مع بدء فتح المدارس أبوابها، تتبادر في الأذهان مرة أخرى قضايا العنف والضرب في المدارس الحكومية، وعلى الرغم من أن الضرب ممنوع في تعليمات وقوانين وزارة التربية ، إلا أن الأمر يختلف على أرض الواقع اختلافا يستحق الخوض فيه.
فظاهرة الضرب في المدارس ظاهرة قديمة لم تكن محددة بقوانين ، ومع تطور الحياة والأساليب المعيشية لدى الأفراد وتطور العلاقة ما بين المدرس والطالب والتي بدأت تندحر بشكل كبير ما يزال هناك أفراداً من المربين والمعلمين يمارسون الضرب والتعنيف كوسيلة للسيطرة على الطلبة سواء في المراحل الأساسية أو الثانوية.
المعلم يستخدم العصا أحياناً ولكن بشكل تربوي لا وحشي وعلى مراحل متقدمة
لذلك يرى الأستاذ(غسان عباس) استاذ مادة الكيمياء أنا لا أنكر إن المعلم يستخدم العصا أحياناً ولكن بشكل تربوي لا وحشي وعلى مراحل متقدمة كالإعدادية والثانوية وليس على مرحلة ابتدائية, مثلاً كنا في السابق أو كان معلمينا سابقاً يستخدمون العصا على أتفه الأمور ولم تحدث أي مشاكل بل نذهب نشتكي لأبينا فلا ينصرنا لذلك كنا ندرس ونتعلم ونحترم ونقدر ذلك الأب الروحي المعلم حتى وأن قسى علينا فهو أولاً وأخيراً لمصلحتنا والنتيجة كانت تخرج جيل رائع .
وبدأ بعض المعلمون يستخدمون الضرب بشكل ( أفحش ) مما سبق قد يقول البعض هناك أساليب عقاب بشكل أفضل .. ولكن ( العصا ) هي أحد أساليب العقاب عندما تفشل قريناتها أنا ضـد استخدام العقاب بأي نوع في المراحل الابتدائية وإن عكست هذه الطريقة فتعكس ضعف شخصية المعلم أو المعلمة لكي تستخدم هذه القسوة مع أطفال في مقتبل العمــر ولكن في حين أكون مع استخدام العقاب حتى وأن كان قاسياً فانه لا يمثل إلا نسبة ضئيلة من معلمون فاشلون يرى شخصيته وهيبته في مدى خوف الطلاب من ظلمه وجبروته ولكن هناك معلمون جداً جداً رائعون وهم بكثرة يعرفون أصول التربية قبل أصول التعليم لذلك تبقى القضية نسبية قد تكون صائبة تحتمل الخطأ .. أو خاطئة تحتمل الصواب .
أن رقي مهنة التعليم برقي تعامل المعلمين مع الأجيال
وشاركنا (محمد هاشم ) أب لثلاثة أبناء بالقول :كل العلاقات الإنسانية بين البشر تتطور إلا علاقة الأستاذ بالطالب لماذا لا أدري أين الخلل واعتقد أن الخلل يبدأ بالأستاذ فبعضهم يرى التدريس وسيلة لإشباع حاجه مادية فقط ونسى دوره الأساسي و السماوي كباني أجيال قبل أن يكون محصل لدخل شهري فقط التدريس رقي أخلاق و معاني و المدرس صديق و رفيق ولكن هذه الأيام ولكي لا أظلم الكل أصبح بعض الاساتذه هم من يخلقون فجوه بين الطالب و بين أستاذه. على مربي الأجيال أن يعلموا أن رقي المهنة برقي تعاملهم مع تلك الأجيال التي وضعت أمانه بين أيديهم
واضاف :أعتقد لو كان هناك خطوات جريئة وحازمة من قبل المدرسة و وزاره التربية أمام عقوبة الضرب ــ على الرغم من منعها قانونا ــ ما كان هناك أستاذه تمادوا في هذا الموضوع وكان الأستاذ سيلجئ إلى استخدم طريقة أرقى و أكثر إنسانية لتأنيب الطالب على هذه الطريقة الهمجية المستحدثة من العصر الحجري
وترى المعلمة عذراء جاسم بعض الطلاب و بكل صدق يحتاج الى هذا النوع من العقاب لأننا نرى الأغلبية منهم يتعمد تحقير الأستاذ و والمشاكسة بكل وقاحة وطبعا أكيد الخلل الأساسي نابع من الأسرة التي تساهلت في تربية أبناءها على احترام الغير وصراحة ان الطالب إذا لم يحترم أستاذه لا اعتقد انه سيحترم الأشخاص الآخرين أو حتى أن يحترم نفسه و أعتقد تصرفات بعض الطلاب المنعدمة من الأدب هو أحيانا من يشجع الاساتذه على انتهاج أسلوب الضرب الغير.
