منذ نحو شهرين، يشهد قضاء العمادية في أربيل قصفاً عشوائياً مستمراً من قبل المدفعية التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني مما يثير حالة من الهلع والخوف بين السكان المدنيين في القرى المتضررة.
إلا أنه في تطور جديد، شهدت مرتفعات جبال برادوست في اربيل، اليوم الاثنين، قصفا تركيا للمرة الرابعة خلال إسبوع واحد.
ورغم التحركات العسكرية التركية الواسعة، ما زالت السلطات الاتحادية في بغداد والمحلية في إقليم كردستان تلتزم الصمت حيالها، باستثناء إعلان مجلس الأمن الوطني الاتحادي في 10 تموز الماضي، رفضه للتوغّل التركي، ومطالبته أنقرة بمراعاة مبادئ حسن الجوار، لم يصدر عن بغداد أو أربيل أي بيان بشأن العملية الجديدة، الأمر الذي يفسره مراقبون بنوع من قبول في بغداد وعجز في أربيل عن إمكانية وقف التحركات التركية.
إذ ذكرت صحيفة العالم الجديد، أن “الطيران التركي قصف 3 مناطق شرق مرتفعات جبال برادوست في اربيل ما ادى الى هلع العوائل في القرى القريبة بسبب شدة القصف”.
وأضافت الصحيفة، أن “العديد من الحرائق نشبت في مرتفعات برادوست عقب القصف الذي جاء للمرة الرابعة خلال أسبوع وتسببت في ترويع العوائل الامنة”.
واشار الى ان “عمليات القصف لايجري تغطيتها من قبل وسائل الإعلام في اربيل بشكل مباشر رغم ما تسببه من معاناة الأسر التي نزح بعضها خاصة ضمن محاور العمادية في دهوك".
وتكمن غرابة الإجتياح التركي الذي بدأ يأخذ بالتوسع في قضم أراضٍ عراقية بذات الوقت الذي يركز على الحلول الدبلوماسية في سوريا ولا تستبعد أطرافاً سياسية في العراق أن الجانب التركي أخذ موافقة أمريكية وغربية لهذا الإجتياح، بحسب مختصين.
يشار إلى أن العمليات التركية مستمرة منذ نحو شهرين مسببة خسائر مادية وبشرية كبيرة، فيما يقول الجانب التركي ان عملياته في مناطق اقليم كردستان تهدف لإنشاء منطقة عازلة خالية من حزب العمال الكردستاني وعلى عمق 40 كيلومترا، مشيرا إلى ان ما يجري من عمليات عسكرية جاء بالتنسيق وبغرفة عمليات مشتركة مع القوات الامنية العراقية، وهو جزء من جملة مذكرات تفاهم واتفاقيات وقعت بين السوداني واردوغان خلال زيارته الى العراق قبل أشهر.
وشهدت قرى بلافة وكوهرز وديرالوك في قضاء العمادية بمحافظة دهوك، في17 تموز الماضي، قصفاً عنيفاً من قبل الجيش التركي، ما أسفر عن خسائر مادية كبيرة.
وأغلق أهالي قرية كوهرزي، في 10 تموز الماضي، الطريق العام بين قضاء العمادية وناحية ديرلوك في محافظة دهوك، احتجاجا على سقوط إحدى قذائف المدفعية التركية على قريتهم، فيما تم إخلاء 7 قرى مسيحية في “برواري بالا” بالمحافظة أيضا.
ورصدت منظمة “فرق صناع السلام” الأميركية (CPT)، في نهاية شهر حزيران الماضي، دخول الجيش التركي صوب اقليم كردستان العراق بـ300 دبابة ومدرعة واقامة حاجز امني ضمن حدود منطقة بادينان، خلال الأيام العشرة الماضية.
وتصدر هاشتاغ “تركيا_تحتل_دهوك”، في 30 حزيران الماضي، الترند في العراق على منصة X (تويتر سابقا)، بعد استمرار القصف والتوغل التركي في المحافظة، وسط صمت حكومي مطبق.
جاء ذلك، بالتزامن مع شن الجيش التركي هجمات عنيفة على محافظة دهوك، مما أسفر عن تدمير كنائس ومنازل ودور عبادة.
ومنذ مطلع العالم 2021، صعدت تركيا من عملياتها في العراق بشكل كبير، ونفذت العديد من عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إنشاء نقاط أمنية بعد دخول قواتها البرية لمناطق مختلفة من دهوك ونينوى، إضافة إلى الإعلان عن إنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأراضي العراقية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، وخاصة في قضاء سنجار بنينوى.
وانتشرت القوات التركية، بشكل منسق في قرى قضاء العمادية بدهوك، في 29 حزيران الماضي، كما قصفت القوات التركية ناحية ديرلوك بالمحافظة، بشكل مكثف أيضا.
يذكر أن البرلمان التركي صوت في 26 تشرين الأول الماضي، على تمديد وجود القوات العسكرية التركية لعامين آخرين في العراق وسوريا، وفوض الحكومة بإرسال المزيد من القوات.
الجدير بالذكر أن اتفاقية وِقّعت في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين، وقّعها عام 1984 وزير خارجيته آنذاك طارق عزيز مع نظيره التركي في محضر رسمي يسمح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي العراقية مسافة لا تتجاوز خمسة كيلومترات، على أن ينتهي مفعولها عام 1985، ودون ذلك لا توجد أيّ مذكرات تفاهم بين البلدين تتيح لتركيا احتلال الأراضي العراقية.
أقرأ ايضاً
- اربيل تستعد لتوزيع 27 ألف قطعة ارض على الموظفين
- القاضي زيدان ووزير العدل التركي يبحثان التعاون في مجال تسليم المطلوبين للقضاء
- "سيرا على الأقدام".. استمرار دخول الوافدين من لبنان إلى سوريا بعد انقطاع الطريق جراء القصف الإسرائيلي