حجم النص
بقلم:مرتضى ال مكي الصمت والثرثرة ضرتان لا يجتمعان، والاجتماع بين الصامت والثرثار من أصعب الائتلافات واعقدها، فالثرثرة تذهب بماء الوجه، وتفقد صاحبها احترامه في المجتمع، بينما يكسب الصمت الوقار ويجعل لصاحبه مكانة رفيعة، يترقب القاصي والداني إطلاق صوته، لكن؛ ماذا لو حدث صمت في زمن كثرت فيه الثرثرة؟. هنا يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وتظهر العقول مخزوناتها، فيختلف الجمع بين مؤيد لثرثار دون علمه بخلفياته، واي اجندات تسوقه، وبين مترقب لصامت لو نطق؛ حتما سيقلب المعادلة، ويكون لكلامه دور وصدى يسحق كل اراجيف الثرثارين التافهة. ولان الديمقراطية حديثة على وطني، ملئ بالثرثارين، قنوات إعلامية مأجورة وصفحات مزيفة! تطبل وتهرج وكل يغني على ليلاه، لكن الصامت يتحفظ عن ترديد كلامه، الذي عبر عنه الحديث الشريف بكلام الذهب، لأنه يخلف صمت وعلم عميقين. يتهم كثيرون صمت المرجعية المقدسة بأنه تهاون! لما يجري من فوضى أحدثها سياسيين فاشلين، لكن لصمتها دروس وعبر، ولو نظرنا الى الخلف قليلا لرأينا عندما فسد المفسدون، واحتلت أراضي الوطن بفعل جهلاء السياسة، كيف انبرى ذلك الصوت الهاشمي، الذي تلعثمت وخرست امامه كل الأصوات النشاز، التي طالما ثرثرت في الفترة المنصرمة. لم يعلموا المروجون والمطبلون لسياسة التسقيط، ان وراء الصمت درراً ارعبت وهزت كيان الدول الكبرى المتربصة، واذاق اذنابهم ويلات وصولات، لم يعلموا الثرثارون ان كثرت تهريجهم ازهقت أرواح شباب بعمر الورد، ونهبت ثروات وموازنات افتقر لها كثير من الدول الإقليمية والدولية. ما فائدة الكلام عندما تٌغلقٌ الآذان؟ وتصطك العقول لاستيعاب الارشادات والنصائح، ما حكمة الكلام عندما لم يجد من يترجمه الى عمل فيه فائدة للوطن والدين. المرجعية صامتة ففي صمتها كلام لا يفهمه الا الواعون، لان بعد الصمت ستطلق أوتار حبالها؛ لتصطك اضراس المتربصين وتنفجر آذانهم صاغيةً، رغما على انوفهم تلبية وطاعة للقائد والنائب المقدس. نداء لكل من يسئ لمقام المرجعية المباركة، هنالك دراسة تقول: غالبا ما تكون اعمار الذين يصمتون؛ أطول من اعمار المهرجين، ومن هنا هي دعوة انضغاط لكل من يترقب ويروج لمرض المرجع المقدس، فالأعمار بيد الله والأرض لا تخلو من الحجة. خلاصة القول: اصمت فأنت الصامت المتكلم واضرب بصمتك جاهلاً لا يفهم يا واضحاً كالشمس في بلجِ الضحى انت المعلم والمعلمٌ أعلمٌ
أقرأ ايضاً
- مسؤولية الأديب في زمن الاحتضار.
- صفقات القرون في زمن الانحطاط السياسي
- كربلاء دولة الإنسانية والحسين عاصمتها