- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المدرسة الحسينية الكربلائية تطوي صفحة من صفحاتها
حجم النص
بقلم:حسن كاظم الفتال بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)ـ المزمل / 20 مرة أخرى تودع كربلاء المقدسة والكربلائيون علما من أعلام المدرسة الحسينية الكربلائية العظيمة. مرة أخرى تغلق المدرسة الحسينية المنظورية الزغيرية بابا من أبوابها. يغادر كربلاء المقدسة والكربلائيين سائرا إلى جنة الخلد الحسيني رمز من رموزهم الكبيرة رمز كان يحيي لهم ذكرى الماضين ويجسد لهم صورهم ومواقفهم النبيلة. لقد ودعنا المرحوم الشاعر والرادود محمد حمزة الكربلائي وترك وداعه الأثر الكبير في نفوسنا فهو قد أدى خدمة كبيرة جال وصال بها في ساحة القضية الحسينية المباركة. لقد طوت المدرسة الحسينية العظيمة صفحة أخرى من صفحاتها لم يكن مجرد منشد أو رادود يرتقي المنبر ليؤدي قصيدة لموكب أو هيئة فحسب بل كان خادما مطيعا مخلصا لمدينته المقدسة كان يحمل روحا كربلائية أصيلة خالصة كربلاء المقدسة التي تزف بكل ما فيها إلى الجنة زفت أبنها البار وخادمها المطيع المخلص إلى جنة الخلد هنيئا لكربلاء المقدسة على هذه النخبة الطيبة التي تمثل حلقة متماسكة متناسقة لا ينفصم بعضها من بعض هنيئا على تحليهم بهذه الروح التي يعبرون بها عن الأصالة والوفاء والإخلاص بتجمعهم هذا كربلاء المقدسة راح يتعالى وهج ازدهارها يوما بعد يوم وينشطر ويتشظى فتنشئ تلك الإنشطارات مناهل للثقافة يستقي منها مناصروا المنهج الحسيني العظيم . حتى شيدت أشهر جامعة ثقافية علمية أدبية فقهية إنشادية ألا وهي جامعة خدمة القضية الحسينية التي شرعت أبوابها ليلتحق بها المحبون المخلصون فراحت تخَرِّج الشعراء والأدباء والمنشدين (الرواديد) وحين يعمد أحد للإحصاء فقد يعيى ويتيه الحساب للمحصين وللحاسبين والعادين. وحين نترك خلف أظهرنا حقبا قديمة كثيرة نتوقف عند حقبة من حقب الأدب والإنشاد الحسيني. كان يوما مُعْتِما أليما حزينا حين رحل عميد الشعر الشعبي وأميره الشاعر الحسيني الكبير المرحوم كاظم المنظور ولحقه مؤسس مدرسة الإبداع في الإنشاد الحسيني العذب الرادود المرحوم حمزة الزغير وثم الشاعر والرادود الحسيني المرحوم مهدي الأموي الذي كان يشطر انتماءه شطرا لمدرسة المنظور وآخر لمدرسة حمزة الزغير. مهدي الأموي صاحب القصيدة التي ودع الرادود المرحوم حمزة الزغير الحياة بقراءتها: إحنه غير حسين ماعدنه وسيلة ** والذنوب هواي چفتها ثجيله وغدا يبدو لنا سدا منعيا ** هذه آراؤنا فيه جميعا وإحنه غير حسين ما عدنه وسيلة وظلت بوابة مدرسة الزغير للإنشاد الحسيني تغلق الواحدة تلو الأخرى وتوالت قافلة الرحيل ليغادر فيها شعراء وأدباء ورواديد منهم الشاعر الحسيني المرحوم عبد علي الخاچي ثم لحق به الشاعر الحسيني سليم البياتي وتبعه الشاعر المرحوم رضا النجار وبالأمس مال عمد من أعمدة المدرسة الزغيرية االكربلائية. والحديث عن المرحوم محمد الرادود لا يمكن أن ينحصر بعبارات تنشر على وريقات قليلة أو في دقائق معدودة إنما لضيق الوقت ومن أجل أن لا تفوتنا المساهمة بتقديم التعازي والمواساة فإننا بعد أن نعزي أنفسنا سنتقدم بأحر التعازي والمواساة لكل ذوي المرحوم الشاعر والرادود محمد حمزة الذي لم يكن ذويه أرحامه وأقاربه فحسب بل أن كل الحسينيين وكل الكربلائيين المنتمين إلى قدسية كربلاء وخدمة القضية الحسينية العظيمة هم أهله وذووه. لذا فإننا نتقدم إلى كل أولئك بالتعازي والمواساة. إذ أنه خادم الإمام الحسين عليه السلام أفنى سنين عمره بخدمة القضية الحسينية العظيمة وكان إحدى الركائز المتينة والرصينة لمدرسة الإنشاد الحسيني وسنحاول أن نواصل الكتابة عنه فيما بعد تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعا الصبر والسلوان
أقرأ ايضاً
- الابعاد الاستراتيجية لتطوير تشريعات الاحوال الشخصية
- تكامل ادوار النهضة الحسينية
- تمديد الدراسة الجامعية: فرص ورهانات لتطوير التعليم العالي