لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار ملحوظ لحالات الاستجداء في شوارع كربلاء المقدسة ولعل ما يأخذ على هذه الظاهرة هي ممارستها من قبل النساء حيث لا يكاد يخلو شارع من جلوس امرأة مغشاة ببرقع والى جانبها طفلها الصغير بملابس رثة وقد بدت عليه أثار الجوع ، مستغلات عطف الزائرين الذين لا يتوانون عن تقديم المساعدة المادية . ويبدي المواطنون في كربلاء تخوفهم من ازدياد حالات الاستجداء وتأثيرها السلبي على الواقع الأمني والسياحي في المحافظة .
وتقول (أم زهير) إحدى المستجديات: \" تعرضت إلى التهجير من محافظة ديالى بعد مقتل زوجي وأولاد عمي على أيدي الجماعات المسلحة ، وتضيف :\" جئت إلى كربلاء لأنها مكان أمن ولا املك رزقا لإعالة أطفالي غير الجلوس على الرصيف وانتظار من يقدم لي ولأطفالي المساعدة .
أما المواطن رحيم هادي ( 54 عاما ) فيقول : أن ظاهرة الاستجداء لم تكن بهذه الصورة قبل سقوط النظام وكانت تقتصر على بعض نساء معروفات من قبل المجتمع ويجلسن في أماكن معينة حيث يقوم الأهالي بتقديم المساعدة لهن كون الظروف المعيشية في تلك الفترة كانت صعبة للغاية بالإضافة إلى قلة فرص العمل ، ويضيف: \" ظاهرة الاستجداء أصبحت منتشرة بشكل كبير بعد عام 2003 وبالتالي لابد للحكومة سواء الاتحادية أو المحلية وضع الحلول الجذرية خاصة وان المحافظة تعد من أكثر مدن العراق جاذبية للسياح الأجانب وبالتالي فأن هذا المنظر يشوه سمعة المدينة والبلد بصورة عامة .
أما المواطن علي نعمة ( 33 عاما ) فيؤكد:\" أن النساء اللاتي يطلبن المساعدة ليس لكونهن بحاجة إليها ، بل لأنه الطريق الأسهل إلى الكسب \" . ويضيف: \" الخطر يمكن في ترك هذه الظاهرة تتفاقم دون المعالجة وربما تستغل هذه النساء من قبل الجماعات المسلحة لتنفيذ هجمات انتحارية كما حدث في التفجير الذي نفذته امرأة في منطقة المخيم وسط كربلاء عام 2007 وراح ضحيته أكثر من ستين شخص بين قتيل وجريح \" . وتابع: \" حالات استغلال النساء موجودة في بعض المحافظات كالموصل وديالى وربما إذا تركت على هذا الحال ستنتقل إلى كربلاء .\"
بدورها أكدت مسؤولة لجنة المرأة والطفولة في مجلس محافظة كربلاء مائدة عباس الإبراهيمي لـ(لأحرار) أن مجلس المحافظة يتابع حالة ازدياد ظاهرة الاستجداء وخاصة من قبل النساء وان هناك لجنة مشتركة بين المجلس ومديرية الرعاية الاجتماعية لتسجيل النساء اللاتي لا يملكن مصدر رزق في الشبكة لاستلام الرواتب الشهرية بالإضافة إلى المساعدات التي يقدمها المجلس لهذه الطبقة وبشكل مستمر، وأضافت: \" إن اللجنة تأخذ على عاتقها أيضا رعاية كبار السن ممن لا يملكون معيلا لهم بإدخالهم في دور رعاية المسنين وكذلك احتضان صغار السن في دور رعاية الأيتام، وتابعت: \"هناك تعهدات تأخذ من النساء اللاتي يحصلن على المساعدات بعدم عودتهن إلى ممارسة الاستجداء ومن خلال متابعة شرطة الآداب التي تقوم بمهة القبض على المخالفات\" .
تقرير/ علي الريشاوي
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- "بحر النجف" يحتضر.. قلة الأمطار وغياب الآبار التدفقية يحاصرانه (صور)