الوطن والدين مفهومين يركن إليهما الإنسان لا بل هما المأوى الحقيقي لهذا الإنسان وقد تبعتها بالسنوات الاخيرة مصطلح الطائفة ليكون مثلثا نقاشيا يدور بين الاوساط الاعلامية ولكن هنالك فرق كبير بين تلك المفاهيم ولان الانسان عندما يلجأ إلى الطائفة إنما يلجأ إليها في حدودها الضيقة وفي عدد أفرادها الذي ربما ينحصر الرقم في النهاية مهما وصلنا الى رقم من الأرقام ولكن الوطن له مفهوم مطلق وعام وهو الذي يجمع كل الأطياف والأقوام على اختلاف توجهاتهم وقومياتهم وربما تكون طائفة الواحد منا تقع ضمن عدة طوائف في محلة واحدة أو مدينة واحدة ،، ولذلك لا بد لنا من اختيار الوطن على حساب الطائفة وفق مشروع مقنّن ومدروس حتى ننهض بهذا البلد المتعب على مر السنين وما عاشه العراق خلال السنوات الست الماضية أتعبته كثيرا نتيجة التخندقات الطائفية والعرقية والقومية من جعل المواطن العراقي يتعسكر خلف الطائفة والقومية وخلف الدين والمذهب وهذا أوجد لنا حالة من التباعد بين فئات الشعب العراقي ولذلك فإن العراق اليوم بحاجة ماسة الى المشروع الوطني الذي قد يكون بالكاد يُخْرج البلد من المشروع الطائفي .
لذالك فقد عبر عدد من مواطني محافظة كربلاء في احاديث لموقع نون عن رغبتهم في أن تحتوي القوائم التي ستدخل الانتخابات البرلمانية القادمة على شخصيات وطنية من مختلف مكونات الشعب العراقي والابتعاد عن التكتلات الطائفية التي قالوا انها لاتخدم مصلحة البلد . فيما ذهب أخرون إلى أن الظروف الأمنية والسياسية التي قد تشهدها البلاد خلال الفترة القادمة ربما ستكشف عن قوائم جديدة تنال ثقة الناخبين اكثر من غيرها .
وقال المواطن ( حيدر صاحب 36 عام ) كاسب \" أرغب في رؤية قوائم وطنية في الانتخابات القادمة لان العراق لايمكن بنائه على أسس طائفية ، مؤكدا إن القوائم الوطنية ستنمي الشعور لدى الناخبين بأن من ينافس للحصول على مقعد في البرلمان إنما جاء لخدمة الشعب بكافة طوائفه وليس لطائفة معينة .. وتابع \" نحن لانفرق بين عربي وكردي ولاسني وشيعي ، فهم جميعا من مكونات شعبنا حسب قوله .
القوائم الطائفية التي فازت في الانتخابات السابقة لم تكن معبرة عن طموحنا بتحقيق وحدة هذا البلد
بدورها رفضت ( أم امير 40 عام ) معلمة تقبلها للقوائم التي تحتوي على شخصيات من مكون واحد ، سواء كان هذا المكون شيعيا ام سنيا ، قائلة : إن القوائم الطائفية التي فازت في الانتخابات السابقة لم تكن معبرة عن طموحنا بتحقيق وحدة هذا البلد وإثبتت فشل الادعاءات التي جاء بها أصحابها وهذا ما لوحظ بشكل كبير في جلسات البرلمان التي أظهرت إختلاف في وجهات النظر ليس من باب الممارسة الديمقراطية التي تصب في خدمة الشعب ، وإنما خلافات شخصية لاجل مكاسب حزبية .
أما المواطن ( أبو مصطفى 35 عام ) خطاط \" فأكد أن أعضاء القوائم الطائفية يعملون وفق إجندات تخدم طوائفهم وبالتالي ، لايمكن النظر إلى الشعب العراقي بهذه الصورة ، بل يجب إن تكون النظرة شمولية وطنية واسعة تشمل الجميع . وأضاف \" المسوؤل المخلص لبلده هو من يفكر في تقديم الخدمة لكافة أبنائه وليس لفئة واحدة .
أما الصحفي ( علي الجراح 45.عام ) جريدة كربلاء اليوم فأكد بدوره \" أن هذه الرغبات مجرد تكهنات قد تنتهي عند حدث سياسي او امني كبير دون إن يفصح عن ذلك الحدث . وأضاف \" سنجد أن الاغلب الاعم يندفع نحو قائمة معينة دون اخرى املا في حصوله على مبتغاه.، وتابع \" أن الاراء التي ترجح القوائم الوطنية على الطائفية رغم كونها تحمل نوعا من الامل للعراق ، ولكن مع ذلك أؤكد إن وصول الانتخابات عند ساعة الصفر ستظهر قوائم ربما ستكون صاحبة الحظ الاوفر في حصد الاصوات ولكن ليست بالضرورة إن تكون قوائم وطنية .
