- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عذرا لا اتفق مع الشريف الرضي وابن ابي الحديد
كلمة نهج البلاغة والتي هي عنوان لكتاب يحوي ما استطاع المؤلفون من جمعه لكلام امير المؤمنين عليه السلام ، وان اختيار هذا العنوان لمحتويات الكتاب جاء اختيار بلاغي من باب تسمية الكل بالجزء ، وذلك لو تفحصنا ما جمع من كلام لامير المؤمنين (ع) وما يتضمن من ابواب شتى وعلوم ثرى لوجدنا ان العنوان يبخس المحتوى ولكن هذا هو المتسالم عليه فان هذه الكتب هي تراث ومصادر قيّمة بما تحوي وليس بعنوانها .
ولعل اروع وصف وُصف فيه كلام امير المؤمنين في نهج البلاغة هو ( كلام دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ) ولهذا الوصف ابعاد رائعة اجمالية تنصف كلام امير المؤمنين عليه السلام .
وكثيرون هم الذين الفوا كتب لبعض المواضيع التي تطرق اليها امير المؤمنين (ع) وكان مصدرها كتاب نهج البلاغة .
وانا لي تعقيب او التفاتة على بعض كلام وخطب امير المؤمنين (ع) لا بما فيها لان هذا يستحيل نقاشه من قبلي القليل الاطلاع ولكن تعقيبي على عنونة هذه الكلمات والخطب .
فقد وجدت ان اغلب العناوين بين الاجحاف وعدم الدقة في تطابقها مع محتواها .
ابن ابي الحديد اعتمد اربع مصادر في جمعه وشرحه لكتابه الا ان كتاب السيد الشريف الرضي كان الاقدم بالرغم من ان هنالك مخطوطات تحوي كلام امير المؤمنين عليه السلام قديمة موجودة في متاحف اوربا الا ان لا خلاف في عنونة الخطب والكلمات .
اغلب الصفات التي تمت عنونة هذه الخطب والكلمات هي الذم والوعظ والعتب والتفضيل والوصف والبيان والتحذير وفي كلام له .
وعلى سبيل المثال الخطبة الشقشقية والتي كل كلماتها بين العتب وذم من اغتصب الخلافة فيقول امير المؤمنين (ع ) (أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَة عَمْيَاءَ، يَهْرَمُ فيهَا الكَبيرُ، وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ) ثم يقول (فَصَيَّرَهَا في حَوْزَة خَشْنَاءَ، يَغْلُظُ كَلْمُهَا، وَيَخْشُنُ مَسُّهَا، وَيَكْثُرُ العِثَارُ[فِيهَا] وَالاْعْتَذَارُ مِنْهَا، فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ، إِنْ أَشْنَقَلَهَا خَرَمَ، وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ، فَمُنِيَ النَّاسُـ لَعَمْرُ اللهِ ـ بِخَبْط وَشِمَاس، وَتَلَوُّن وَاعْتِرَاض.)ووصف ثالثهم (إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوْمِ، نَافِجَاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيله وَمُعْتَلَفِهِ، وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللهِ خَضْمَ الاِْبِل نِبْتَةَ الرَّبِيعِ، إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ، وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ، وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ ). فلم تعنون الخطبة بذم مغتصبي الخلافة بينما نجد العكس من الخطب التي تعرض بها الامام علي عليه السلام الى اصحابه او اهل العراق فعنونت وبكل صراحة ذم اصحابه او اهل العراق ولو تمعنا فيها جيدا نراها توبيخ اكثر مما هي ذم حتى ان العنوان الثاني لخطبة الذم هو (وفيها يوبّخهم على ترك القتال، والنصر يكاد يتمّ، ثم تكذيبهم له) .
اما عندما يتحدث امير المؤمنين عليه السلام عن بني امية او معاوية او ابن العاص وغيرهم من هذه الشلة تعنون الخطبة او الكلام بعبارة ( في كلام له لمعاوية او لعمرو ابن العاص في حين لو اطلعنا على الكلام لنجده كله ذم لهؤلاء الطلقاء فمثلا كلام لامير المؤمنين (ع) موجه الى مروان (لاَ حَاجَةَ لِي في بَيْعَتِهِ! إِنِّهَا كَفٌّ يَهُودِيَّةٌ، لَوْ بَايَعَنِي بِيَدِهِ لَغَدَرَ بِسُبَّتِهِ .أَمَا إِنَّ لَهُ إِمْرَةً كَلَعْقَةِ الْكَلْبِ أَنْفَهُ، وَهُوَ أَبُو الاَْكُبُشِ الاَْرْبَعَةِ، وَسَتَلْقَى الاُْمَّة مِنْهُ وَمِنْ وَلَدِهِ يَوْمَاً أَحْمَرَ!)
