رغم أن كثيراً من البيئيين والاقتصاديين يرون أن إنشاء فندق \"صديق للبيئة\" بشكل كامل من رابع المستحيلات، إلا أن مجموعة فنادق إنتركونتيننتال تتدعي أنها ترفض الاستسلام لهذا الرأي، وأعلنت بأنها قررت إطلاق نموذج، لما يمكن أن يُعد أول فندق صديق للبيئة، إن تحقق بالفعل.
ويتميز نموذج الفندق، الذي ابتكرته مجموعة الفنادق العالمية، بأنه يعتمد في تشغيله على الموارد الطبيعية، في مقدمتها الشمس والرياح لتوليد الطاقة الكهربائية، واستخدام مياه الأمطار في ري المساحات الخضراء وفي بعض أعمال الغسيل، فضلاً عن أن جميع محتوياته تم تصنيعها من مكونات لا تشكل أية مخاطر على البيئة، وفقاً لبيان صدر عن المكتب الإقليمي للمجموعة الفندقية في دبي، حصلت CNN بالعربية على نسخة منه.
وانطلاقاً من مسؤوليته الاجتماعية، يُرسي هذا النموذج من الفنادق الصديقة للبيئة نظاماً، ربما يكون غير مسبوقاً بهذا القطاع إن تحقق بالفعل، يقوم على تجميع \"الصالح\" مما يتبقى من الأطعمة، وإرسالها إلى المؤسسات الخيرية، أو المنظمات غير الربحية، التي تعمل على تقديم المساعدات الغذائية في المجتمع المحلي.
ويتضمن تصميم الفندق وضع كمية من ألواح الطاقة الشمسية على السطح لاستخدامها في تسخين المياه، بالإضافة إلى وضع عدد من التوربينات المستخدمة في توليد الكهرباء من طاقة الرياح في المنطقة المحيطة بالفندق، فضلاً عن تجهيز حديقة غنية بالشجيرات على السطح لتلطيف الجو صيفاً، والحفاظ على المبنى دافئاً في الشتاء.
كما يعتمد الفندق في تصميمه الإنشائي على استخدام نوافذ زجاجية أُعيد تدويرها، كما أن جميع قطع الأثاث والتجهيزات الداخلية مصنوعة من مواد مُعاد تدويرها أيضاً، بالإضافة إلى استخدام النفايات المنزلية كـ\"وقود بيولوجي\" لتوليد الطاقة الحرارية، وفقاً للبيان.
وعن هذا النموذج، الذي يوصف بأنه \"أول فندق صديق للبيئة بنسبة 100 في المائة\"، قال مسؤولون بمجموعة إنتركونتيننتال، إنه يمكن تعميم استخدام الأنظمة المستخدمة بهذا النموذج، كـ\"أنظمة قياسية\" في جميع فنادق المجموعة خلال السنوات القادمة.
ومن الميزات الأخرى الصديقة للبيئة في الفندق، وجود أنظمة لتحسين نوعية الهواء، وتحسين التنوّع البيولوجي، والاستفادة من المياه الناتجة عن الترسّبات، كما سيتم وضع لافتات مصنوعة من الأحجار الطبيعية عند مدخل الفندق وفي الحدائق، بدلاً من اللافتات البلاستيكية أو المعدنية التقليدية.
ولا يقتصر تطبيق الأنظمة الصديقة للبيئة على الأجزاء الخارجية، بل تمتد إلى داخل الفندق، فقد تم استخدام دهانات لا تنبعث عنها أية غازات ضارة بالبيئة، كما أن جميع الأعمال الفنية الموجودة في الفندق أنتجها فنانون محليون.
حتى في غرف النوم، جميع التجهيزات، من قطع أثاث وغيرها وحتى المناشف، مصنعة من مواد أُعيد تدويرها.
أما الفراش والسجاد فمصنوع غالباً من أنسجة طبيعية مثل شعر الحصان، كما أن الحمّامات تم تزويدها بتجهيزات خاصة للتقليل من استهلاك المياه.
أقرأ ايضاً
- "ظاهرة غريبة" تؤخر البرودة والأمطار في العراق
- صندوق المناخ الأخضر يوافق على أول مشروع مائي مقاوم للمناخ في العراق
- السيد السيستاني يحدد غرة شهر جمادى الأولى لعام 1446 للهجرة