ويقول الاستاذ حميد مهدي الوزني 48 عام عندما اخترنا قائمة معينة كنا لانعرف غير عدد محدد من الاشخاص وان كانوا من طائفة معينة ولكن الاحزاب جعلت من تلك القوائم تكتلات سياسية وحقيقة الامر ان هذه الاحزاب التي مثلت نفسها ضمن قائمة واحدة من خلال الانتخابات وهي اليوم هي في صراع سياسي من اجل المناصب والمواطن اصبح حائرا لكل ما يحدث متسائلا لماذا تتكاتف الاحزاب في الانتخابات وعند تطبيق الاهداف والتمثيل السياسي تختلف لذلك نرى ان تنفيذ الشعارات التي اطلقتها تلك الاحزاب قبل واثناء الانتخابات تكون بشكل وعندما تفوز ترى شيئا اخرا .لهذا كل حزب او عضو سياسي ان كان في مجلس النواب او البرلمان يفضل ترشيح نفسه ضمن قائمة واحدة منفصلة عن القوائم الاخرى لان الاوضاع السياسية الان برزت دور كل القوائم وما يشكله دورها على الساحة العراقية
دور الشباب سيكون مهما في احداث التغيير المرتقب في البلاد
الاعلامي نبيل المسعودي 43 عاما مدير قسم الأخبار في اذاعة الهدى قال أن الانتخابات الأخيرة دللت على أن المنهج الطائفي لايستساغ في العراق، منوها إلى أن بعض الكيانات الكبيرة دخلت المعركة الانتخابية بالوجوه القديمة نفسها على الرغم من اخفاقها بتحقيق ما كان يصبو إليه الشعب من خدمات وأمور أخرى عديدة.
وأفاد المسعودي أن الاختيار كان صعبا على الناس بين القوائم الانتخابية لكثرتها وتشابه برامجها، مبينا أن “دور الشباب سيكون مهما في احداث التغيير المرتقب في البلاد
مواطن رفض الكشف عن اسمه قال انا شخصيا ساختار في الشخص الذي انتخبه النزاهة والوطنية والإيمان بالديمقراطية
على ما يسموها الكفاءة .. لأن الكفوء غير النزيه سيسرقنا والكفوء غير الوطني سيخون قضايانا الوطنية والكفوء غير المؤمن بالديمقراطية سيؤسس لاستبداد جديد .. أو يغض الطرف عن الخروق تجاه مبادئ الديمقراطية والكفوء المسيس للدين سيضفي القداسة على أخطائه .. وسيملأ حياتنا ظلامة باسم الدين سابحث ضمن هذه المواصفات عن الأكفأ فالأكفأ ..
القائمة الوطنية هي طموح أي فئة او كتلة سياسية
وانتقلنا الى عضو البرلمان العراقي عن قائمة مستقلون النائب (مظهر حسين الحكيم) وسألناه عن رايه بالقوائم الوطنية وهل ان الائتلاف العراقي سيشكل على اساس وطني ام طائفي فاجاب\" قطعا القائمة الوطنية هي طموح أي فئة او كتلة سياسية وانا اعتقد شخصيا ان الائتلاف العراقي الموحد يقوم الان في عملية تقارب مع باقي الاطراف للوصول الى قائمة وطنية تشارك في الانتخابات المقبلة \"
ورفض الحكيم القول بان الائتلاف العراقي الحالي هو ائتلاف طائفي قائلا في تصريح خصه لموقع نون \"انا اعتقد جازما ان مسيرة الائتلاف العراقي الموحد على مدى سنواته الماضية اثبت وطنيته ابتداء من تشكيله حكومة الوحدة الوطنية وتنازله عن حقه الانتخابي بالتفرد بالحكم طبقا للدستور على اعتبار ان الكتلة الاكبر هي التي تنفرد بالحكم وفقا لاستحقاقات الانتخابية الا ان الائتلاف نظر بمنظار وطني وجعل من الحكومة حكومة مشاركة وطنية ناظرا في ذلك الى مصلحة العراق \"
وتابع الحكيم من هذا فان المتابع ينظر الى خيارنا كائتلاف وكافراد برلمانيين منفردين الى الائتلاف الوطني الموحد وهذا لايصدر عنه الا القائمة الوطنية الموحدة والتي اعتقدها انها هي الافضل \"
مازال الامل يرسم ملامحه وامنيات تتمنى ان تتحقق في المستقبل القريب بالرغم من كل ماحدث ويحدث يبقى الانسان العراقي هو الاساس الاول لكل الظروف والمصاعب فهو المغير الاساس بالعملية السياسية بصوته يبقى السياسي الفلاني وبه يرحل عنم عالم السياسية وخير شاهد هو الانتخابات المحلية التي كانت امتحانا كبيرا لصبر العراقيين ورؤيتهم لحياة افضل بعد سقوط النظام السابق
تحقيق /تيسير سعيد الاسدي
أقرأ ايضاً
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب