الجامعة مؤسسة تفرض وجودها الفاعل على سائر المؤسسات التابعة للدولة لما لها من دور في تخريج القادة والمسؤولين وتوفير مناخ خصب للطلبة الساعين لضمان مستقبل أفضل.
عن جامعة كربلاء ومدى حضورها على الساحة العلمية والمعرفية كان لموقع نون حوار شامل مع رئيسها الدكتور حسن عودة الغانمي الذي أجاب عن معظم الأسئلة التي طرحناها عليه بردود فيها الكثير من المعرفة والوضوح والقليل من الضيق والتحفظ.
س/ مع تخرج دورة العراق الجديد هل ما تزال جامعة كربلاء جامعة فتية أم أنها تجاوزت هذا الوصف ؟
ج/ جامعة كربلاء نعم هي حديثة العهد فقد تاسست عام 2002 م لكن الجامعة من ناحية بعض كلياتها تبدو اكثر عراقة فكلية الادارة والاقتصاد تأسست عام 1996 م تبعتها كلية التربية باقسامها ...الى ان بلغت تدريجيا ثماني كليات ثم استحدثت الجامعة اخيرا ثلاثة كليات جديدة هي كلية التربية الرياضية وكلية العلوم الاسلامية وكلية البيطرة ويمكن الاستدلال على شيء من عراقة جامعة كربلاء من خلال التوئمة التي ترتبط بينها وبين جامعة سيلي البريطانية فقد اتفقنا على تبادل الخبرات والزيارات على مستوى الاساتذة بل حتى على مستوى الطلبة من مختلف التخصصات العلمية والانسانية وابتداء من منتصف هذا الشهر سنشرع بزيارة الغرض منها الاطلاع على المرافق العملية والعلمية للجامعة المذكورة بغية نقلها الى جامعة كربلاء وحاليا يتواجد مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية في لندن لاستكمال الاجراءات اللازمة بهذا الصدد وبالتنسيق مع سفارتنا هناك .
س/ هل ان فتح دراسات عليا في جامعة كربلاء جاء نتيجة وجود طاقم تدريسي مؤهل وبنايات كافية ام انه ليس اكثر من هوس او غيرة من بعض الجامعات الاخرى؟
ج/ ان مسالة استحداث اقسام للدراسات العليا من عدمها تقررها لجنة خاصة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولا دخل للجامعة باقرار امر كهذا وقد ارتأت اللجنة الوزارية الموافقة على افتتاح اقسام للدراسات العليا اخذا بنظر الاعتبار توفر الكادر العلمي الكفء وبالمناسبة فاننا في كلية القانون قمنا بفتح قسم للدكتوراه رغم ان ذلك يخالف تعليمات الوزارة التي تنص على ضرورة ان تخرج الكلية المعنية دورتين من طلبة الماجستير قبل ان تشرع بفتح قسم لدراسة الدكتوراه ولم يتم تحقيق مثل هذا الامر الا بفضل وجود طاقم تدريسي مؤهل ويمتاز بدرجة عالية من الجودة والكفاءة .
س/ احصائيات وزارة الداخلية والمفوضية العليا للنزاهة تذكر ارقاما مخيفة بخصوص تزوير الشهادات الجامعية وما فوقها .. ما دور الجامعات ومنها جامعة كربلاء في الحد من هذه الظاهرة المؤسفة ؟
ج/ حدثت هذه الظاهرة في بداية تأسيس الدولة ..بعد السقوط... وكربلاء تعد اقل الجامعات تعرضا لهذه الظاهرة ذلك أنها تعتمد على عدة إجراءات قانونية دقيقة من ذلك الانتقال المباشر إلى الدوائر ذات العلاقة والوقوف على صحة ودقة الشهادات والوثائق الرسمية وليس الاكتفاء بإرسال الكتب الرسمية ومنها ما يعرف بصحة الصدور واعتقد ان اجراءات من هذا النوع قد تؤدي إلى الحد من حالات التزوير والتي لاننكر وجودها بنسبة ما.
س/ هل هناك افكار من شانها تطبيق معايير الجودة العالمية في جامعة كربلاء كاستحداث نظام شهادة الكفاءة الجامعية المعمول به في بعض دول الجوار وغيرها وماذا عن العمل من اجل استقدام الكفاءات الوطنية؟
ج/ الجامعات العراقية بصدد تطبيق آلية شهادة الآيزو ولكن آلية التطبيق بشكل شمولي تسير على نحو متعثر لعدم وجود المستلزمات الضرورية , العراق بينه وبين العالم فجوة هائلة , العراق لم يكن واقفا والعالم يتقدم بل كان العراق يتراجع والعالم يتقدم وبقدر ما يتعلق الأمر بجامعة كربلاء فقد قمنا بتنفيذ خطوات متسارعة لغرض ربط جامعتنا بالجامعات العالمية المرموقة على مستوى تهيئة المستلزمات البشرية الضرورية لانه وبصراحة .. المادة الخام بمعنى وجود المورد البشري ذي الكفاءة العالية موجودة ولكن نشكو من عدم وجود المستلزمات الأخرى وكما تعرفون فقد جاء في الفترة الأخيرة طبيبان أمريكيان من اصل عراقي الى مدينة كربلاء وأقاما ورش عمل في مستشفى الحسين وعبروا عن رغبتهم بمساعدة كلية الطب في جامعة كربلاء لكنهم اشترطوا وجود مستلزمات فنية غير متوفرة حاليا كما ان هناك الكثير من الكفاءات العراقية تتمنى العودة الى البلاد لكنها تخشى من عوامل الإخفاق وبحسب اعتقادي فان التحسن في الوضع الامني سيقود حتما الى التقدم المهني بخاصة وان رئيس الوزراء نوري المالكي وعد بان يكون عام 2008م عاما للاستثمار والتهيئة لاستعادة الكفاءات المهاجرة.
