حجم النص
إسلام آباد: كتب حيدر السلامي يواصل أسبوع العتبة الحسينية المقدسة الثقافي "نسيم كربلاء" في إسلام آباد أعماله وفعالياته لليوم الخامس على التوالي ويشهد توافدا كبيرا من شتى أنحاء باكستان. وكالة "نون" الخبرية تجولت بين أروقة الأقسام والأجنحة واستطلعت آراء عدد من الزائرين والمشاركين وعادت بالحصيلة التالية: جناح الطفولة: الشابان خررم أبو مهدي وزوجته فاطمة اللذين تزوجا حديثا عبرا عن غبطتهما بهذا الحدث الكرنفالي الحسيني مؤكدَين بأنهما حين دخلا إلى المكان وشاهدا راية الإمام الحسين عليه السلام شعرا وكأن رواقاً من أروقة الحرم الحسيني والعباسي قد نقل إلى إسلام آباد وبسعادة غامرة قالا: "نحن نتشرف بزيارته ونفتخر بخدمته ونتمنى البقاء هنا أطول مدة ممكنة". عاصفة، أم لابنتين رافقتاها متأبطتين نسخاً من مجلة "الحسيني الصغير" باللغة الأوردية وبضعة كتيبات أخرى للأطفال أهديت إليهما في قسم الطفولة، تقول عاصفة وهي تتحدث بحماس ينبئ عن صدق ورغبة في الحديث: "أنا كأمٍ أجد في هذا المهرجان ما كنت أبحث عنه لابنتيَ دعاء وولاء الزهراء، فهنا يقدمون المعلومات التربوية مع اللعب والترفيه، وهو شيء جيد ورائع، أتمنى أن يكون دائماً وعلى طول السنة لا أسبوعاً واحداً فحسب". وتفيد سمانا بتول مسؤولة جناح الدمى في قسم الطفولة بأنها لم تشهد من قبل كهذه الفعاليات الواسعة والمتنوعة والمفيدة للأطفال. وتؤكد بأن الأسبوع الثقافي شيء جديد لم نعهد مثله في باكستان. وتقول: "هو يفيد عامة الناس ولاسيما الأطفال الذين يأتون إلى هنا فيتعلمون الأخلاق الإسلامية ونوضح لهم المفاهيم التربوية الخاصة بإطاعة الوالدين والصدق وإقامة الصلاة والالتزام بالنظافة وغيرها بأسلوب حضاري جميل من خلال الألعاب والتسلية". وتوضح: " نحن هنا نستخدم الدمى وأفلام الكرتون فالطفل عندما يأتي يتحدث مع الدمية وتسأله بضعة أسئلة وبعد أن يجيب عنها يمنح جائزة لتشجيعه وتحبيب التعاليم الدينية إلى نفسه". أما الطفلة خديجة جعفر التي ظلت تلاحقني أينما ذهبت، لما سألتها هل أنت فرحة قالت ببراءة الأطفال: "جدا جدا". قلت: لماذا؟ فقالت: "حصلت على هدية من إمامنا الحسين عليه السلام" وأرتني صورة التقطتها أمام منظر الضريح الحسيني. سألتها: وماذا تريدين من الحسين أيضاً؟ قالت: "أن يساعدني لأنجح في الامتحانات". فيما تقول سيدة أبيها فاطمة وهي طفلة ذات إحدى عشرة سنة بأنها وجميع صديقاتها مسرورات هنا وقد "تعلمنا الصلاة والحجاب". فسألتها: هل تعرفين الحسين؟ أجابت: "هو ابن الإمام علي وأمه الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله واستشهد في كربلاء".. ثم ابتسمت وأضافت: "أنا أحبه وأتمنى أن أزوره". ومثلها الطفلة رضا زهراء البتول تدعو الله تعالى بحق الحسين عليه السلام أن تنجح في الامتحانات وتؤكد: "أنا لا أطلب منه إلا شيئاً واحداً وهو زيارته في كربلاء". أما الطفلة كيرَن حسن ـ احدى عشرة سنة ـ فتقول: "أحب الحسين جداً وأراه في حلمي أحياناً". ثم أردفت قائلة: "فرحت بالهدايا وسأقرأ هذه المجلات كلها وأتعلم منها". مظاهر حسين 13سنة صافحني بغتة وقال اسألني أنا، التفت إليه تبدو عليه سيماء الذكاء.. فاجأته بالسؤال: هل تحفظ القرآن؟ قال: "حفظت لحد الآن عشرة أجزاء ومستمر في حفظي ومصر على حفظ بقية الأجزاء". قلت لنفسي: وقع ظني في محله، ثم سألته ماذا يثير فيك وجودك هنا؟ قال: "الرغبة في زيارة كربلاء". ـ وماذا أيضا؟ ـ تمنيت زيارتكم كل عام حتى نشعر أن لنا إخواناً وأن الشيعة كثيرون ولن يتمكن الإرهابيون من إبادتهم جميعا. في القسم النسوي: زهراء شريفي، معلمة وقارئة قرآن وهي تعلم الأطفال أحكام التلاوة وتحفظهم الآيات والسور وحسن التلفظ وتروي لهم بعض الحكايات التربوية التي تنطوي على الحكمة والأخلاق.. أخبرتني والمترجم على شدة حيائها وحجابها بأنها تتمنى لو يتكرر هذا المهرجان في كل شهر وأكدت: "نحن مسرورون وفخورون بهذا العمل الصالح ونرجو أن يتقبله الله منا ومنكم". وعند بوابة القسم النسوي التقيت السيدة زكية بتول نجفي وهي خطيبة حسينية معروفة في عموم إسلام آباد ومديرة مدرسة قالت خلال حواري معها: إن"المرأة الباكستانية بعيدة عن هذه الأجواء الروحية فلما تأتي إلى هنا قد تحس بأهمية وجودها وتعيش نقاء الإسلام". علقت على كلامها وقلت: هل يمكن بوقت قصير لا يتجاوز ساعة أو اثنتين أن يتأثر الإنسان ويغير قناعته؟ قالت بثقة: "يمكن للمحة واحدة أن تثير فينا الشعور بالفخر وتغير مسار حياتنا لأن الحسين يسري في دمائنا وفي محبته شيء من الإعجاز". سألتها عن مشاركتها في الأسبوع الثقافي فأجابت: "أوضح للنساء أصول الحجاب الشرعي ومسائل الصلاة والأحكام المتعلقة بالنساء". ـ كم استقبلتم من النساء اليوم؟ ـ تزورنا يومياً أكثر من 250 امرأة وفي الأيام القادمة سيزيد العدد كثيراً لأن كل واحدة من هؤلاء ستخبر أخواتها أو زميلاتها وسيأتين جميعاً للتبرك والتعلم. ـ الإرهاب والمطر والبرد والظروف الأخرى ألا تؤثر سلباً على الحضور؟ تبسمت وقالت: "الإرهاب بالنسبة للباكستاني أمر عادي والمطر رحمة من الله والبرد نقضي عليه بحرارة حبنا للحسين". ثم نظرت إلى المترجم وطلبت منه أن يترجم لي هذه العبارة بدقة وقالت: "الذين يسيرون على أقدامهم إلى قبر الحسين ويواصلون الليل والنهار متحدين البرد والحر والإرهاب ليسوا إلا أناساً مثلنا". وقالت: "نحن نفتخر بكل من سكن في كربلاء وعاش وولد في كربلاء وتنسم نسيم كربلاء.. نحن باختصار نحب كل شيء فيه رائحة كربلاء". قلت: حتى النساء الكربلائيات؟ قالت: "لا بد للكربلائيات أن يفخرن على الباكستانيات وغيرهن". صور العتبات.. أمس واليوم زائر آخر كان جالساً في ناحية من معرض الصور واسمه شاهد حسين، يعمل مدير حسابات في منظمة مستقلة، سألته عن سبب جلوسه، قال: "هذه المرة الأولى التي أحضر فيها إلى المعرض والحقيقة أني أعجبت بكل ما رأيت وسررت كثيراً به لكن أكثر ما شدني وأثار اهتمامي الصور التي تجسد العتبة الحسينية والتطور الذي حصل فيها بعد أن كانت في زمن النظام البائد مهملة". ويتأسف أنه لم يكن حاضرا في حفل الافتتاح لكنه مصر على تعويض ذلك بالحضور إلى حفل الختام إن شاء الله ـ كما يقول. هذا ويحفل منهاج الأسبوع الثقافي نسيم كربلاء في باكستان فقرات عديدة جدا وفي كل يوم يفاجأ الزوار بشيء جديد لم يكن في اليوم الذي سبقه. ويقصد أغلب الزائرين إلى جامعة الكوثر مكان انعقاد الفعاليات للتبرك بموجوداته كالرايات الحمر والخضر للمعصومين الأربعة عشر وتراب الضريح الحسيني المقدس وكتابة رسالة إلى الإمام الحسين عليه السلام فضلا عن التزود الروحي والمعنوي ومن ثم العود بالهدايا والجوائز التي يحصلون عليها من خلال المسابقات التي تطلقها الأجنحة والأقسام المختلفة. وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- الأول من نوعه في العراق.. محطة كهرباء تعمل بطاقة الرياح
- تقصدها عوائلهم:مقبرة تجمع زوار الامام الحسين "الغرباء" ومن جنسيات غير عراقية في مكان واحد (فيديو)
- التعديل الوزاري.. حديث "غير جدي" مرهون بـ"الترضيات"