تحقيق / احمد عبدالصاحب كريم تتباهى الأمم بتاريخها وحضارتها وعلمائها وأدبائها.. حيث يتباهى العرب والمسلمين بشاعرها الكبير المتنبي وعالمها الفذ الخوارزمي الذي علم العالم طرق الرياضيات الحديثة والتي سميت باسمه الخوارزميات و اول من حقق الطيران في الجو عباس بن فرناس، ويتباهى الانجليز باديبهم شكسبير و عالمهم الكبير اسحاق نيوتن مكتشف قوانين الجاذبية و عالم الكيمياء دالتون صاحب النظرية الذرية ومؤسس علم الكيمياء الحديثة يتباهى الفرنسيون بالعالم لويس باستور مؤسس علم الأحياء المجهرية والاديب فكتور هوجو ويتباهى الالمان باينشتاين صاحب النظرية النسبية التي حيرت العلماء وباقي الدول تتباهى بعلمائها و أدبائها، الا نحن في العراق فتاريخنا مدمر كما دمر الدواعش حضارتنا واثارنا في الموصل وصلاح الدين ومراقد الأنبياء، اما ادبائنا و مفكرينا متهمين بالزندقة والفجور كما اتهم بشار بن برد وابن المقفع اما علمائنا فهنا تبدأ الحسرات فهم مهمشين و مظلومين في هذا البلد العجيب الذي لا يحترم العلماء والادباء والحضارة والتاريخ ويعامل خريج كليات العلوم وهو يحمل لقب مبرمج يعامل كانه طابعي ويفرض على خريج كليات العلوم الفيزياء والكيمياء والبايولوجي العمل كممرضين وهذا اذلال بحق ذاته للشهادة والمكانة العلمية اما باقي الاختصاصات كالرياضيات والفلك والليزر وغيرها فهي مهمشة. العلومين وخريجي كليات العلوم يحلمون بتأسيس نقابة العلوم والعلوم الصرفة التي طال الوقت والزمن لكي تبصر النور على الرغم من استيفاء كافة الاجراءات الامور الادارية والقانونية والدستورية لتأسيسها لكي تقوم بجمع جميع العلومين كما تجمع نقابة المهندسن مهندسيها ونقابة الاطباء اطبائها وغيرها من النقابات. ظلم وإجحاف بحق خريجي كليات العلوم... ومشروع تاسيس النقابة في مجلس شورى الدولة بداية حديثنا كان مع رئيس الهيئة التاسيسية لنقابة العلوم الصرفة والتطبيقية العراقية الاستاذ الفيزياوي (علي رشيد) قائلا: بعد السنين العجاف التي مر بها خريجي كليات العلوم من بعد الاحتلال الامريكي سنة 2003 من تهميش لهذه الشريحة واقصائها بشكل ملفت للنظر بعدما كانت القيادة العلمية والبحثية والصناعية يقودها خريجي كليات العلوم حيث لم يهتم احد بهذه الشريحة المهمة وذلك بعدم تخصيص اي درجات وظيفة في وزارات الدولة العراقية وعدم احتسابها للمخصصات المهنية اسوة بباقي الاختصاصات في وزارات الدولة وعندما ارادت الحل عينت خريجي العلوم للعمل كمساعدين ممرض او ممرضين.. كل هذه الامور الت الى تحشيد خريجي كليات العلوم واعلانهم تشكيل نقابة العلوم الصرفة والتطبيقية العراقية حيث تم عقد اول مؤتمر تحضيري في محافظة بابل تم فيه اختيار هيئة تأسيسية لكتابة مسودة قانون النقابة والاعتماد على ممثلين من جميع محافظات العراق وبعد ذلك تم عقد المؤتمر التأسيسي في جامعة بغداد قاعة الحكيم وهناك تم قراءة مسودة القانون والتصويت عليه لرفعه الى مجلس شورى الدولة عن طريق وزارة الصحة وكان المؤتمر برعاية رئاسة الوزراء كما تم عقد عدة مؤتمرات منها مؤتمر الناصرية ومؤتمر الكاظمية و بحضور رسمي حكومي يمثل شخصيات سياسية من مجلس النواب و ممثلين من مجلس الوزراء و ممثل خاص من قبل رئيس الوزراء الذي طالب من خلاله خريجي كليات العلوم من جميع الاقسام تسريع تشريع قانون النقابة ترافقها المطالبة بالمخصصات المهنية وارجاع خريجي العلوم العاملين بالتمريض وكذلك المطالبات الحثيثة