\"لماذا تقاوم يا زيد؟\" عنوان الكتاب الجديد الصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، والذى كتبه الكاتب الألمانى الدكتور \"يورجن تودينهوفر\" وترجمه للعربية الدكتور \"حارس فهمى سليم\".
الكتاب بمثابة بانوراما واقعية لقصص حقيقية من المقاومة العراقية، عاش معها الكاتب بل وشهد بعض عملياتها، وقال إن الإعلام الغربى يصف هذه العمليات بالإرهاب ويتناسى أنها دفاع عن الوطن المحتل على يد قوات أمريكية لا تفرق فى قتلها بين مسلم ومسيحى، أو بين سنى وشيعى.
الكاتب حاول من خلال كلماته التى وردت فى المقدمة إنصاف العرب وثقافة المقاومة العربية والإسلامية حيث قال \"تاريخ الشعوب العربية هو تاريخ للانتصارات العظيمة، كما أنه تاريخ للهزائم الكبيرة أيضًا، أما فى القرنين الماضيين، فلم تكن هناك على الإطلاق دواع كبيرة للابتهاج، ذلك لأن قوى الاستعمار المتفوقة قد أزاحت الثقافة العربية، بل والثقافة الإسلامية بأسرها، بعيدًا عن الساحة \".
الجزء الرئيسى فى الكتاب يحكى حكاية الشاب العراقى زيد الذى دفعته جرائم أمريكا بحق وطنه وأسرته إلى الانضمام للمقاومة، وجعله عنواننا لكتابه، وبالإضافة إلى زيد الشخصية المحورية في الكتاب وفي المقاومة، تحدّث الكاتب مع كثير من شباب المقاومة العراقية الذين ينتمون إلى أطياف مختلفة فمنهم من ينتمى إلى حزب البعث العربى الاشتراكى، ومنهم من يجاهد مع القاعدة، ومنهم الشيعى والسنى، ومنهم المسيحيون الذين يقاتلون فى صفوف المقاومة الإسلامية، الأمر الذى شكلّ مفاجأة لكاتب غربى مسيحى عندما استمع إلى شاب مسيحى فى صفوف المقاومة الإسلامية، وهو يقول: قل للألمان بأن الذين يحاربون الولايات المتحدة الأمريكية فى العراق ليسوا مسلمين فحسب، وإنما يحارب معهم المسيحيون جنبًا إلى جنب إننا نحن المسيحيين نريد أن نحرر بلادنا من قوات الاحتلال الغربى ، ومن الإرهاب الغربى.
من هذه القصص هاجم الكاتب الألمانى السياسة الأمريكية وقال إن الإرهاب العالمى إنما هو بسبب الغطرسة الأمريكية التى خاضت حروبًا كثيرة، وخلفت وراءها العديد من الضحايا، سواء فى فيتنام أو أفغانستان أو العراق، ثم يوسعّ الكاتب الألمانى زاوية النظر لتشمل تاريخ الاستعمار الغربى المتعالى للشعوب العربية، وإسهامه فى التعتيم على الثقافة العربية والإسلامية.
الكاتب فى هذا السياق يتحدث عن أحداث عاشها عبر رحلاته إلى أغلب الدول العربية وإيران ، وكيف أن الغرب الاستعمارى لا يعرف ولا يريد الثقافة العربية، إذ ينكر حقها فى الوجود عن جهل وغطرسة واستغلاء.
لم يرصد الكاتب المقاومة العراقية من الخارج فقط، إنما من داخلها وعبر صلات ببعض قادتها، حيث ذهب المؤلف إلى معاقل المقاومة فى العراق ، وسافر إلى مدينة الرمادى غربى العراق، دون علم القوات الأمريكية أو مخبريها وهناك قضى خمسة أيام مع المقاومين وتحاور معهم ، ووثق حقيقة أن هناك مقاومة عراقية للاحتلال، وأن هذه المقاومة لا علاقة لها بالإرهاب، بل هى تحارب الإرهاب، وتحرِّم استهداف المدنيين.
أقرأ ايضاً
- المقاومة في لبنان تصدر ملخصاً ميدانياً: رفد الجبهات بالسلاح مستمر.. 95 قتيلاً للاحتلال وتدمير 42 دبابة
- القائم بالاعمال السفارة العراقية في سوريا: جوازات مرور وسمات دخول واقامات قدمها العراق الى مواطنيه وضيوفه
- جثث وأشلاء.. ماذا يتذكر العراقيون في اليوم العالمي لضحايا الإرهاب؟