مؤسسة غاية وهدفا تسعى لتحقيقه، فما هدف إنشاء موقع يا حسين؟
الشيخ العاملي: الصرخة الحسينية الهادفة هي الهدف الأساسي في إنشاء الموقع والهدف الآخر هو المشاركة في الاستجابة لتلك الصرخة الكربلائية التي أطلقها سبط الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) عندما نادى في رمضاء كربلاء (هل من ناصر ينصرنا) كونها تسير عبر الزمن ومستمرة على مدى المستقبل ومن هذه الصرخة تساءلنا كيف نخدم الحسين (عليه السلام) فوظفنا طاقاتنا عبر الانترنت بموقع يا حسين ومنتديات يا حسين.
س: تم فتح نافذة الحوارات مع علماء الدين والمراجع للإجابة عن الأسئلة المتنوعة عبر مواقع يا حسين، فهل من ثمار تم تلمسها من ذلك؟
الشيخ العاملي: منذ تأسيس الموقع لمسنا اهتماما ومتابعة وقبولا، ولاحظنا إن نافذة منتديات الحوارات تخرج عن إطار التلقين أو إطار التوجيه الثقافي المحدد بحيث تصل الى مرحلة التفاعل بين القارئ والكاتب، وبذلك نخدم المجتمع بفكر الحسين (عليه السلام) عبر الإعلام الالكتروني، وقررنا الاستفادة من شخصيات الدين البارزة لنعطي المجتمع فرصة الاتصال الالكتروني عبر خدمة نافذة حوارات، وكانت المحطة الأولى في الموقع مع احد رجال الدين البارزين، فكان هذا الحدث في تلك الفترة شيئا ذا قيمة كبيرة، وهكذا صرنا في كل فترة نختار شخصية علمية أو دينية معينة من ذوي الاختصاص في مجال معين لمحاورته والاستفادة من علومه. حتى كان آخرها استضافة سماحة السيد آية الله (السيد حسين الشاهرودي) نجل المرجع الكبير السيد محمود الشاهرودي.
س: هل نستطيع القول أن المواقع الالكترونية هي المنبر الحسيني الالكتروني؟
الشيخ العاملي: لا شك أن هذه الوسيلة التي أصبحت متاحة لجميع الناس يمكن تحويلها إلى منبر حسيني فعال، مع عدم الاستغناء عن المنبر الحسيني الرئيسي، لتؤدي رسالة من خلال ما تبثه من التسجيلات الصوتية أو الفيديوية من محاضرات ولطميات واحتفالات مواليد ومجالس عزاء... الخ من المواضيع التي نطورها أو بالأحرى نضيف اليها باستمرار، ومن نتائج ذلك أن الذين يستفيدون من هذه التسجيلات يصلون إلى أرقام خيالية، فعلى سبيل المثال لو أنك دخلت إلى برامج الصوتيات أو الفيديو تشاهد عدادا لكل برنامج يتم مشاهدته من قبل عدد من الأشخاص، ولكن هذا الرقم لا يشغل نسبة 10% من الاستعمال الفعلي، لأن هذا العداد يسجل من يدخل الى هذه الصفحة من خلال التسلسل العادي، أما المواقع الكثيرة ومنها المواقع الشيعية فلا تضاف عداداتها وبهذا المعنى تكون الاستفادة من هذه المواقع بالملايين، واذكر أنه في شهري محرم وصفر وصلت الإحصائيات اليومية لدينا في السيرفر إلى 900 إلى مليون ما بين الاستماع والمشاهدة والقراءة والتنزيل، فقررنا أن ننتقل من الاستضافة العادية الى الاستضافات العالية الجودة الأمر الذي جعل موقع يا حسين يرتقي إلى مصاف المواقع المصنفة عالية الجودة والعالمية.
[img]pictures/2010/01_10/more1262784085_1.jpg[/img][br]
س: لماذا يا حسين ؟
الشيخ العاملي: منذ أن انطلق هذا الموقع تشكلت حلقات للإجابة عن هذا السؤال، لماذا يا حسين ؟ وما كتب في هذه الحلقات من إجابات للاستفسارات الواردة عن معاني التسمية كثير ويمكن الاستناد عليه، خصوصا وأن أغلب تلك الايضاحات لا تستند فقط على مصادرنا الشيعية إنما يتعدى إلى مصادر إخواننا السنة أيضا، وبالتالي فإن كلمة يا حسين إنما هي نداء لاستنهاض الهمم والقيم والمبادئ بياحسين ولبيك يا حسين.