في تحديد درجات وظيفية لخريجي هذه الكليات واضاف رشيد ان خريجي كليات العلوم هم الشريحة الاكبر في العراق ولا توجد اي كلية حكومية او اهلية لا يوجد فيها قسم من الاختصاص العلمية المختلفة حقوقنا المشروعة والقانونية مسلوبة من قبل من وضع القوانين والسياسات الخاطئة والغير مدروسة من قبل صناع القرار في العراق. وبين ان قانون تأسيس النقابة ما زال في مجلس شورى الدولة ونحن بانتظار الموافقة على تشريع قانون النقابة من قبل مجلس النواب واضاف ايضا تم قطع مخصصاتنا المهنية و الفنية في سلم الرواتب التي كنا مشمولين فيها مع المهندسين وتدرج تحت مسمى مخصصات فنية منذ ان تأسست الدولة العراقية ولكن تم حجبها عن شريحة العلوميين و إبقائها لإقراننا المهندسين والمهندسين الزراعيين. خريجي علوم الرياضيات لا مكان لهم في التعين في دوائر الدولة ومعدلاتنا في الانسيابية عالية جدا وتحدث خريج كلية علوم الرياضيات جامعة بغداد الاستاذ (خالد الموسوي) نحن خريجي كلية العلوم قسم الرياضيات لا نعرف مصيرنا بعد التخرج نحن نحمل شهادة البكالوريوس في الرياضيات ولا نجد دائرة او مؤسسة تقوم بتشغيلنا وزارة التربية لا تقوم بتعين خريجي العلوم ودراستنا صعبة للغاية وعند التقديم في الانسيابية نجد ان كليات العلوم تعتبر من كليات المستوى الاول ومعدلات الدخول فيها عالية جدا ولكن عند التخرج نحمل شهاداتنا بأيدينا ونقوم بحفظها او تعليقها على الجدران ونذهب للعمل اما في مساطر العمال او نعمل في المكاتب او في المحلات او نقف في طوابير البطالة، خرجنا بعشرات المظاهرات في جميع انحاء العراق منذ عام 2010 ولغاية الان من اجل التسريع بقانون تاسيس النقابة و شمولنا بالمخصصات المهنية في سلم الرواتب أسوة بأقراننا المهندسين والمهندسين الزراعيين والصيادلة والأطباء وأطباء الأسنان وذوي المهن الصحية . خريج العلوم مهمش في العراق ويعتبر من المهمين والنخبة في الامارات والدول المتقدمة وقال المبرمج (ياسر عبدالحسين) منذ ان تخرجت من الكلية في عام 2009 وانا ابحث عن عمل وبعد عدة محاولات حصلت على عقد عمل في دولة الامارات العربية لمدة ثلاث سنوات حيث شاهدت الفرق الكبير بين البلدين حيث ان دولة الامارات تقدر و بشكل كبير خريجي كليات العلوم وتعتبرهم من النخبة وتقدم لهم كافة الدعم الفني والعلمي والمادي وادخالهم في دورات اختصاص متطورة وتقوم بفتح مختبرات علمية من اجل ان تقوم بالاستفادة من هذه الطاقات العلمية التي تصب في مصلحة تطور البلد ونهضته العلمية والفرق بين بلدنا الذي يهمش خريجي كليات العلوم، حيث ينظر الى المبرمج في اغلب جميع دوائر العراق على انه طابعي ولا يفرقون بين المبرمج والطابعي حيث ان الطابعي دراسته تكون خريج متوسطة بينما المبرمج هو خريج كلية وعمله هو في البرامج الالكترونية ونظم التحليلات والعالم جميعها الان يعمل بالنظام الالكتروني، نحن نطالب باقامة نقابة تقوم بجمع جميع خريجي كليات العلوم وتقوم بمنحنا موافقات لاقامة مشاريع خاصة كما هو الحال في نقابة الاطباء والصيادلة والمحامين والمهندسين وذوي المهن الصحية التي تقوم بمنحهم موافقات لفتح عيادات خاصة نحن نريد ان يتم منحنا موافقات لفتح مكاتب علمية خاصة بالمعلومات والحاسوب والبرامج و كذلك منح موافقات لخريجي كليات علوم الكيمياء والفيزياء والبايولوجي لفتح مختبرات تحليل خاصة بدون ان يكون هناك شرط ان يكون طبيب هو المسؤول عن المختبر لكون الطبيب يفهم