طوت أمس جبهة إسناد الحرب في غزة من لبنان عامها الأول الذي شهد منذ 17 أيلول/سبتمبر الماضي تصعيداً خطيراً. وأمس تمكن «حزب الله» من التصدي للتوغل البري للعدو وحافظ على وتيرة إطلاق الصواريخ ليس فقط على المستوطنات الشمالية بل على حيفا وطبريا وصفد وتل أبيب وأعاد التوازن لقيادة الحزب سياسياً وعسكرياً.
وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، تحريض اللبنانيين على «حزب الله» وادعى قدرة إسرائيل على اغتيال «خليفة خليفة» الأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي اغتالته تل أبيب في 27 سبتمبر/ أيلول الماضي. وقال نتنياهو، في كلمة متلفزة: «هذه رسالة إلى مواطني لبنان: هل تتذكرون الأيام التي كانت فيها بلادكم تسمى «لؤلؤة الشرق الأوسط؟ أنا أتذكرها». وتابع نتنياهو: «غادرت إسرائيل لبنان (تحت وطأة عمليات «حزب الله») قبل 25 عاما. لكن الدولة التي احتلت لبنان فعليا لم تكن إسرائيل، بل إيران»، على حد قوله. ودون ذكر أسماء، زعم نتنياهو أن إسرائيل قضت على الخليفة المحتمل لنصر الله، وهو هاشم صفي الدين، بل وخليفة خليفة نصر الله.
وفي عملية اعتبرها الإعلام العبري «حدثاً كبيراً في الشمال»، أعلن «حزب الله»، أمس الثلاثاء، تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة «اللبونة» في القطاع الغربي من جنوب لبنان، قائلاً إنه أجبرها على الانسحاب بعد إيقاعه قتلى وجرحى في صفوفها بقصفها مباشرة حيث شوهدت آلياتها وهي تحترق. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها «حزب الله»، محاولة توغل بري للجيش الإسرائيلي عبر تسلل من القطاع الغربي.
واستهدف «حزب الله»، مرابض مدفعية الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصلية صاروخية، وتجمعاً للجنود في محيط مستعمرة يرؤون وتجمعاً آخر في موقع البغدادي بسرب من المسيّرات الانقضاضية. وأعلن قصف مدينة حيفا والكريوت بصلية صاروخية كبيرة»، وصلت إلى 100 صاروخ وأنه «أمطر قوة للعدو بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية لدى تقدمها باتجاه منطقة اللبونة الحدودية».
وأورد الإعلام الإسرائيلي أن القصف العنيف من «حزب الله» على حيفا هو الأكبر منذ بدء الحرب وأدى الى سقوط 12 إصابة في تثبيت جديد لمعادلة الضاحية – حيفا.
وفي آخر حصيلة للمواجهات الدائرة في الجبهة الجنوبية اعترف جيش الاحتلال بإصابة 48 جندياً في مختلف جبهات القتال في الساعات الـ 24 الأخيرة، 30 منهم على جبهة لبنان، بينهم 7 أصيبوا بجروح خطيرة، وذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن عشرات الصواريخ تم رصد إطلاقها من جنوب لبنان في اتجاه الجليل بعد تقارير عن سقوط صواريخ وشظايا في نحو 150 موقعاً في منطقتي حيفا و»الكريوت» ما أدى إلى سقوط 12 إصابة وتدمير أحد المباني بالكامل وانتشار الهلع بين السكان.
وتساءل محللون في الإعلام العبري عما إذا نجحت حكومتهم في إمكانية إعادة عشرات الآلاف من النازحين الى الشمال فيما أضيف إلى ذلك إمكانية نزوح المزيد منهم من مدينة حيفا التي يسكنها حوالي مليون نسمة بعد تكرار قصفها يومياً من قبل «حزب الله».
في المقابل، ادعى جيش الاحتلال السيطرة على مجمع لـ»حزب الله» في مارون الراس وتدمير منازل أطلق منها «الحزب» صواريخ، ونشرت هيئة البث الإسرائيلية صوراً لرفع العلم الإسرائيلي في البلدة تبين لاحقاً أنها قد تعود الى الحرب في الجنوب عام 2006.
وفي ما يشبه الحرب النفسية ضد المقاومة زعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريح «أن «حزب الله» مكسور ويفتقر إلى قدرات الأوامر والسيطرة ولا يملك قدرات نارية كبيرة»، ورأى أنه «عندما ينقشع الدخان عن سماء لبنان ستدرك إيران أنها خسرت كنزها الثمين».
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أطلق «حزب الله» على إسرائيل نحو 100 صاروخ، في رشقة صاروخية هي الأكبر منذ بداية الحرب، وفق الإعلام العبري، وذلك تزامناً مع كلمة متلفزة لنائب الأمين العام لـ»حزب الله» نعيم قاسم الذي قال إن هذه الحرب مستمرة حتى يصرخ أحد الطرفين، ودعا الى وقف النار من خلال المفاوضات التي يجريها رئيس مجلس النواب نبيه بري في ثقة واضحة من الحزب لبري وتفويضه إدارة هذا الملف التفاوضي بالكامل.
وفي ظهور له هو الثاني في أسبوع أكد قاسم في كلمته المتلفزة أن إمكانيات «حزب الله» العسكرية «بخير» وإدارته «متماسكة وتم ملء كل الشواغر بها». وتوعد بالاستمرار في مواجهة إسرائيل طالما واصلت عدوانها، قائلاً: «إن تابع العدو حربه؛ فالميدان يحسم، ونحن أهل الميدان، ولن نستجدي حلاً».
القدس العربي
أقرأ ايضاً
- المرجع السيستاني يعزي بضحايا باكستان ويدين الهجوم الإرهابي على الابرياء
- الرئيس البيلاروسي: العالم على شفير حرب عالمية ثالثة
- المالكي: إصدار مذكرات اعتقال نتنياهو خطوة مهمة على طريق العدالة