وكلامه لمعاوية (وَلَكِنْ كُلُّ غَدْرَة فَجْرَةٌ، وَكُلُّ فَجْرَة كَفْرَةٌ، وَلِكُلِّ غَادِر لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.وَاللهِ مَا أَُسْتَغْفَلُ بالْمَكِيدَةِ، وَلاَ أُسْتَغْمَزُ بالشَّدِيدَةِ) ،
واما ابن النابغة فقال فيه (إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ، وَيَقْطَعُ الاِْلَّ; فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِر وَآمِر هُوَ! مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقَوْمَ سُبَّتَهُ ).
اما الاشعث فيقول له الامام عليه السلام (عَلَيْكَ لَعْنَةُ اللهِ وَلَعْنَةُ اللاَّعِنِينَ! حَائِكٌ ابْنُ حَائِك! مُنَافِقٌ ابْنُ كُافِر!) وهذا الكلام عنونوه في الكتاب نهج البلاغة تحت (ماقاله للاشعث بن قيس وهو على منبر الكوفة يخطب )
لا اعلم كيف يكون الذم ان لم يكن هذا الكلام ذم لهم ؟!!
ومن جهة اخرى هنالك كلام للامام عليه السلام هو مدح بحق الكوفة مثلا لم تعنون انه مدح الكوفة بل اكتفوا بذكر الكوفة وكلامه هو (كَأَنَّي بِكِ يَاكُوفَةُ تُمَدِّينَ مَدَّ الاَْدَيمِ الْعُكَاظِيِّ، تُعْرَكِينَ بِالنَّوَازِلِ، وَتُرْكَبِينَ بِالزَّلاَزِلِ، وَإِنَّي لاََعْلَمُ أَنَّهُ مَاأَرَادَ بِكِ جَبَّارٌ سُوءاً إِلاَّ ابْتَلاَهُ اللهُ بِشَاغِل، وَرَمَاهُ بِقَاتِل!)
وله كلام رائع بحق اصحابه واصحاب ابن عمه (ص) جاءت بعنوان (يصف أصحاب رسول الله ) ونص كلامه هو (وَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله)، نَقْتُلُ آبَاءَنا وَأَبْنَاءَنَا وَإخْوَانَنا وَأَعْمَامَنَا، مَا يَزِيدُنَا ذلِكَ إلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً، وَمُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ، وَصَبْراً عَلى مَضَضِ الاْلَمِ، وَجِدّاً عَلى جِهَادِ الْعَدُوِّ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَالاْخَرُ مِنْ عَدُوِّنا يَتَصَاوَلاَنِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ، يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا، أيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ المَنُونِ، فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا، ومَرَّةً لِعَدُوِّنا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصرَ، حَتَّى اسْتَقَرَّ الاِْسْلاَمُ مُلْقِياً جِرَانَهُ وَمُتَبَوِّئاً أَوْطَانَهُ، وَلَعَمْرِي لَوْ كُنَّا نَأْتِي مَا أَتَيْتُمْ، مَا قَامَ لِلدِّينِ عَمُودٌ، وَلاَ اخْضَرَّ لِلاِيمَانِ عُودٌ، وَأَيْمُ اللهِ لَتَحْتَلِبُنَّهَا دَماً، وَلَتُتْبِعُنَّهَا نَدَماً)، كيف يكون المدح ولماذا لم تعنون بالمدح عكس غيرها من المعنونة بالذم لاصحابه .
وهذه خطبة له مع عنوانها انقلها ومن ثم اعقب
( بعد فراغه من حرب الجمل، في ذم النساء)
(مَعَاشِرَ النَّاسِ، إِنَّ النِّسَاءَ نَوَاقِصُ الاِْيمَانِ، نَوَاقِصُ الْحُظُوظِ، نَوَاقِصُ الْعُقُولِ: فَأَمَّا نُقْصَانُ إِيمَانِهِنَّ فَقُعُودُهُنَّ عَنِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ فِي أَيَّامِ حَيْضِهِنَّ، وَأَمَّا نُقْصَانُ عُقُولِهِنَّ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ مِنْهُنّ كَشَهَادَةِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ، وَأَمَّا نُقْصَانُ حُظُوظِهِنَّ فَمَوَارِيثُهُنَّ عَلَى الاَْنْصَافِ مِنْ مَوارِيثِ الرِّجَالِِ) .
وهذه الطامة الكبرى في هذه الخطبة فلو كان كما ادعى من عنوان هذه الخطبة حقا فان هذا يعني هو ذم التشريع الاسلامي القراني المحمدي اليس الحيض والمواريث والشهادة تشريع الهي ؟! .
انا لي وجهة نظر وطرح راي وليس بالضرورة انا محق بل انا مستفسر ومستفهم عن ما اجهله والعذر لكل القراء قاطبة