س: الإعلام الإسلامي هو وسيلة نشر ثقافة الإسلام بين الأمم فهل تعتقد انه بمستوى الطموح؟
الشيخ العاملي: الطريق طويل ونحن إلى الآن لم نصل بإعلامنا وعبر وسائله المختلفة إلى ما نصبوا إليه، ولأن خطابنا ضمن الإمكانيات الموجودة يرتكز على من ينتمي إلى هذا الدين، وهو بهذه اللغة ولكي يكون فاعلاً ومؤثرا أكثر لا بد أن يصل إلى شرائح أوسع وأكثر من أمم أخرى متعددة وبلغات مختلفة، لذا فقد اعتمدنا في موقع يا حسين نافذة تطلع على اللغات الأجنبية كاللغة الانكليزية والفرنسية والفارسية وليس هذا ما يجب أن نقف عنده لأن طموحنا إيصال خطابنا للعالم كله.
س: كثرة المواقع الالكترونية هل يمكنها مساندة الإعلام الديني لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) الذي ينعته البعض بالضعف ؟
الشيخ العاملي: الإعلام الديني له عدة جوانب وصور، وهناك تفاوت في مسألة النشاط الديني من بلد الى بلد حسب طبيعة الوضع السياسي المنتهج في كل بلد، فنجد مثلا أن بعض البلاد الإسلامية تتخذ موقفا عدائيا من بعض الكتب، لذلك فانك تستغرب حينما تكون مسافرا إلى ذلك البلد وتجد سياسته تمنع دخول هذا الكتاب أو ذاك، لذلك فان الدور الالكتروني قفز فوق الكثير من الحواجز وتفوق على بعض الأنماط الإعلامية الأخرى في هذه الميزة، خصوصا وأننا نلاحظ من خلال الإذاعات او القنوات الفضائية أنها غالباً ما تكون خاضعة لقيود معينة حتى في البلاد التي تمتلك هامشاً من الحرية، ونشاهد ذلك أيضا في الإعلام المقروء والمسموع، أما مسألة الإعلام الالكتروني فإنه دخل المجال بشكل أوسع، وهذا ما اعتمدناه في موقع يا حسين فأعطينا المجال للكتابة إلى أقصى الحدود حتى أن البعض انتقدنا بسبب ذلك، ولكننا في موقع ومنتديات يا حسين لا نخشى ما يقوله الآخرون وبنفس الوقت نحن نطرح كل ما لدينا حتى يفقه الآخرون لذلك نجد الإعلام الالكتروني متفوقا بكثير على الإعلام الموجه المسموع والمقروء.
س: هناك إعلام يسعى إلى نشر ثقافات مشوهة عن تعاليم وثقافة آل البيت (عليهم السلام) فما الوسائل الناجعة لدرء أمثال هذه الثقافات؟
الشيخ العاملي: هناك أسلوبان لمواجهة هذه الثقافة الموجهة ضد تعاليم وثقافة آل البيت (عليهم السلام)، فالبعض منهم يعتمد الإثارة دون أن يترك للطرف الاخر حق الإجابة او المناقشة على ادعاءاته في مناقشات سلمية توضح معالم الإيجاب والسلب فيما تدعيه هذه الثقافات غير الملتزمة بالحد الأدنى من المصداقيات الإعلامية بحيث أنها تسمح لطرف أن يقول ما يشاء في المقابل لا تعطي مجالا للطرف الآخر، والنقطة الثانية إن ما يطرح من شبهات وإشكاليات ومواضيع على الوسائل الأخرى التي تتبنى الدقة والموضوعية في أسلوبها أن تفسح المجال في المناقشات المطروقة لتصل الى الصورة الحقيقية عن هذه القضايا لذا نحن في منتديات يا حسين نحاول أصلا أن لا يكون هناك مراقب في المنتديات ونترك حرية التقييم للقارئ وهو الذي يقيّم هذه المستويات.
إذن هناك أسلوبان لمواجهة ذلك الإعلام، الأول أسلوب المناقشة من اجل إبراز الحقائق وهذا الأسلوب يكون مع من يبحث حقا عن الحقيقة، أما من يريد المجادلة والمشاكسة فتركه وإهماله أولى من الرد عليه وإجابته.
موقع نون خاص
حاوره حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر