ها هي سامراء الضاربة جذورها في عمق التاريخ أثبتت بأنها لم ولن تسمح لتاريخها وحضارتها ان تمزق نسيج المجتمع العراقي فحاولت جاهدة لملمة الجراح واخذ العبرة مما جرى لتؤكد على وحدة العراق ومصيره المشترك ومستقبله الواعد من اجل تحصين المجتمع اتجاه أي حدث طارئ، فحملت همومها وصبرها واتخذت موقفها في حمل روح المسؤولية لتحتضن محبيها من جميع الطوائف وتعيد شموخ قبتها ومنائرها من جديد لتخط في سماء الحرية ،رافضة في الوقت نفسه جميع أنواع الاقتتال الطائفي والاحتقان المذهبي، فأثمرت جهودها عن اعادة بناء القبة والمنائر في فترة وجيزة لم تتعدى العام الواحد.
حيث عقد صباح الخميس 16/4/2009 حفلا بمناسبة إتمام قبة ومنائر مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في الصحن العسكري الشريف حمل شعار (قبة العسكريين رمز المصالحة الوطنية) حضره عدد من أعضاء البرلمان العراقي ومسؤولين في الحكومة العراقية وممثلي عن ديواني الوقفين الشيعي والسني وامين عام العتبة العباسية المقدسة ونائب امين عام العتبة الحسينية المقدسة ومسؤولي العتبتين المقدستين ومنتسبيهما.
وفي استطلاع أجراه مندوب موقع نون مع عدد من المسؤلين الذين حضروا الاحتفال بخصوص إتمام قبة ومنارتي المرقد الشريف فكان اللقاء الأول مع الامين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي الذي استهل حديثه بتقديم الشكر والتقدير لكل من ساهم بإنجاز القبة والمنارتين حيث قال (إننا كنا متفائلين بمسقبل المرقد الشريف خصوصا بعد إن كنا نشاهد وجود إخلاص منقطع النظير من اجل إعادة اعمار سامراء، موضحا بان أعداء العراق أرادوا من هذا الحدث المهم أن يكون فاتحة للفتنة إلا أن الجهود التي بذلت ليلا ونهارا أثبتت بان قضية سامراء أصبحت خاتمة لفتنة كادت ان توقع البلاد في حرب أهلية، مبينا ان وفود الزائرين غير الرسميين التي شوهدت وبكثافة داخل المرقد الشريف دليل على ان الزائر بدء يستشعر الأمان والاطمئنان في مدينة سامراء المقدسة ويحس براحة وهو يرى حركة الأعمار السريعة داخل المرقد الشريف، واختتم الصافي حديثه بأننا نأمل بان تعاد لقبة العسكريين تلألؤها في سماء سامراء بشكل أفضل من السابق ).
في حين تقدم مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأعمار الأستاذ (حقي الحكيم) بتقديم الشكر والتقدير إلى جميع من ساهم بإنجاز هذا العمل وبالخصوص مسئولي ومنتسبي العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين حيث قال (لقد كان لمسؤولي العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين السبق في المساندة بتقديم العمل وكانوا لايتوانون بتلبية أي طلب ونحن على يقين بأنهم لا يتأخرون بأي طلب أو حاجة تحتاجها العتبة المقدسة وإننا لا نستطيع ان نستغني عن خبراتهم وطاقاتهم ومساعدتهم، وأضاف الحكيم ان العمل الحقيقي في مرقد العسكريين عليهما السلام ابتدأ في التاسع من نيسان الذي يعتبر ذكرى سقوط الطاغية صدام وبحمد الله انجز العمل بنفس التاريخ، مبينا ان العمل مستمر في اعمار المرقد الشريف ومن المؤمل إنجاز جميع الأعمال البنائية في منتصف العام القادم، إضافة إلى استملاك الأراضي والأبنية المحيطة بالحرم المقدس وذلك بالتعاون مع وزارة البلديات والشركة الجيكية لاستكمال التصاميم الخاصة بعملية التوسعة واعادة بناء مواقف السيارات والفنادق التي تخدم زائري المرقد الشريف، واختتم الحكيم حديثه بان مرقد العسكريين عليهما السلام سوف لن يغلق امام استقبال الزائرين العراقيين والأجانب).
من جهته اثنى نائب رئيس ديوان الوقف الشيعي الدكتور علي الخطيب على الجهود التي بذلت من اجل اتمام هذه الصرح المقدس، مطالبا في الوقت نفسه جميع المعنين بان لايتمسكوا فقط في الجانب المعماري للمرقد الشريف بل عليهم ان يقوموا بحملة تعريفية بشأن ومنزلة الإمامين الحسن العسكري وعلي الهادي عليهما السلام وإصدار الكتب التاريخية التي تحكي عن سيرة هذين الإمامين الهمامين إضافة إلى إقامة المحاضرات والندوات ودعوة أهالي سامراء الذين أرادوا لهم الأعداء إن ينزلقوا في هاوية الفتنة التي سرعان ما تم وأدها ببركة الإمامين العسكريين عليهما السلام كونهم قد تشرفوا لعقود ماضية بخدمة هذين الإمامين).
في حين اعتبر نائب أمين عام العتبة الحسينية المقدسة السيد أفضل الشامي أنجاز القبة والمنارتين الشريفتين لمرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) إضافة إلى توافد الزائرين بإعداد كبيرة للمرقد الشريف مؤشرا جيدا لمستقبل العراق الذي وصفه بالمشرق بعيدا عن لغة الطائفية والاقتتال المذهبي، مبينا بان مدينة سامراء المقدسة التي أصبحت تنعم اليوم بوضع امني مستقر أثبتت بأنها مثالا للوحدة الوطنية بعد ان قصمت ظهر الإرهابيين الذين أرادوا للعراق السوء.
كما واثنى الشامي على جهود من ساهم في إتمام العمل من مسؤولين في الحكومة العراقية ولجنة اعمار سامراء ومسؤولي ومنتسبي العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين وأهالي سامراء المقدسة).
وعن مشاركة العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين في حفل الافتتاح أشار رئيس قسم حفظ النظام في العتبة الحسينية المقدسة الحاج فاضل عوز بأنه وبتوجيه من قبل الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين تم تشكيل وفد من مسؤولي ومنتسبي العتبتين بالتوجه إلى سامراء المقدسة للمشاركة في حفل إتمام قبة ومنائر المرقد المقدس، وأضاف إن مشاركة مسؤولي ومنتسبي العتبتين بهذا الحفل جاء نتيجة لدورهم المشهود في الحملة الأولى التي انطلقت في العام الماضي لرفع الركام والمساهمة في عملية إعادة الأعمار.
وفي ختام اللقاء كان لموقع نون وقفة مع قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح الذي أكد في حديثه لمراسل نون بان الوضع الأمني في مدينة سامراء المقدسة أصبح أفضل من الوضع الأمني في محافظة بغداد، وأضاف إن هذه الجهود جاءت نتيجة التعاون المثمر بين قيادة عمليات سامراء وشيوخ عشائر وأهالي المدينة لملاحقة المجاميع الإرهابية وتطهير المدينة من براثن المجاميع الإرهابية .
اجراه / ولاء الصفار
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- تقرير دولي: عوائل ايزيدية ما تزال بحاجة لبرامج دعم في مناطقهم