موكب من قضاء الشطرة في محافظة ذي قار التحق فيه الخدام من العمارة في محافظة ميسان وقضاء الحي في واسط والكاظمية ببغداد والمدينة القديمة في محافظة كربلاء المقدسة، وعقدوا النية الخالصة لتقديم افضل الخدمات للزائرين سواء في مناسبات استشهاد أئمة اهل البيت الاطهار، او اكبر الزيارات وهي اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، وتنوعت خدماتهم وتوسعت مساحات موكبهم، ومن الخدمة الحسينية خرج رجال قاتلوا العصابات الارهابية الداعشية فكانوا اول الملبين لفتوى الجهاد الكفائي وقدموا الشهداء والجرحى دفاعا عن العراق والدين والعرض والارض.
شربوا حب الحسين
وبعجالة يبين "تحسين علي حسين" صاحب موكب "شباب القاسم" كيف سار هو ومن اكبر منه سنا او اصغر على طريق الخدمة الحسينية لوكالة نون الخبرية قائلا ان" عشقنا للخدمة الحسينية ليس وليد اللحظة بل ارتبط بما عشناه وتعلمناه من اجدادنا وآبائنا الذين كانوا يصرون على اقامة الشعائر في احلك الظروف، بينما كنا نسلك نحن طرقا بعيدة عن اعين السلطة وجواسيسها، بل حتى بعيدة عن الطرق التي يسلكها الناس لمدة عشرة ايام لنصل الى كربلاء المقدسة وهو امر كان فيه مخاطر كثيرة اقلها السجن واكثرها الاعدام، اما مجالس العزاء الحسينية فكانت محدودة جدا بل ضيقت لانك لا تستطيع الثقة بأي احد وعملاء الامن والمخابرات والحزب الفاشي رجالا ونساءً منتشرين في كل مكان، بل كنا نجتمع مجموعة صغيرة في احد البيوت ونستمع الى محاضرة دينية من المرحوم الشيخ احمد الوائلي عبر جهاز تسجيل وكأننا في مجلس عزاء، وانفرجت الامور بزوال النظام واقمنا مختلف الفعاليات الحسينية، معتمدين على مواكب قديمة جدا اسسها اجدادنا فتصدينا للخدمة الحسينية واسسنا موكب صغير شارك في تأسيسه عشرة اشخاص فقط، واستمرت خدمتنا ومنها هذا الموكب الذي اسسناه في العام (2018) في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار".
الانتقال الى كربلاء
وبعد سنوات من الخدمة قررنا ان نخدم المشاية في مدينة الحسين (عليه السلام) حيث تجتمع الملايين في عزاءه، هكذا يصف "حسين" خطوة الانتقال ويضيف" جئنا الى مدينة كربلاء المقدسة نبحث عن ارض فارغة او مكان نقدم فيه الخدمة، وبالفعل استأجرنا دارا سكنية وكانت امكانياتنا المادية محدودة فقدمنا خدمات محدودة تضمنت تقديم وجبة الفطور الصباحي فقط وتشمل الشوربة والبيض والاجبان والشاي والماء واستقبال الضيوف لمدة عشرة ايام، وتطورت الخدمة في العام التالي بعد ان زاد اعضاء الموكب ومبالغ تمويله، فنصبنا سرداق جديد تبرع به احد الاصدقاء، وتبرع آخر بثمانية خرفان من اهالي الشطرة وقدمنا ثلاث وجبات يوميا وادخلنا خدمة المبيت بعد نصب سرداقين وتوفير الفرش والاغطية وكان الوقت شتاءً، وفي الموسم الثالث قررنا اقامة مواكب الخدمة في الشطرة في كل مناسبة لاستشهاد اهل البيت (عليهم السلام) يتضمن محاضرة لخطيب حسيني ومجلس لطم ووجبة طعام واقمنا تقريبا (13) موكب خدمة سنويا".
إطعام وغسيل ملابس
ويسترسل "حسين" بذكر ما وصل اليه الموكب من خدمات بقوله ان" الموكب حاليا يقدم خدمة المبيت والاستراحة بعد استئجار دار مكون من طبقتين، لان الاجواء الحارة تزيد من ارهاق وتعب "المشاية" فوفرنا وسائل التبريد والفرش والاكل والشرب والاستحمام، كما نقدم ثلاث وجبات رئيسة ومعها وجبات سريعة مثل الفاكهة والمرطبات والمعجنات، ونستمر بتوزيع الطعام من الساعة السادسة صباحا الى الثالثة بعد منتصف الليل بعد ان لاحظنا ان اغلب المواكب لا تقدم الطعام في هذا الوقت وهناك الكثير من الزوار جائعين، ثم ادخلنا خدمة غسيل ملابس الزوار قبل اربع سنوات باقتراح من خدام محافظة ميسان الذين يعملون معنا بعد ان اصبحت درجات الحرارة مرتفعة وهناك الكثير من الزوار الايرانيين يبيتون في السرادق ويحتاجون لهذه الخدمة، فقمنا بنصب (10) غسالات اوتوماتيكية وخصصنا خمسة من خدام الموكب يتناوبون على العمل عليهن، واصبح كثير من الزائرين يقصدون الموكب لغسل ملابسهم في كل عام، وقد وصل عدد الخدام في الموكب الى (100) خادما حسينيا ومن خمس محافظات عراقية"
خدمة وتضحيات
ويتناول عضو الموكب الحاج "مكي الطائي" من اهالي الكاظمية المقدسة في بغداد اطراف الحديث ليبين دور الموكب الحسيني في تلبية فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقها المرجع الديني السيد علي السيستاني ويقول ان " افراد الموكب التحقوا فور سماعهم بفتوى الجهاد الكفائي التي دفعت الشر عن العراق والمنطقة باكملها بتشكيلات العقيدة في النجف الاشرف ضمن فصائل الحشد الشعبي، وكان الالتحاق متنوع حتى ان كثير ممن الآباء ارسلوا اولادهم للقتال، وكثير من الابناء حفزوا آبائهم للقتال، وكان التطوع لافراد الموكب كلا حسب محافظته لكن هدفنا واحد هو التصدي للعصابات الارهابية الداعشية، وكان من بيننا مقاتلين قدماء او ممن شارك في الانتفاضة الشعبانية عام (1991) ولديهم خبرة قتالية احترافية، وقدمنا ومنذ بداية المعارك (7) شهداء، حيث كان المقاتل يعاني من نقص كبير في تجهيزاته، كما قدمنا عدد من الجرحى، وكذلك برز دور الموكب في الدعم اللوجستي وتكفلنا بجمع الاموال وتوفير الملابس والتجهيزات العسكرية من منطقة الباب الشرقي في بغداد الى ساحات التدريب التي ينطلق منها المقاتلون الى جبهات القتال".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها
- من فاكهة التين والبرتقال والموز والليمون والبطيخ : موكب يقدم عصائر طبيعية تطفئ ظمأ "المشاية" في اجواء الحر اللاهبة
- آوى النازحين والزائرين :موكب من واسط يقدم خدماته لزوار الحسين في كربلاء منذ (17) عاما