نتائج التحليل ولكنه يجهل ولا يعرف مطلقا كيف يتم اخذ العينات وكيف يتم التحليل وكل هذا يصب في مصلحة البلد من خلال عدم مطالبة اصحاب المختبرات بفرص تعين في مؤسسات الدولة و كذلك الحد من ظاهرة البطالة بين الخريجين وتشغيل الايدي العاملة في المختبرات و الفائدة المادية للدولة من خلال منح نسبة ضرائب تؤخذ من اصحاب المختبرات تدخل في ميزانية الدولة. الدستور العراقي كفل حق تأسيس النقابات المحامية (ايمان رعد الطائي) كان لها راي في الموضوع الدستور العراقي ضمن حق تأسيس النقابات والاتحادات المهنية من خلال المادة (22) الفقرة (ثالثا) من الدستور العراقي الدائم (تكفل الدولة حق تأسيس النقابات والاتحادات المهنية، أو الانضمام اليها، وينظم ذلك بقانون (. وخريجي كليات العلوم حقهم الدستوري والقانون يضمن لهم تاسيس نقابة تقوم بجمع خريجيها أسوة بنقابات الاطباء واطباء الاسنان والصيادلة والمهندسين والمحامين والصحفيين وغيرها من النقابات وذلك لان شريحة خريجي العلوم كبيرة جدا من حملة شهادة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وهم يعتبرون من اهم الشرائح العلمية التي تساهم في تطور البلد في المجال العلمي لو تم استغلال طاقاتهم بالشكل الصحيح من الناحية القانونية لا احد يستطيع ان يمنعهم من تاسيس نقابة تضم خريجيها وبالاخص اذا عرفنا ان نقابة العلوم قد انهت كافة الاجراءات القانونية والدستورية وكذلك اكملت نظامها الداخلي بالكامل ومشروع النقابة حاليا موجود في مجلس شورى الدولة بانتظار الموافقة عليه وارساله الى مجلس النواب من اجل تشريع قانون ينظم العمل. خريجي كليات العلوم يجبرون على العمل كممرضين.. و الممرضين يعملون في الوحدات الادارية ويستلمون مخصصات الخطورة عدالة مفقودة ورقابة معدومة اما الكيمياوي (اياد خضير) فتحدث بمرارة معدلي في السادس الاعدادي العلمي كان (85%) فاستبشرت خيرا عند دخولي كلية العلوم في الجامعة المستنصرية وبعد اربعة سنوات من الدراسة الصعبة جدا تخرجت في عام 2009 بدرجة جيد جدا وكانت الفرحة لا تسعني بانتظار فرحة التعين وبعد مراجعة لاكثر من سنتين لجميع دوائر الدولة لم اجد اي فرصة تعين فأصابني الإحباط واليأس ثم جائت فرصة التعين في وزارة الصحة ولكن بشرط مذل لجميع خريجي العلوم هو ان لا يتم التعين على اساس العمل كعلومي في التحليلات المرضية او في المختبرات لخريجي كليات العلوم الكيمياء والبايولوجي والتحليلات والعمل في وحدات السونار والأشعة والمفراس بالنسبة لخريجي الفيزياء وانما يكون العمل كمساعد ممرض او ممرض اي ان نقوم بالعمل بدرجة اقل من تحصيلنا العلمي مع احترامي للمرض ولكن لكل واحد منا دراسته وخبرته في العمل هو مبدع في مجال التمريض بينما نحن خريجي العلوم عملنا في المختبرات وليس في التمريض هذا اذلال للشهادة العلمية ولخريجي العلوم واشترطوا علينا لمن اراد التعين ان يقوم بتوقيع تعهد للعمل لخمسة سنوات في مجال التمريض و فترة التعهد شارفت على الانتهاء ولكن لم نجد اي بادرة من قبل وزارة الصحة لارجاعنا الى اختصاصتنا العلمية اي انهم يتملصون عن التعهد و يريدون ان يبقونا في العمل كممرضين بحجة ان الوزارة والمؤسسات الصحية تشكو من الممرضين ولكن لو أجرينا إحصائية وكذلك لو تم البحث عن اعداد الممرضين الذين يعملون في الوحدات الادارية لوجدناهم بالالف ولكن لا دور للوزارة والمفتش العام للقيام بارجاع هؤلاء الى مكانهم الاصلي وهو العمل كممرضين