- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أضواء على شهادة رسولنا الأعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)الجزء الثالث
حجم النص
بقلم:عبود مزهر الكرخي
ونستطرد في بحثنا بعد أن ناقشنا ما حدث في يوم الرزية ومارافقها من مثالب كانت بحق إحدى المفترقات الأساسية التي وضعت ديننا الإسلامي على مفترق الطرق والتي أدت ما أدت به من جنوح وابتعاد عن الرسالة المحمدية والتي جاهد فيها نبينا الأكرم محمد(ص) ولمدة (23) سنة في بناء المجتمع الخالي من كل نعرات الجاهلية وأوثانها ومافيها من أدناس ورواسب ولكن بقت هذه الرواسب متأصلة في مجتمع الجزيرة وفي قريش بالذات وأبت إن تمحى عنهم ولم ينظف ويصقل الدين الإسلامي هذه البراثن وتخليصها من الأفراد والمجتمع لتبقى أحلام السلطة والكراسي والمناصب والجاه باقية عندهم ولحد وقتنا الحاضر وليتم إزاحة كل من يقف في طريق هذه الأحلام الطامعة وحتى بالدم ونزع الرقاب عن رؤوسها وقتل النفس في سبيل تحقيق هذه المطامع الجشعة.
ولنستعرض اللحظات الخيرة لوفاة نبينا نبي الرحمة محمد روحي له الفداء وكيف أن الكثير من الكتاب والكتب وكعادتها في تزوير والتحريف في كيف سلم روحه الشريفة الى بارئها ويلاقي ربه الكريم حيث ذكرت أنه توفى في حجر عائشة وفي بيتها ولنمحص وندقق في هذا الأمر وبشيء من التفصيل.
ولكن أحببت أن أشير إلى مسألة عن يوم الرزية وبعدها أعرج على صلب الموضوع.
ولنرجع إلى يوم الرزية وماذا قال ابن عباس في هذا الأمر لنسترجع ذاكرتنا في هذا الأمر :
وكم كانت الأمة بحاجة ماسة إلى كتاب الرسول (صلى الله عليه وآله) هذا، حتى أن أبن عباس كان يأسف كلما يذكر ذلك ويقول: الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين كتاب رسول الله.(1)
ولم يصرّ نبي الرحمة على كتابة الكتاب بعد اختلافهم عنده خوفاً من تماديهم في الإساءة وإنكارهم لما هو أكبر، فقد علم (صلى الله عليه وآله) بما في نفوسهم، وحين راجعوه ثانية بشأن الكتاب قال (صلى الله عليه وآله): أبعد الذي قلتم؟!.(2)
وأوصاهم ثلاث وصايا، لكن كتب التأريخ لم تذكر سوى اثنتين منها وهما: إخراج المشركين من جزيرة العرب وإجازة الوفد كما كان يجيزهم.
وعلّق السيد محسن الأمين العاملي على ذلك قائلاً: والمتأمل لا يكاد يشكّ في أن الثالثة سكت عنها المحدّثون عمداً لا نسياناً وأنّ السياسة قد اضطرتهم الى السكوت عنها وتناسيها وأنّها
هي طلب الدواة والكتف ليكتبها لهم.(3)
ومن هنا نعرف أن كتابة الوصية قد تم التغافل عنها بحجة نسيها من قبل الرسول(ص) وهذا ما يتناقض مع كل ما أشرنا إليه من أن النبي محمد(ص) لا ينطق عن الهوى.
وهو يخالف ما جاء في محكم كتابه الذي يقول {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}(4)وأيضاً {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}.(5)
فلإذن كل ما يقوله نبينا الأكرم هو كلام من الله وأوامره فكيف ينسى أو تناساه فهذه من إحدى الأمور المهمة في التحريف والتزوير الواضحة وضوح الشمس في وسط النهار.
ولنأتي إلى أمر مهم وهو ماذهبنا إليه من وجود أدران وترسبات المجتمع الجاهلي من حب وإطماع للسلطة وعدم تناسي الأحقاد الجاهلية التي تكون كامنة في نفوس بعض الصحابة من المسلمين والذي أبوا ان ينضووا تحت الراية المحمدية وتهذيب نفوسهم بالدين المحمدي ودعوته على الإخاء والمحبة والتسامح، وهذا ما أشار إليه احد الكتاب المعروفين المصريين ولنقرأ ماذا يقول
"وهناك أمر آخر يتعلق اشد التعلق بموضوع تحويل الخلافة من علي أشار إليه الجاحظ فيما يتصل بموقف زعماء قريش من علي بعد وفاة الرسول لابد من ذكره في هذه المناسبة .