س/ استقلالية الجامعات وعدم انضوائها تحت لافتة سياسية او حزبية مطلب رسمي وشعبي ما مدى تحقق هذا الطلب المشروع في جامعة كربلاء ؟
ج/ لدينا انتماء للوطن وليس لدينا انتماء الى اية جهة حزبية او سياسية مع احترامنا لكل الجهات لاننا من ابناء هذا الوطن ,القرار الجامعي يجب ان يكون مستقلا ومهنيا وجامعة كربلاء كانت وماتزال جامعة مستقلة وانت عندما تتجول في اروقة الجامعة لن تجد شيئا يشير الى وجود أي لافتة تشير الى حزب او تيار سياسي وحتى سور الجامعة الخارجي هو في منأى عن هذه التوجهات وهذا احد الادلة على استقلالية جامعة كربلاء
س/ التخصيصات المالية المرصودة من قبل الحكومة هل تكفي لجامعة كربلاء ؟
ج / المسالة لا تتوقف على المال وحده المسالة تتوقف على الادارة بشكل رئيسي وبالنسبة لميزانية الجامعة فانها مصنفة الى عدة مستويات منها رواتب الموظفين ولقد استثمرنا الكثير من مرافق جامعة كربلاء القديمة ثم اننا لا نتوقع ان تكون التخصيصات المرصودة لجامعتنا مثل تخصيصات جامعات البلاد الكبرى الا اننا نطالب بالمزيد من الاموال نظرا لكوننا جامعات فتية والجامعات الاكثر تطورا في غنى عن المزيد من الاموال بالنظر لاحتوائها على مرافق اساسية لاتتوفر في جامعات اخرى كجامعتي كربلاء وبابل , ومن ناحية اخرى فان مجلس محافظة كربلاء كان قد رصد لحساب الجامعة الا ان اجراءات الصرف المعقدة والخوف من موضوع هدر المال العام وقف حائلا دون وصول تلك الاموال للجامعة حتى الان .
س/ هل ان صلاحيات رئيس الجامعة هذا العام مثل او افضل من الاعوام السابقة ام ان هناك تحديدا لصلاحيات رؤساء الجامعات ؟
ج/ اولا وقبل كل شيء على رئيس الجامعة ان يكون ملما بالقانون لكي لا يقع في المحذور عند ممارسته لصلاحياته وان يراعي التعليمات جيدا رغم انه وكما تعرفون فان الدول المتقدة استغنت عن وجود وزارة للتعليم العالي والبحث العلمي واكتفت بتشكيل هيئة مستقلة تعنى بالهم العلمي والمعرفي.
س/ ماذا عن هموم طلبة الاقسام الداخلية هل ما تزال هذه الاقسام تشكو من سوء اوضاعها الحياتية ؟
ج/ قمنا بتلبية اكثر احتياجات الطلبة بخاصة الاناث ولكن لان الاقسام الداخلية تقع حاليا في فنادق اهلية وفي اماكن متفرقة كما ان مطالبة اصحاب الفنادق باجور عالية جعل الامر اكثر صعوبة على ابنائنا الطلبة الا ان العام الدراسي المقبل سيشهد الانتقال الى بنايات الاقسام الداخلية في موقع الجامعة الجديد شرق المدينة , وبالمناسبة فاننا استكملنا بناء النادي الطلابي وبنايات كليات القانون والادارة والاقتصاد وغيرها في ذلك الموقع .
س / ماذا عن مقترحات دعم الطلبة ماديا هل ما تزال تراوح في مكانها؟
ج / الدعم موجود لطلبة الدراسات العليا وكما تعرفون فان طالب الماجستير مثلا يتقاضى 50 الف دينار شهريا ومن المؤمل ان يتضاعف هذا الرقم مستقبلا ام عن طلبة البكالوريوس فان اعدادهم الكبيرة ما تزال تشكل عائقا امام محاولات الدعم المادي .
س/ تحدثنا طويلا عن طلبة الدراسات الصباحية ونريد ان ننهي اللقاء بالحديث عن معاناة طلبة الدراسات المسائية سيما مع وجود شكاوى كثيرة من قبل هذه الشريحة من ناحية قلة الاهتمام وانعدام الامتيازات ؟
رغم ان طبيعة الدراسات المسائية هي طبيعة خاصة الا اننا جادون بدعم الطلبة في هذا الموقع ايضا وكما تعلمون فان الاجر الذي نتقاضاه من الطالب المسائي هو اجر رمزي حتى بالقياس الى الدول العربية المجاورة ومع ذلك فاننا عازمون على الابقاء على هذا المستوى حيث حددنا الاجور ب300 الف دينار سنويا بالنسبة لطلبة الفروع الانسانية وب 400 الف دينار بالنسبة لطلبة الفروع العلمية .
أجرى الحوار : لطيف القصاب
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته