كشفت العتبة الحسينية المقدسة عن نجاح سعيها في توفير الدعم اللازم لعلاج مرضى السرطان الذي تعد تكاليفه باهظة جدا في الداخل عبر الفرق التطوعية في مؤسسة وارث الخيرية للصحة العامة المكلفة بالتوعية وتقديم الدعم النفسي واستقطاب الداعمين، وكذلك في الخارج من خلال الذهاب الى تأسيس نواة الفرق التطوعية خارج العراق، وخصوصا في لندن واسس فريق تطوعي مكون من مجموعة من الخيرين والمهتمين واصحاب الشهادات العليا والكفاءات العلمية المتواجدين في بريطانيا ولنا تواصل معهم من أجل الاسراع في تحقيق اهداف المؤسسة.
واوضح الاستشاري في مؤسسة وارث الخيرية للصحة العامة الدكتور "تحسين العطار" في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" وارث الخيرية هي مؤسسة مجتمع مدني غير ربحية مستقلة ومسجلة لدى دائرة المنظمات غير الحكومية التابعة للامانة العامة لمجلس الوزراء تسعى الى استنهاض القدرات المجتمعية من اجل المشاركة في دعم مرضى السرطان الذي يعد من الامراض المتعبة والمهلكة اقتصاديا للعائلات التي يصاب احد افرادها بهذا المرض، لذلك لابد ان تكون هناك مساهمة وسعي وتكافل مجتمعي من اجل مساعدة مرضى السرطان من اجل تخطي رحلة العلاج والوصول الى مرحلة الشفاء التام، وتأسست المؤسسة قبل سبعة اشهر، وكان باكورة عملها الاهتمام بالبناء المؤسسي لها عبر اعداد نظام داخلي ورسم سياسات في ادارة الموارد البشرية واقامة الشراكات مع المؤسسات الاخرى، وانطلق عملها بعد شهرين من تأسيسها، وركزنا في المرحلة الاولى على عملية التوعية والتعريف بالمؤسسة لدى الجمهور وفئات مختلفة مستهدفة من المجتمع، ومنها زيارات الى المجالس الثقافية في محافظة بابل للتعريف بالمؤسسة ورؤيتها ورسالتها واهدافها ووسائل وكيفية تحقيق الاهداف".
واضاف العطار ان" هذه المؤسسة جاءت لتلبية رغبة موجودة لدى جمهور المجتمع في ايجاد فسحة لعمل الخير، وبناءً على هذه الطلبات وجدت مؤسسة وارث الخيرية للصحة العامة، وعملنا جاهدين على تأسيس شراكات مع المؤسسات الصحية المعنية، فكانت لنا شراكة مع هيئة الصحة والتعليم الطبي المكونة من (14) مؤسسات صحية، وفي طليعتها الشراكة مع مؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام، من اجل ان نكون لها داعمين كذراع خيرية ورافعة لهذه المؤسسة لتقديم خدماتها بشكل اكثر مساحة تشمل فيها المرضى لتقديم الخدمات الطبية المجانية"، لا سيما ان" هناك مبادرات علاج مجانية تطلقها العتبة الحسينية المقدسة في المناسبات الدينية بين الحين والآخر بدعوة الجمهور والناس الى مراجعة جميع مؤسسات هيئة الصحة والتعليم الطبي لتلقي العلاج مجانا وتستمر من عشرة الى اربعين يوما او سنة كاملة مثل مبادرة العلاج في مستشفى الثقلين لعلاج السرطان واكاديمية الثقلين للتوحد في البصرة، مضافا لها العلاج المجاني الثابت لمرضى السرطان من الاطفال دون سن (15) عاما في جميع مؤسسات العتبة المقدسة المختصة، ونسعى لتكوين شراكات مع مستشفيات ومؤسسات تعنى بمرض السرطان، لتحشيد تلك المؤسسات المهتمة والتي تعمل بنفس البيئة التي نعمل بها لتكون جاهزة لدعم مرضى السرطان، ونسعى في المؤسسة بعد مدة تتراوح من (8 ــ 10) سنوات الى ان تكون جميع المؤسسات الصحية في هيئة الصحة والتعليم الطبي جاهزة لتقديم العلاج لمرضى السرطان بشكل مجاني".
وبين ان" مرض السرطان ليس مرضا ينخر بجسد المريض فقط، انما هو مرض ينخر بجسد العائلة التي دخلها متوسط والتي تصل في مرحلة ما من الشروع بعلاج مريضها مع الكلف العلاجية الباهظة التي تصل احيانا الى (150) الف دولار اميركي الى الهبوط من المتوسط الى ما دون خط الفقر بعد اضطرارها الى بيع بيتها أو سيارتها او ما تملك، واحيانا يصل الى مرحلة عدم امكانية اتمام سلسة العلاج، ونسعى لتوفير الموثوقية في تلبية رغبات المتبرع او الداعم لمرضى السرطان لان الداعمين يريدون الاطمئنان ان الاموال التي يتبرعون بها ستذهب لمستحقيها والهدف الذي تبرعوا من اجله، وفعلنا ذلك عبر ايجاد آلية وشفافية رصينة يطلع فيها الداعم او المتبرع على منافذ انفاق امواله، بل نذهب اكثر من ذلك بتفصيل ما استخدمت فيه مثل شراء علاج او كلفة مختبر للمريض الذي تمت معالجته، كما يمكن للمتبرع ان يلتقي بالمريض الذي تبرع بامواله لعلاجه لزرع الثقة في نفوس المتبرعين بشكل كبير".
وتابع بالقول ان" المؤسسة اعتمدت منافذ متعددة للتبرع ولا يقتصر الامر على حساب مصرفي واحد فقط، واعتمدنا منافذ عدد من شركات الدفع الالكتروني ومنها شركات "كي كارد"، وتبادل، والقاصة، وغيرها من الشركات، ووضعت للمؤسسة فيها حسابات يستطيع المتبرع من خلالها ايصال ما يريد من اموال لدعم مرضى السرطان، بغض النظر عن مكان اقامته سواء كان داخل او خارج العراق، كما افتتحت المؤسسة محفظة "زين كاش"، وكان لها وجود واضح على تطبيق "كي كارد" على الهواتف النقالة عبر ايقونة خاصة للمؤسسة، والدخول عليها يوصل
المتبرع الى مجموعة من الحزم والوحدات محددة بكلف تبدأ من الف دينار وتنتهي بمليوني دينار، ومعنونة الى ابواب الانفاق مثل الصدقة لدعم مرضى السرطان او حزمة مشخصة لعلاج رحلة سرطان، وحزمة خصصت لدفع كلف المختبر او لتسديد فواتير كلف الادوية، او لعلاج جلسة كيمياوي وغيرها، وجميعها تترك للداعم والمتبرع الاختيار في دفع الاموال بطريقة سهلة وسلسلة ومنوعة والتعرف الى الطريق الذي ستسلكه امواله المتبرع بها، وبما ان المؤسسة مبنية على اساس الجهد والمقدرات المجتمعية، لذلك شرعنا في تأسيس فرق تطوعية عدة، منها في كربلاء المقدسة، والآخر في العاصمة بغداد وباشرت بتنفيذ البرامج التي تكفلنا بالعمل عليها في المؤسسة واولها برنامج دعم مرضى السرطان من خلال ايجاد الداعمين لهم عبر اجراء لقاءات مع شرائح مختلفة من المجتمع، وكذلك تنفيذ الفرق التطوعية لبرنامجي التوعية الصحية والدعم النفسي، وذهبنا اكثر من ذلك عبر تأسيس نواة لفرق تطوعية خارج العراق، وخصوصا في العاصمة البريطانية لندن، حيث قمنا بتأسيس فريق تطوعي من مجموعة من مجموعة من الخيرين والمهتمين واصحاب الشهادات العليا والكفاءات العلمية المتواجدين في بريطانيا ولنا تواصل معهم من أجل الاسراع في تحقيق اهداف المؤسسة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- الكربلائي اول متبرع لمرضى السرطان.. خطط العتبة الحسينية الاستراتيجية انشاء (25) مستشفى في عموم العراق
- العتبة الحسينية تطلق مشروعا وطنيا عابرا للطوائف والحدود لعلاج مرضى السرطان والكشف عنه
- قدمت لهم (550) الف وجبة طعام :العتبة الحسينية تأوي (8300) وافد من العائلات اللبنانية في كربلاء المقدسة