قلة هم من استطاعوا الارتقاء بهواياتهم البسيطة الى اعمال ابداعية او صناعات كبيرة، تبهر كل من يقع نظره عليها، خصوصا ان كانت تلك الابداعات منبثقة من فطرة البسطاء الذين استطاعوا ان يوظفوا مواهبهم في اعمال يعجز عنها الكثيرون.
الحاج سعيد زنكي الذي لم يحالفه الحظ بالتعليم او حتى تعلم القراءة والكتابة، ادرك منذ نعومة اظفاره ان يمتلك نظرة هندسية تمكنه بسهولة من اعادة رسم او نحت او صناعة مجسمات لاي شكل يلفت نظره، ابتداءا من مجسمات الحيوانات او المركبات او الحاجيات النادرة دون عناء.
حيث كشف زنكي مؤخرا في لقاء خصه لـ( شبكة النبأ) استطاعته صناعة سيارة حازت على موافقة مبدئية لبراعة الاختراع وعدم ممانعة مديرية مرور كربلاء لتسجيلها كسيارة نوع خاص.
حيث يقول: \"السيارة تعتبر كاملة المواصفات من حيث درجات المتانة والامان، كما كان لاختياري موديل سيارة تعود الى العام 1920 اضفاء جمالية عليها كونها من السيارات القديمة التي عفى عنها الزمن\".
و عن اصل فكرة صناعة السيارة يقول الحاج زنكي الذي يملك زنكي ورشة حدادة في مدينة كربلاء المقدسة: \"منذ صغري كنت احاول اعادة تشكيل اي شيء يعجبني، وفي احدى المرات التي كنت اتصفح احدى المجلات الاجنبية شاهدت صورة السيارة الكلاسيكية وقد اعجبتني جدا، فقررت ان اصنع مثيلتها في ورشتي الخاصة\".
ويضيف زنكي: \"كانت الرغبة متوافرة منذ صغري فاذكر انني عندما كنت في التاسعة من عمري، اي سنة 1953 عندما شاهدت شاحنة تنظيف الشوارع اول مرة قمت بصناعة مجسم صغير لها من الخشب ابهر جميع من شاهده لدقة تفاصيل المجسم المطابقة للشاحنة الذي زودته بحوض خلفي للماء يعمل كعمل الشاحنة الاصلية ولكن بحجم صغير طبعا\".
كما نوه زنكي الى استخدامه لمخلفات الحديد والالمنيوم في صناعة سيارته حيث قال: \"اغلب مواد صنع السيارة كانت من مخلفات الحديد في الورشة، كالبدن والشاصي، ام المحرك فهو يعود الدراجة روسية الصنع نوع هربد ذو درجة تحمل قصوى، في حين متراس الحركة من خمس تحويلات من ضمنها تحويلة السير الى الخلف\".
كما كشف الحاج سعيد زنكي رغبته في استثمار السيارة تجاريا بالاضافة الى استخدامها للتنقل الخاص حيث يقول: \"نظرا لشكل السيارة الجميل وندارتها في العراق سوف اقوم باستثمارها ماديا عبر زفاف العرسان، واتوقع ان يكون الطلب عليها كثيرا، فضلا عن استخدامها كمركبة خاصة بي للتنقل\".
وسيارة (زنكي) تتسع لاربعة اشخاص تعود بموديلها الى سيارات العقد الثاني ذات شكل كلاسيكي، بمحرك ذو قوة دفع 400 حصان، حيث تبلغ سرعتها الى 60 ميلا في الساعة.
كما تتميز السيارة بغطاء سقف كهربائي متحرك ليضفي اليها جمالية اكثر ورونق الى تصميمها الكلاسيكي اللطيف، اما تسميتها في تعود الى لقب عائلة زنكي في مدينة كربلاء المقدسة.
ويتوقع نزول السيارة الى الشارع في الايام القليلة القادمة بعد ان يتم استكمال طلائها ونصب عدادات السرعة وبعض الاجزاء الكمالية.
الجدير بالذكر ان الحاج سعيد زنكي له الابداعات الفنية كالمنحوتات الحديدية والصناعات التراثية، لها اكثر من سوق رائج داخل وخارج العراق، حيث زود عدد من الفنادق العراقية مثل فندق الرشيد وفلسطين ميرديان والمنصور ميليا بالعديد بمنتجات قيمة.
تقرير: محمد حميد الصواف
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- في كربلاء.. قفزة بأعداد الطلبة من (250) الى (1000) طالب بالمدرسة الواحدة