افتتح في بغداد يوم السبت وسط اجراءات أمنية مشددة شارع ابو نواس الذي يعد احد المعالم السياحية لمدينة بغداد بعد انتهاء حملة إعادة اعماره.
وانتشرت قوات أمن عراقية مكثفة من الجيش والشرطة والقوات الامريكية لحماية مراسم الافتتاح الذي حضره قائد قوات عملية فرض القانون والامن الفريق عبود قنبر وعدد آخر من المسؤولين الحكوميين والعسكريين وعشرات من المدنيين وعدد محدود من أفراد العائلات العراقية.
وقال قنبر إن إعادة افتتاح شارع ابو نواس \"والذي (كانت) تتباهى به بغداد سابقا والذي يحمل عبق التاريخ وعنفوان دجلة وطيبة قلب العراقيين.. يعد واحدة من النتاجات والدلالات المشرقة لخطة فرض القانون.\"
وأضاف \"اليوم شارع ابو نواس وغدا سنحتفل بافتتاح جسر الصرافية ونفقأ عين الارهاب ونعيد الحياة لجسر التاجي كما أعدنا هذا اليوم الحياة لجسر ديالى.. وسنبني المدارس ونفتح الكليات والجامعات وستبقى بغداد عصية على الاعداء.\"
وتابع \"لاتزال أمامنا الكثير من التحديات والصعاب واننا ندرك ان العدو لن يلقي سلاحه بالسهولة التي يتصورها البعض الا اننا عازمون على دحره وبشكل كامل.\"
يقع شارع ابو نواس وسط مدينة بغداد وعلى ساحل نهر دجلة الشرقي وكان الشارع يعتبر قبلة لكثير من العراقيين الذي اعتادوا القدوم اليه من اماكن متفرقة من مدينة بغداد وباقي المحافظات العراقية.
وتنتشر على طول الشارع العديد من المقاهي والمطاعم الشعبية التي اعتادت تقديم وجبة عراقية للسمك المشوي ويطلق عليه في العراق اسم ( السمك المسكوف) والتي اصبحت علامة تجارية لهذا الشارع.
وبعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 قامت القوات الامريكية بوقف حركة مرور السيارات في الشارع وانتشرت على طوله الكتل الخرسانية العالية لحماية بعض الاماكن والفنادق الموجودة به وهو ما سبب حالة من الارتباك الشديد لحركة المرور في مدينة بغداد.
ووعدت السلطات العراقية قبل ايام بفتح عشرة شوارع في مدينة بغداد هذا الشهر من مجموع مايقرب من ثمانين شارعا مازالت مغلقة لدواع امنية.
وقامت أمانة بغداد تحت اشراف القوات الامريكية بتخصيص مبلغ مليوني دولار امريكي لاعادة اعمار الشارع بعد ان تعرض للاهمال وخاصة بعد عام 2003 .
وتم توزيع مبالغ مالية لاصحاب المطاعم للمساعدة في حملة اعادة اعمار الشارع التي استغرقت مايقرب من ستة اشهر.
وتسعى السلطات العراقية الى اعادة الحياة الى بعض مناطق ومعالم مدينة بغداد التي دمرتها العمليات المسلحة التي شهدتها المدينة خلال السنوات القليلة الماضية مستغلة تحسن الوضع الامني بشكل ملحوط في العاصمة.
ورغم انحسار العمليات المسلحة في بغداد وتحسن الوضع الامني الا ان المدينة مازالت تشهد عمليات مسلحة بين الحين والاخر.
وكانت مدينة بغداد شهدت يوم الجمعة انفجارا داميا وقع على بعد بضع مئات من الامتار في منطقة سوق الغزل اوقع ثلاثة عشر قتيلا وسبعة وخمسين جريحا.
ولم يمنع انفجار يوم الجمعة والاجراءات الامنية المشددة واغلاق الشارع امام حركة السيارات وتفتيش الاشخاص بشكل دقيق بعض العراقيين من حضور مهرجان الافتتاح.
وقالت رجاء محمود وهي ربة منزل كانت تجلس مع زوجها واولادها على مسافة من مكان الاحتفال \"رغم التحسن الامني بس لازال الخوف بداخلنا ومازلت اشعر بالخوف..انا الان اتوقع ان يحدث انفجار في اي لحظة.. الارهابيون يستهدفون مثل هذه التجمعات.. وادعو الله الا يحدث هذا الان.\"
واضافت \"هذه اول مرة مرة اخرج فيها مع العائلة الى مكان عام منذ اربع سنوات.. دائما اشعر بالخوف بسبب الانفجارات.. وادعو الله ان اتخلص من هذا الاحساس.\"
وقال الحاج علي مهدي وهو صاحب مطعم في الشارع انتهى قبل ايام من اعادة ترميمه بعد تعرضه للاهمال بسبب عزوف الناس لفترة طويلة عن ارتياد الشارع \" المطعم الان جاهز لاستقبال الزبائن.\"
واضاف وهو يعد وجبة من السمك المسكوف لاحد الطلبات الخارجية \" عندي احساس قوي وكبير ان الشارع سيعود كما كان واحسن.. وان حال مدينة بغداد سيتغير نحو الاحسن بشكل كبير
أقرأ ايضاً
- شوارع فارغة وقوات أمنية تحرس المدينة.. مشاهد من مدينة الحلة في آخر يوم من التعداد (تقرير مصور)
- وزيرا الدفاع والداخلية يبحثان الخطة الأمنية الخاصة بالتعداد السكاني وحظر التجوال
- أمطار في وسط وشمال العراق مطلع الاسبوع المقبل