فالإمام في حروبه مع النبي ضد قريش كان قد وترها كما يقول الجاحظ : « وسفك دماءها وكشف عن منابذها .. وليس الإسلام بمانع من بقاء الأحقاد في النفوس .. هب انك كنت من سنتين أو ثلاث جاهلياً ..
وقد قتل واحد من المسلمين ابنك او أخاك ثم أسلمت ، أكان إسلامك يذهب عنك ما تجده من بغض ذلك القاتل وشنآنه ؟ ..
هذا إذا كان الإسلام صحيحا .. لا كإسلام كثير من العرب ـ فبعضهم تقليدا ، وبعضهم للطمع والكسب ، وبعضهم خوفا من السيف ، وبعضهم عن طريق الحمية والانتصار لعداوة قوم آخرين من أضداد الإسلام وأعدائه .
واعلم إن كل دم أراقه رسول الله بسيف علي وبسيف غيره فان العرب بعد وفاته عصبت تلك الدماء بعلي وحده لأنه لم يكن في رهطه من يستحق في شرعتهم وعادتهم إن يعصب به تلك الدماء إلا علي وحده» .(6)
ولهذا فإن الثلاثة وعشرين سنة التي قادها نبي الرحمة محمد(ص) لم تستطع تغيير المجتمع الوثني من أدران وترسبات وهي فترة تعتبر قصيرة لتغيير هذا المجتمع الغارق في أوحال هذه كثيرة من الجاهلية وترسبتها المتغلغلة في نفوسهم وشخصياتهم والتي بدأت بالتكشف والظهور في لحظات وفاة محمد(ص).
ولنعرج الآن على اللحظات الأخيرة لوفاة سيد الكونين نبينا محمد روحي له الفداء ولنأتي الى حادثة مهمة وهي :
الزهراء (عليها السلام) تزور أباها (صلى الله عليه وآله وسلم)
أقبلت الزهراء (عليها السلام) وهي تجر أذيال الحزن وتتطلع إلى أبيها وهو على وشك الالتحاق بربّه فجلست عنده منكسرة القلب دامعة العين وهي تردد:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه*** ثمالَ اليتامى عصمة للأرامل
وفي هذه اللحظات فتح النبي (صلى الله عليه وآله) عينيه وقال بصوت خافت: يا بنية هذا قول عمك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي:{وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم عل أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين}.(7)
وكأنّ النبي(صلى الله عليه وآله) كان يريد بذلك أن يهيّىء ابنته فاطمة(عليها السلام) لما سيجري من أحداث مؤسفة فإن ذلك كان هو الأنسب لتلك من قول أبي طالب رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
ثم إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أومأ إلى حبيبته الزهراء (عليها السلام) أن تدنو منه ليحدثها فانحنت عليه فسارّها بشيء فبكت ثم سارّها ثانية فضحكت. وقد أثارت هذه الظاهرة فضول بعض الحاضرين(وقد سألتها عائشة عن سر ذلك في اغلب الراويات) فسألوها عن سرّ ذلك فقالت (عليها السلام): ما كنت لاُفشي سرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولكنّها سئلت بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله) عن ذلك فقالت: أخبرني رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنه قد حضر أجله وأنه يقبض في وجعه هذا، فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقاً به فضحكت.(8)
ومن هنا يتضح أن أهل بيت النبوة كان هم من كانوا يحيطون به وهم من كانوا في اخر لحظات حياته وماكان السر الذي أسرها بها النبي محمد(ص9 غلى فاطمة الزهراء(ع) غلا خير دليل على ذلك ومدى حبه وتعلقه بأهل بيته وخاصته والتي هي فاطمة وبعلها وبنوها الحسن والحسين(سلام الله عليهم أجمعين) ولم يحصل هذا ألمر مع كل زوجات النبي او من عشيرته أو من باقي قريش ، وهذه الحادثة مذكورة في كل كتب الصحاح وأسانيدهم ولا يوجد احد من يفندها.
وقد مررنا عليها للإشارة إلى ذلك وهي معروفة لدى الجميع.