لكنها
اما ام نور فتؤكد \" أن الأهل يحبون مصلحة أبنائهم فقد لا أكون أشد على أبنائي في البيت لكنني أريد أن تشد عليها المدرسة كي تكون مميزة بعلامات الانضباط
لابد أن يكون هناك ضرب للطلاب وخاصة في المرحلة الأساسية ولكن لا يجب أن يصل حد الإرهاب
وبعض المعلمات يؤكدن.. \"لابد أن يكون هناك ضرب للطلاب وخاصة في المرحلة الأساسية لأن الطفل في هذه المرحلة يجب أن يتعرض للخوف\" هكذا بدأت المعلمة( سمية) والتي تدرس الصفوف الدنيا كلامها، مؤكدة أن هذا الضرب لا يجب أن يصل حد الإرهاب وإنما \"أن تعمل الطالبة أو الطالب حساباً للمعلم\".
وهي ترى أن الجيل الجديد يحتاج لهذا الأسلوب في التعامل \"وخاصة أن جيلنا في الوقت الحاضر لديهم وعي بأشياء كثيرة في الحياة، وليس لديهم براءة مطلقة كما في الأجيال القديمة، فهم لا يخافون المعلم خاصة الطلاب في المرحلتين المتوسطة والدنيا\".
لايمكن ان يكون الضرب وسيلة لايصال المعلومة للطالب
اما الطالب مهند محمد متى فقال : كان الضرب وسيلة لإيصال معلومة أو توضيح نقطه مبهمة ؟ إنها إجبار للطالب على فعل شي أو العكس نهيه عن ذلك . لكن لا تقل أن الضرب وسيلة لإيصال معلومة فهذا لم نعهده وان هذه الطريقة تولد الفزع والرعب من المدرسة والمعلم لدى الأطفال فستكون حقداً وكراهية للمدرسة والمعلم عند الطلاب .
الباحثة النفسية (خلود احمد) تقول الضرب في المدارس يعتبر ممارسة لا إنسانية حاطة بالكرامة، والطفل الذي يتعرض للضرب باستمرار يصبح عدوانيا ومحبطاً، ولهذا فكل النظم تمنع الضرب في المدارس، وهو إن وجد ممارسة فهو شخصية مرتبطة بوعي المدرس، وليس جزءا من أي منهاج تربوي تجيز للمدرس ضرب الطلاب.
وفي الختام نقول :على المدرس أو المربي وبدلاً من اللجوء إلى العنف والعصا ، عليه تشـخيص السـبب أو الـداء الـذي أدى إلى تأخيـر الطالب في دروسـه او أي تقصير، ووضع الوسـائل لمعالجتها وبيـان الأسـباب والدوافـع والآثار المترتبـة بالتنسـيق ما بين البـيت والمدرسـة، وعليـه أن يقدم كل ما من شـأنه أن يصلـح الطالـب ويرفع من مستواه العلمي
تحقيق / احمد كامل ابو خليف
أقرأ ايضاً
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مستشار السوداني : إنهاء مهام يونامي لن يؤدي إلى عزلة العراق
- الكاظمي: أنا مؤمن برفع التأشيرة للزائرين الإيرانيين إلى العراق (نص اللقاء الكامل)