هم يعملون باعمال ادارية في المستشفيات والمراكز الصحية وقطاعات الرعاية الصحية و مديريات الصحة ويستلمون المخصصات الخاصة بالمهن الصحية وهم لا يعملون في مجال الصحة يستلمون مخصصات الخطورة كما يستلم الممرضين الذين يتعرضون للاصابات والعدوى من الامراض المعدية لا توجد هناك عدالة ولا رقابة ترجع هؤلاء الى عملهم الصحيح وترجع العلوميين الى عملهم في المختبرات و وحدات الاشعة والمفراس. من الممكن ان تساهم نقابة العلوم في دعم ميزانية الدولة ماديا والقضاء على مشكلة البطالة وتحدث الاقتصادي الدكتور (عادل الساعدي) الدولة تعاني من كساد مالي وانخفاض في عائدات الدولة اذا عرفنا ان الدولة العراقية تعتمد اعتمادا كبيرا وكليا على الواردات النفطية لانها أهملت القطاعات الاخرى التي ممن الممكن لو قمنا باستغلالها والعمل من اجل تطويرها بالطرق العلمية الحديثة كنا قد استغنينا عن النفط وجعلناه مصدر ثانوي خلال بضع سنين نقابة العلوم لو شكلت وتم تاسيسها من الممكن ان تقوم برفد الدولة وميزانيتها بالكثير من الاموال وكذلك المساهمة في القضاء على البطالة وذلك من خلال بعض الدراسات البسيطة منها هناك اختصاصات علمي مهمة مثل الكيمياء والفيزياء والبايولوجي والحاسبات والرياضيات والعلوم التطبيقية وغيرها من الاختصاصات تقوم النقابة في حال تأسيسها ومن خلال التعاون مع كافة وزارات الدولة و وزارة الصحة والمالية القيام بمنح خريجي العلوم اجازات ممارسة المهنة بعد ان يتم ادخال من يريد فتح مختبر في دورة متقدمة في وزارة الصحة مقابل مبالغ مادية يقوم بدفعها المستفيد من اجازة ممارس المهنة عن طريق النقابة وبذلك تدخل سيولة نقدية الى وزارة الصحة وهي بحاجة للأموال لدعم الجانب الصحي للمؤسسات الصحية اما الجانب الاخر هو يقوم من يريد ان بفتح مختبر بدفع مبلغ من المال تحدده وزارة المالية ويدفع عن طريق النقابة وهذا يساهم في ادخال اموال كبيرة الى ميزانية الدولة والجانب الثالث والمهم هو استيفاء ضريبة سنوية بنسبة بسيطة جدا ولكن هذه الضريبة عند جمعها من كافة المختبرات ستكون مبالغ مادية كبيرة جدا تدعم الدولة في ادخال موارد مادية مستمرة لها اما الجانب الاخر المهم وهو المساهمة في القضاء على البطالة هو التعهد بتشغيل خريجين او موظفين عراقيين اما هو من يقوم بتشغيلهم او عن طريق وزارة العمل والشؤون الاجتماعي تقوم برفده بعدد الموظفين الذين يرغب بتشغيلهم هذه بعض الافكار على الرغم من انها بسيطة ولكن في المقياس العام فانها كبيرة جدا وتساهم في حل جزء من المشكلة المالية للبلد. في الختام.. لو ارادت الدولة ان تبني مجتمعها و مؤسساتها والوقوف بوجه الأزمة الاقتصادية وقلة مواردها المالية عليها الاهتمام بعلمائها وخريجي العلوم والسعي لتشكيل نقابات مهنية تقوم بمفاتحة الدولة عن نظرتها المستقبلية في السعي لتطوير البلد وانصاف خريجي كليات العلوم الذين يعانون التهميش الكبير منذ عام 2013 بسبب بعض القرارات والسياسات الخاطئة التي من الممكن ان تصلح بأسرع وقت من خلال تاسيس نقابة العلوم وكذلك شمولهم بالمخصصات المهنية والفنية في سلم الرواتب كما كان معمولا به في السابق وارجاع العلومين الذي اجبروا على العمل كممرضين الى اماكنهم الصحيحة وهي المختبرات و وحدات المفراس والاشعة والسونار كل ذلك يساهم في النظر على ان الدولة تحترم الشهادة و تحترم خريجي كليات العلوم وتضعهم في مكانهم الصحيح بين نخبة المجتمع وبناة العراق.