ولنأتي الى من كان مع سيد الكائنات سيدنا محمد(ص) في لفظ أنفاسه الأخيرة.
اللحظات الأخيرة من عمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
وكان علي (عليه السلام) ملازماً للرسول (صلى الله عليه وآله) ملازمة ذي الظل لظلّه حتى آخر لحظات حياته الشريفة وهو يوصيه ويعلّمه ويضع سرّه عنده. وفي الساعة الأخيرة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ادعوا لي أخي ـ وكان(صلى الله عليه وآله) قد بعثه في حاجة فجاءه بعض المسلمين فلم يعبأ بهم الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى جاء علي (عليه السلام) فقال (صلى الله عليه وآله) له: اُدن مني. فدنا علي (عليه السلام) فاستند إليه فلم يزل مستنداً إليه يكلّمه حتى بدت عليه(صلى الله عليه وآله) علامات الاحتضار(9) وتوفّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو في حجر علي(عليه السلام) . كما قد صرّح بذلك علي (عليه السلام) نفسه في إحدى خطبه(10) الشهيرة.
ولنزيد على ذلك وهي من احدى مناقب وفضائل الأمام علي بن ابي طالب والتي تؤكد ماذهبنا إليه وهي :
"فهو الذي عاين جبرائيل بمثال دحية الكلبي والنبي محمد(ص) في لحظاته الأخيرة وذلك عندما دخل أمير المؤمنين(ع) على رسول الله فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فسلم عليه فرد عليه السلام فقال الرجل وهو أحسن ما رأيت من الخلق : أدن إلى أبن عمك فأنت أحق به مني فدنوت منهما،فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي(ص) في حجري كما كان في حجر الرجل فمكث ساعة،ثم أن النبي (ص)أستيقظ، فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟، فقال دعاني أليك فأنت أحق به مني فجلست مكانه، فقال النبي(ص) فهل تدري من الرجل؟، قلت : لا بأبي وأمي. فقال النبي(ص): ذاك جبرائيل كان يحدثني حتى خف عني وجعي، ونمت ورأسي في حجره. فأي مكانه حاز بها روحي له الفداء أليس هو أخو رسول ووصيه وخليفته في الأرض وهو كان آخر العهد به عندما فاضت روحه الشريفة إلى البارئ عز وجل وهو من أغمض عيني رسول الله (ص) وهو الذي كفنه وحنطه بحنوط انزل من الجنة وقسم ثلاث أثلاث واحد للرسول(ص) والآخر لفاطمة الزهراء والثلث الأخير لأبي الحسن(ع) فأي منزله رتبهم الله بها هؤلاء الآيات الكريمة من قبل الله.(12)
والمنقبة الأخرى هي
وهو الذي قضى دين رسول بعد وفاته ومنه ماروي بالإجماع حديث أبن عباس في وفاة الرسول(ص) .
قال النبي(ص) ك يا عباس ، ياعم رسول الله أتقبل وصيتي وتنجز عدتي وتقضي ديني؟
فقال العباس : يا رسول الله عمك شيخ كبير ذو عيال كثير ن وأنت تباري الريح سخاءً وكرماً ،وعليك وعد لاينهض به عمك .
فاقبل (ص) على علي بن ابي طالب .عندما قال رسول الله(ص) : يا علي أتقبل وصيتي وتقضي ديني وتنجز موعدي، فقال(ع)بعد أن خنقته العبرة : نعم بأبي وأنت وأمي يا رسول الله(10) ، فقال : ادن مني فدنا منه وضمه إليه ونزع خاتمه من يده.
وقال له : خذ هذا فضمه في يدك ،ودعا بسيفه ودرعه ، ثم قال له : اقبض هذا في حياتي ودفع إليه بغلته وسرجها ،وقال (ص) أمض على أسم الله إلى منزلك (الخبر بتصرف).
وهو الذي توفى في حجره وهو الذي أغمض عينه عندما فاضت روح النبي إلى البارئ عز وجل حيث عن روي عن ليلى الغفارية أنها قالت :
قال رسول الله(ص) : إن علي بن أبي طالب(ع) أول الناس أيماناً ،وأول الناس لقاءً لي يوم القيامة ،وأخر الناس عهداً عند الموت (13)
وهو الذي أمر نساء النبي بيديه وورث سلاحه ورايته ودرعه.(14)"
النبي (ص) يستدعي أخاه
ولما ثقل رسول اللّه (ص) وحجب الناس عنه كان أمير المؤمنين (ع) لا يفارقه إلا لضرورة، فقام (ع) في بعض شؤونه، فأفاق رسول اللّه (ص) إفاقة فافتقد علياً (ع) فقال وأزواجه حوله: (ادعوا لي أخي وصاحبي) وعاوده الضعف فصمت.
