كثيرة هي التساؤلات حول تداعيات الأحداث في لبنان وفلسطين على العراق، لاسيما بعد دخول الفصائل المسلحة العراقية على خط الأزمة باستهداف إسرائيل المحرك الأول لما يحدث في المنطقة.
وفي هذا الإطار، حذر القيادي في الإطار التنسيقي عصام شاكر، اليوم الأربعاء، من مخطط إرهابي جديد يهدف لخلق الفوضى في العراق.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ مساء الأحد الماضي، موجات من الغارات الجوية المكثفة في عملية أطلقت عليها اسم "سهم الشمال"، مستهدفة مناطق جنوب وشرق لبنان، التي تعد معاقل حزب الله، مخلفة حتى الآن أكثر من 558 شهيداً بالإضافة إلى 1835 مصابا في حصيلة مرشحة للارتفاع.
إذ قال شاكر، إنه "مع توتر الأحداث في الشرق الأوسط وتمادي الكيان الصهيوني في جرائمه ضد المدنيين في فلسطين ولبنان وسقوط آلاف الشهداء والجرحى تجري وبشكل غير معلن عملية إطلاق المزيد من عتاة الارهاب من سجون قسد في سوريا"، لافتا الى أن "أكثر من 1000 ارهابي تم إطلاق سراحهم خلال شهري آب وأيلول".
وأضاف أن "ما يحدث يمثل مفارقة شاذة ويدلل بان هناك مخططًا لخلق فوضى كبيرة من خلال اعادة احياء داعش من جديد في بعض المدن السورية وتأثيرها المباشر على الشريط الحدودي العراقي"، مؤكدا أن "واشنطن تتلاعب بورقة الهول السوري بالوقت الحالي الذي يضم أكبر خزين بشري للمتطرفين في العالم".
وأشار شاكر، إلى، أن "ما يحدث في سوريا ليس ببعيد عن الأحداث الدامية في لبنان وفلسطين وهي ورقة تلوح بها امريكا، والتغريدة الاخيرة للسفيرة الامريكية حول التهديدات الأمنية هو رسالة مبطنة عن امكانية الإضرار بأمن العراق اذا ما تعرضت مصالح امريكا واسرائيل للخطر".
وتابع: "مهما اشتدت تضحيات محور المقاومة لايمكن تدميرها لانها فكر تغذية اسماء عشرات الالاف من الشهداء على مدار عقود طويلة وهذه الحقيقة يجب ان تدركها واشنطن وبقية العواصم الغربية التي تشكل الداعم الأكبر لبقاء الاحتلال في فلسطين".
ودعا زعيم التيار الوطني السيد مقتدى الصدر، أمس الثلاثاء، أصحاب المواكب الحسينية في العراق الى فتحها أمام النازحين اللبنانيين بسبب الأحداث التي تشهدها بلادهم.
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اعلن أمس الثلاثاء، بتمديد سمة دخول المواطنين اللبنانيين المتواجدين في العراق واستثنائهم من قانون إقامة الأجانب وذلك جراء ما تتعرض له لبنان من هجمات اسرائيلية.
كما أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في 23 أيلول الجاري، مضي العراق في تنظيم ونقل المساعدات إلى لبنان استجابة لدعوة المرجعية الدينية العليا، معلناً إقامة جسر جوي بري لنقل المساعدات وتسهيل إرسال الوقود إلى لبنان.
وأعلن المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، في 23 أيلول الجاري، تضامنه مع لبنان، مطالبا بـ"بذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة".
وبعد عمليات "البيجر" التي طالت عناصر حزب الله في لبنان الأسبوع الماضي، وبدء القصف المتبادل مع إسرائيل، أظهر العديد من قادة الفصائل العراقية الدعم اللامحدود لحزب الله اللبناني، وقامت "المقاومة العراقية" بالرد عبر الطائرات المسيرة على إسرائيل، فيما نشر بعضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للتطوع من أجل القتال إلى جانبه، إذ لوح الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، في رسالة وجهها إلى نصر الله، استعداده لإرسال "سيل بشري عراقي تكتظ به حدود لبنان وخنادقها"، وأضاف: "إن فقدتم ألفاً من الشهداء، فسنمدّكم بمائة ألف من الأبطال".
وكشفت وزارة الهجرة والمهجرين، في 17 أيلول الجاري، عن وجود ما يقارب 54 ألف نازح في مخيم الهول بينهم 15 ألف عراقي.
وأعلنت ميليشيا "قسد" المدعومة من واشنطن، في 22 تموز الماضي، إطلاق سراح 111 متهما بالإرهاب من سجن علايا في القامشلي بموجب عفو صادر عنها، مؤكدة أنها تتجهز لإخراج دفعات أخرى خلال الفترة القريبة، ليصل العدد في نهاية العام إلى 1500 إرهابي، الأمر الذي اثار المخاوف من دخول الإرهابيين إلى العراق عبر الحدود.
واتسعت ظاهرة التسلل عبر الحدود في السنوات الماضية حتى باتت تشكل هاجساً يؤرق بال الأجهزة الأمنية لما تحمله من مهددات بالغة الخطورة، لذلك عمدت إلى فرض تدابير مشددة تحبط على إثرها بشكل شبه يومي عمليات تسلل في مختلف المحافظات العراقية.
وجاء قرار إطلاق سراح المئات من الإرهابيين بعد مطالبات عشائرية للعفو عن المحكومين بجنايات الإرهاب، وأسفر العفو عن إطلاق سراح 141 سجيناً كانوا في سجن علايا بالقامشلي شمالي سوريا، و180 سجيناً كانوا في سجن الحسكة المركزي، من أبناء القامشلي وعلايا والمالكية والشهباء، وذلك بموجب العفو العام الذي صادقت عليه الإدارة الذاتية الحاكمة لشمال سوريا.
أقرأ ايضاً
- فؤاد حسين يحذر من تهديدات إسرائيلية "واضحة" لضرب العراق
- وزير المهجرين: 50 ألف لبناني دخلوا العراق عبر سوريا
- الجماهير العراقية تتصدر الحضور الجماهيري في تصفيات كأس العالم