- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بمبدأ الحسين ...الاحرار يتوحدون والمسلمون يتفرقون!!!
حجم النص
قضية الامام الحسين عليه السلام تعتبر من القضايا البسيطة امام المؤمنين وصعبة امام الضالين والمنافقين ومن اية زاوية ننظر اليها نجد مبادئ ودروس تستحدث مع حداثة الخطاب العالمي بمختلف اتجاهاته ، فلو قلت ان مبدأ الحسين في قضيته الاسلامية الانسانية العالمية توحد الاحرار فان لها مشتركات مع العقول التي تتطلع الى الحرية وتستنكر وتنفر من الظلم والاستعباد ولهذا فاننا نجد كثير من رجالات الفكر والعلم والادب والسياسة تثني وتستشهد بالامام الحسين عليه السلام كمبدأ وطريق الى الحرية والامثلة كثيرة جدا على من التزم بمبادئ الحسين من احرار العالم وليسوا بمسلمين
مقولة الحسين عليه السلام الخالدة يوم العاشر من محرم "إن لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم" هي موجه الى شريحتين المسلمين والاحرار من المسلمين وغير المسلمين فان لم يكن لكم دين فالمقصود هو الدين الاسلامي ، فان رفضتوا الدين كونوا احرارا اي لا يخص المسلمين بل البشرية جمعاء وهذا ما يتحدث عنه التاريخ عن تلك الشخصيات غير الاسلامية التي اعتبرت الحسين قدوة لهم للسير قدما نحو طريق الحرية
المسلمون هنا المهم فعندما نقول انهم تفرقوا لان طالما ان الحسين يخاطب الاحرار وهذا ضمن اولويات الدين الاسلامي الذي يحث عليه المسلمين لان يكونوا احرارا فالذي قتله ويدعي الحرية والاسلام فهذان نقيضان لا يجتمعان ومن هنا نجد التخبط والتاويلات لواقعة الطف للجمع بين الحسين ويزيد في مصاف المسلمين قد لاقت مطبات كثيرة كشفت زيف من يدعي ذلك ولنستشهد بتاويلات ( شيخ الاسلام) ابن تيمية وما ذكره عن واقعة الطف يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 4 / 487 ) : ( وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ؛ لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) !! ويقول في منهاج السنة النبوية ( 4 / 337 ) ( فلا ريب أن قتل الحسين من أعظم الذنوب وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحق لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله ) !!
لنبدأ اولا مع النقاط المشتركة مع ابن تيمية الا وهي مسالة حلية اللعن فانهم كثيرا ما يعيبون على الامامية بانهم يلعنون وهذا غير جائز وهاهو شيخ الاسلام يقر بذلك ويلعن قتلة الامام الحسين ، وثانيا انه يلعن كذلك من اعان على قتله وزاد في لعنه من رضي بذلك ، فهل ابن تيمية لا يرضى عن قتل الحسين ؟ اذن من قَتله وكيف يبرئ يزيد من قتلِه ؟ يقول ابن تيمية : "فلما قتله أولئك الظلمة حملوا رأسه إلى قدّام عبيدالله بن زياد ،فنكت بالقضيب على ثناياه ،وكان في المجلس أنس بن مالك ،فقال : ( إنك تنكت بالقضيب حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبّل ) ،هكذا ثبت في الصحيح ،وفي المسند : أن أبا برزة الأسلمي كان – أيضا – شاهدا ،فهذا كان بالعراق عند ابن زياد" اذا ما ذكره ابن تيمية ثبت في الصحيح والسند وهنا لنا سؤال ماذا كان منصب ابن زياد في زمن خلافة يزيد ؟ اليس هو والي على الكوفة والبصرة بامر من يزيد ؟ طيب لماذا لم يقتص منه يزيد باعتبار الجرم الذي اقدم عليه فان لم يكن هو القاتل فهو قد اعان على قتله وان لم يعن على قتله فهو الراضي بقتله فماذا كان تصرف يزيد حيال ذلك ؟ طالما انه لم يقتص من ابن زياد اذا هو يرضى بقتل الحسين .
ونزيد عن يزيد وكيف يبرر ابن تيمية افعاله المشينة بالقول :"وأما حمل الرأس إلى الشام ،أو غيرها ،والطواف به : فهو كذب ،والروايات التي تروى أنه حمل إلى قدام يزيد ،ونكت بالقضيب : روايات ضعيفة ،لايثبت منها شيء" اذا كانت هذه الروايات ضعيفة مع تواترها في امهات كتبكم فهل يتم رفضها بالقول انها ضعيفة من غيرالاستدلال بنقاط الضعف في السند فقط دون المتن ولسنا بصدد ذكر المصادر التي ذكرت ما ينكره ابن تيمية ولكن هل قدوم السبايا الى الشام بارادة السبايا ام بامر يزيد ام بامر ابن زياد ؟ وهل خطبة زينب والسجاد عليهما السلام بمحضر يزيد والكلمات التي صدرت منهما في توبيخ ولعن يزيد كانت ضعيفة ؟
ابن تيمية يرى ان الحسين عليه السلام انه : " وأخوه سيدا شباب أهل الجنة ،وهما ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا – كما ثبت ذلك في الصحيح – ،وثبت في الصحيح : أنه أدار كساءه على علي ،وفاطمة ،والحسن ،والحسين ،وقال : " اللهم إن هؤلاء أهل بيتي : أذهب عنهم الرجس ،وطهرهم تطهيرا " اذن هذه الاية لم تشمل زوجات النبي اليس كذلك ايها الوهابية وهاهو شيخكم يقر بذلك .
مبادئ الحسين عليه السلام واضحة والعجب ان بعض المسلمين ان لم يكن الاغلبية هم من يحاولون الالتفاف عليها وهذا بالتالي لايؤدي الى وحدة المسلمين لاننا لا نؤمن باللون الرمادي وعندما يقرون باحقية الحسين عليه السلام فان اوراق التاريخ ما قبل يزيد سوف تتبعثر ويخرج منها ما لا يحمد عقباه بالنسبة لمن اسس اساس الظلم .
من هذا المنطلق فاننا لانجد اثنين من الاحرار اختلفوا في قضية الحسين عليه السلام ولكننا من السهولة ان نجد اثنين من المسلمين اختلفوا في قضية الحسين عليه السلام .