فدُعي له غير علي (ع)، فلما فتح (ص) عينه ونظر إليه أعرض عنه بوجهه.
فقالت اُمّ سلمة: اُدعوا له علياً (ع)، فإنه لا يريد غيره.
فدعي أمير المؤمنين (ع) فلما دنا منه أومأ (ص) إليه، فأكبّ عليه فناجاه رسول اللّه (ص) طويلاً، ثم قام فجلس ناحية، فقال له الناس بعد ذلك: ما الذي أوعز إليك يا أبا الحسن؟
فقال (ع): علّمني ألف باب من العلم، يفتح لي في كل باب ألف باب، وأوصاني بما أنا قائم به إن شاء اللّه تعالى.
وفي رواية انه قال (ع): علّمني رسول اللّه (ص) ألف باب من الحلال والحرام، وما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، كل باب منها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب، حتى علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب.
وفي رواية في المستدرك: ألف ألف باب يفتح لي من كلّ باب ألف باب. (15)
"ولنأخذ هذه الراوية للصحابي الجليل سلمان المحمدي(رض) للدلالة على أنه من كان مع الرسول(ص) في لحظاته الأخيرة قبل الوفاة
قال سلمان الفارسي: دخلت عليه (أي على النبي (صلى الله عليه وآله)) صبيحة قبل اليوم الذي مات فيه، فقال لي: يا سلمان، ألا تسأل عما كابدته الليلة من الألم والسهر، أنا وعلي؟!
فقلت: يا رسول الله، أما أسهر ليلة معك بدله؟!
فقال: لا، هو أحق بذلك منك.(16)
ونقول:
إن من الواضح: أن الأحقية التي قررها (صلى الله عليه وآله) لم تكن من جهة القرابة، فإن كون علي (عليه السلام) ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله) لا يوجب ثبوت حق له سوى ما يفرضه تشريع صلة الرحم، والسهر والتعب على ابن العم ليس من حقوق الشخص التي تعطى له، بل هو من الواجبات عليه، أو المستحبات له..
علي (عليه السلام) يدخل ملك الموت على الرسول (صلى الله عليه وآله):
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما حضرت النبي (صلى الله عليه وآله) الوفاة استأذن عليه رجل، فخرج إليه علي (عليه السلام)، فقال: ما حاجتك؟
قال: أردت الدخول إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال علي (عليه السلام): لست تصل إليه، فما حاجتك؟!
فقال الرجل: إنه لا بد من الدخول عليه.
فدخل علي (عليه السلام)، فاستأذن النبي (صلى الله عليه وآله)، فأذن له.
فدخل وجلس عند رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: يا نبي الله، إني رسول الله إليك.
قال: وأي رسل الله أنت؟!
قال: أنا ملك الموت، أرسلني إليك يخيرك بين لقائه والرجوع إلى الدنيا.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): فأمهلني حتى ينزل جبرئيل
فأستشيره.
ونزل جبرئيل، فقال: يا رسول الله، الآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى. لقاء الله خير لك.
فقال (عليه السلام): لقاء ربي خير لي، فامض لما أمرت به.
فقال جبرئيل لملك الموت: لا تعجل حتى أعرج إلى ربي وأهبط.
قال ملك الموت (عليه السلام): لقد صارت نفسه في موضع لا أقدر على تأخيرها، فعند ذلك قال جبرئيل: يا محمد، هذا آخر هبوطي إلى الدنيا، إنما كنت أنت حاجتي فيها.(17)
ولنكمل الحجة ونقول في أي بيت توفى نبينا الكرم محمد(ص) وفق هذه الحادثة والمذكورة في كتاب (كتاب الصحيح من سيرة الأمام علي(ع) السيد جعفر مرتضى العاملي )ومع كافة المصادر وهو أنه توفى في بيت فاطمة الزهراء(ع) وليس كما يدعى في بيت عائشة او في حجرها
النبي (صلى الله عليه وآله) مات في بيت الزهراء (عليها السلام):
وروى الصدوق رواية مفصلة عن ابن عباس جاء فيها: (فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصلى بالناس، وخفف الصلاة، ثم قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، فجاءه (لعل الصحيح: فجاءاه) فوضع يده على عاتق علي، والأخرى على أسامة، ثم قال: إنطلقا إلى فاطمة، فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين. ثم ذكر حديث وفاته هناك)(18)، وستأتي الإشارة إلى دفنه في بيت فاطمة أيضاً إن شاء الله تعالى..
