يتسارع التوسع العمراني في العاصمة بغداد بشكل غير مسبوق، إذ استبدلت البساتين والحدائق الخضراء بأبراج خرسانية، من دون اعتبار للمخاطر البيئية، الأمر الذي فاقم نسبة التلوث في العراق حتى أصبح يتصدر دول العالم بذلك.
إذ كشف عضو مجلس محافظة بغداد مثنى العزاوي، عن خروقات وتجاوزات على التصميم الاساس للعاصمة، ممرجحا استجواب أمين بغداد.
ومنذ أشهر تعاني أجواء العاصمة بغداد من انتشار رائحة الكبريت، إلا أنها إزدادت بشكل ملحوض خلال الأسابيع الماضية، مما أثار شكاوى السكان من تأثيره على جودة الهواء وصحتهم، مطالبين الجهات الحكومية بالتدخل العاجل لإيجاد حلول للحد من الانبعاثات الملوثة وتحسين جودة الهواء.
وقال العزاوي في تصريح صحافي، إن "ظاهرة التجاوزارت على المساحات الخضراء والمخصصة وفق التصميم الاساسي لمحافظة بغداد بات ظاهرة معتادة في في اغلب مدن وأحياء العاصمة، خاصة ان اغلب تلك التجاوزات لديها اجازات استثمار من قبل امانة بغداد وهذا الأمر يشكل تجاوزا على التصميم الأساسي للمحافظة".
وأضاف أن "استغلال تلك المساحات باتت تؤثر بشكل وآخر على الاحياء السكنية وحرمانها من التمتع بتلك المساحات للترفيه".
وأشار إلى أن "المجلس يقوم حاليا بحصر تلك التجاوزات ورفعها لامانة بغداد بهدف إزالتها وبعكسه سيتم استجواب في مجلس امين بغداد في مجلس المحافظة لكونها تشكل تجاوزا على خارطة التصميم الاساسي للعاصمة".
وأدى تزايد النشاط العمراني على حساب المساحات الخضراء في العراق إلى اختفاء أراضٍ زراعية وتحويلها إلى سكنية وتجارية، ما انعكس سلباً على البيئة وازداد من تلوث الهواء والتغير المناخي.
وأقر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في 15 تشرين الأول الجاري، بالممارسات الحكومية الخاطئة في التعامل مع التلوث، كاشفا عن إجراءات شاملة لمواجهة التلوث وتحسين البيئة في العاصمة بغداد.
وحددت وزارة البيئة، في 13 تشرين الأول الجاري، أماكن بؤر التلوث في العاصمة مؤكدة أنها تتمثل بمحطات توليد الطاقة الكهرباء والتي تستخدم الوقود الثقيل (النفط الأسود) مثل: محطة توليد الكهرباء في الدورة، ومعامل الاسفلت المؤكسد وغير المؤكسد، ومعامل الطابوق المنتشرة في حزام وضواحي بغداد، بالاضافة الى مواقع تراكم النفايات، والمطمر غير الصحي خصوصا مواقع معسكر الرشيد، والنهروان والنباعي، والتاجي بالإضافة الى ما تتعرض له من حرق عشوائي وخاصة أثناء الليل، كذلك كور الصهر غير القانونية والتي تنتشر بين الأحياء السكنية، والتي يصاحبها انبعاثات غازية ضارة.
ويحتاج العراق إلى زراعة أكثر من 15 مليار شجرة لتأمين غطاء نباتي يقضي على التصحر، فيما يرى مختصون أن إعادة إحياء وتأهيل الغابات وزراعة المساحات بهذه الأعداد من الأشجار خلال السنوات المقبلة يمكن أن يُعيد جزءاً من الهواء النقي إلى الأجواء العراقية، بعد تلوّثها بالنفايات الضارة من العوادم والمصانع وغيرها.
وكان موقع IQAir المتخصص بمراقبة جودة الهواء العالمية أفاد، في 12 تشرين الأول الجاري، بأن العاصمة العراقية بغداد تصدرت قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، مبينا أن مستويات التلوث ببغداد قد تجاوزت مدن مثل لاهور في باكستان، القاهرة في مصر، ودلهي في الهند، التي تشتهر بارتفاع نسب التلوث فيها.
ويضرب التغير المناخي العراق بقوة خلال الأعوام القليلة الماضية وبصورة غير معهودة، حيث يعد خامس الدول الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية العالمية وفق وزارة البيئة العراقية والأمم المتحدة.
ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جراء التصحر، كما أن أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50 في المائة وفق تصريحات رسمية.
ووفقاً لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة، فقد باتت مساحات الغابات في العراق لا تشكل سوى 8250 كيلومتراً مربعاً، أي ما نسبته 2% من إجمالي مساحة البلاد.
أقرأ ايضاً
- وزير الداخلية يبحث في طهران الزيارة الأربعينية وتأمين الحدود المشتركة
- نشاط الليل يخنق سكان بغداد.. البيئة: بعض مواقع الطمر وحرق النفايات أعادت نشاطها
- تعليق من أمانة بغداد عن رائحة الكبريت المنتشرة في سماء العاصمة