ضمن الجهود الحثيثة المبذولة للتغلب على مشكلة الشح المائي في العراق، أعدت وزارة الموارد المائية خطة طموحة لتنفيذ مشاريع كبرى تهدف إلى توفير كميات كبيرة من المياه للبلاد، مؤكدة مضيها نحو تنفيذ مشروع واعد للري باعتماد الأنابيب بالتعاون مع دول الجوار.
وبحسب الخبراء، فإن انحسار مياه دجلة والفرات خلال الأعوام الماضية، يعود إلى سياسات دول المنبع التي قامت ببناء العديد من مشاريع السدود والاستصلاح الكبرى، دون التنسيق مع العراق الذي يعد دولة مصب، ما أثر في استحقاقاته التاريخية في النهرين اللذين تراجعت إيراداتهما في العراق إلى أقل من 30 بالمئة من معدلاتهما الطبيعية.
وقال الوزير عون ذياب عبد الله في تصريح لـ"الصباح": إن وزارته أعدت خطة طموحة لتنفيذ مشاريع كبرى تهدف إلى توفير كميات كبيرة من المياه، تتضمن مشاريع الري المغلق بالأنابيب والذي أكد أنه يحتاج إلى تخصيصات كبيرة، أسوة بمشروع تطوير (واسط – دجلة)، ويمتد على جانبي نهر دجلة ابتداءً من (الصويرة – الكوت) وبمساحة 560 ألف دونم. وأضاف أن المشاريع الأخرى تتضمن اعتماد التبطين باللحاف الخرساني، فضلاً عن زراعة أغلب الأراضي من خلال الأنظمة الحديثة بدلاً من الطرق القديمة المسرفة بالمياه، علاوة على زراعة مساحات كبيرة باستخدام التسوية الليزرية والتقنيات الحديثة.
وذكر عبد الله أنه تم في هذا السياق إنجاز البعض من المشاريع المشابهة، أسوة بمشروع الفاو الجنوبي، فيما لايزال العمل جاري بمشروع ناحية البحار ومركزها قرية الدورة في محافظة البصرة، والبالغة مساحته عشرة آلاف دونم.
وكشف في السياق ذاته، عن مضي وزارته بتنفيذ مشروع واعد للري باعتماد الأنابيب بالتعاون مع دول الجوار وهي تركيا وإيران من خلال استغلال إمكانياتها التقنية والفنية وتحتاج إلى تخصيصات مالية كبيرة يتحملها العراق، إضافة إلى السعي لإنجاز مشروع شبكة الري بالأنابيب على نهر الفرات في محافظة كربلاء المقدسة بمساحة عشرة آلاف دونم، والمساحة ذاتها في مناطق أخرى يتم تحديدها لاحقا.
وبشأن توجهات الوزارة المستقبلية لمجابهة الشحِّ المائي في البلاد، ذكر وزير الموارد أن من أولويات وزارته التوجه نحو تبطين الأنهر الكبيرة باللحاف الخرساني بأكملها، بهدف منع فقدان المياه بالرشح، مع الاستمرار بإزالة القصب والبردي بالطرق الميكانيكية فيها، كونها تستهلك كميات كبيرة من المياه كما تمنع جريان المياه بإنسيابية إلى ذنائب الجداول وإسالات المياه.
وتابع أن العمل جارٍ بهذا السياق من خلال المباشرة بتبطين شطي الدغارة في محافظة الديوانية، والدجيلة في محافظة واسط، إضافة إلى أنهر: المشرح في العمارة، ومهروت في ديالى، وجدول بني حسن في كربلاء المقدسة، مع الاستمرار بتنفيذ المشروع المذكور في محافظات أخرى عند توفر التخصيصات.
أقرأ ايضاً
- وزير المهجرين: 50 ألف لبناني دخلوا العراق عبر سوريا
- رئيس الجمهورية: العراق قدم خطوات كبيرة في مجال الخدمات والامن
- وزير الدفاع الإيراني يزور سوريا علی رأس وفد رفيع المستوی