ولهذا فإن نبينا الكرم محمد(ص) قد توفى في حجر وصيه وأخيه وخليفته علي بن أبي طالب وليس كما يدعون أنه توفى في حجر عائشة وحتى يصلون انه أعطاها من ريقه الشريف وعند البحث في ما يقوله أهل الجماعة والسنة لم أجد ما يثبت ذلك او حتى توجد مصادر متواترة وغير مسنودة وكلام فقط غير مسنود بحجج ومصادر لكي يتم رفع شأن البعض وبتوجيه وإتقان مبرمج الغرض النيل من أهل بيت النبوة وهذا ما أشرنا هو التحريف والتزوير في التاريخ واللعب بشخوصه.
ولكن عند مراجعة ما ذكرناه وحسب إطلاعكم نجد أنه توفت نفسه الشريفة في حجر الأمام أمير المؤمنين(ع) وحتى فتح له الف باب من خلال مسح ريق الرسول(ص) بريق الأمام علي(ع) ن ومن كان معه في لحظات وفاته الأخيرة روحي له الفداء.
ونحن عندما نتكلم بالأسانيد والمصادر والمدونات وكل مايتفق مع العلم والقرآن والمنطق نضربه بالحائط وكما نقول ونكرر مراراً وتكراراً.
وفي الختام وفي جزئنا القادم سوف نعرج على من قام بغسل وتجهيز خاتم الأنبياء وسيد الثقلين سيدنا ومولانا محمد(ص) وهل حضر صحابته لدفن نبيهم وقائدهم أم كانوا في موضوع أخر أهم من دفن ومواراة جسد نبيهم وبالمصادر إن كان لنا في العمر بقية أن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ صحيح البخاري كتاب العلم: 1 / 22 و 2 / 14، الملل والنحل: 1 / 22، الطبقات الكبرى: 2 / 244.
2 ـ بحار الانوار: 22 / 469.
3 ـ أعيان الشيعة: 1 / 294 . راجع صحيح البخاري: باب مرض النبي(صلى الله عليه وآله(
4 ـ [الأعراف : 52]
5 ـ [الفرقان : 32]
6 ـ ابن أبي الحديد « شرح نهج البلاغة » 3 / 283 طبعة أولى .
7 ـ [ آل عمران : 144]
8 ـ الطبقات الكبرى: 2 / 247، الكامل في التأريخ: 2 / 219.
9 ـ الطبقات الكبرى: 2 / 263.
10 ـ نهج البلاغة: خطبة 197
11 ـ 110 مناشادات للإمام علي(عليه السلام) في مجلس الشورى.تأليف العالم الفاضل زينة نجد وتهامة (الحسين بن إسماعيل بن جغمان)رحمه الله.دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع.بيروت لبنان. بحار الأنوار .ج 22 ، ص231 [بتصرف]
12 ـ علل الشرئع،ص 67 وبحار الانوار ج 22 ص459
13 ـ عن تاريخ دمشق لأبن عساكر ج 1، ص95 حديث 132. وأسد الغابة لأبن الثير : ج5، ص 543
14 ـ عن كتاب الغيبة ص 96 ، وهامش الأحتجاج : ج1 ،ص285
15 ـ بحار الأنوار : ج40 ، ص126.
16 ـ شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج10 ص267 و 266 على الترتيب، وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص129 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص381 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص533.
17ـ كشف الغمة ج1 ص25 و (ط دار الأضواء) ج1 ص18 وبحار الأنوار ج22 ص534.
18 ـ راجع: أمالي الشيخ الصدوق (ط النجف سنة 1391هـ) المجلس الثاني والتسعون ص569 و (ط مؤسسة البعثة) ص735 وروضة الواعظين ص74 وبحار الأنوار ج22 ص509 ومجمع النورين للمرندي ص70 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج9 ص146.
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد