بعد تجربة ناجحة نسبيا للمنتخب الوطني العراقي مع المدرب الاسباني خيسوس كاساس، في مقابل انتقادات واسعة لمدرب المنتخب الأولمبي المحلي راضي شنيشل الذي خرج بأداء سلبي في أولمبياد باريس قبل أسبوع، تتوجه بوصلة أندية الدوري نحو المدربين الأجانب لقيادة فرقها في الموسم المقبل.
أكثر من ناد في دوري نجوم العراق أعلن تعاقده مع مدرب أجنبي بحثا عن الخبرة والإنجاز، وفيما يؤكد مدربون أن هذه الخطوة تتخذها إدارات الأندية “هروبا من المسؤولية”، يرى آخرون أن عمر وجود المدرب الأجنبي قصير في العراق بسبب الفوضى الإدارية وضعف إمكانيات الأندية.
ويقول المدرب حمزة هادي، إن “خطوة استقطاب المدربين بدأت بعدما توجهت الأندية نحو جلب لاعبين محترفين، وهذه الخطوات هي البداية للتغيير الكامل في الكرة العراقية، وحينما نستقدم لاعبين محترفين فلا نستبعد أن يتم أيضا التعاقد مع المدربين الأجانب”.
ويضيف هادي، أن “هذه الخطوة بدأت بتعاقد نادي الشرطة مع المدرب الصربي نيبوتشا يوفوفيتش وبعدها زاخو ونوروز وغالبية الأندية قبل موسمين وأكثر، وهذا يعني وجود عمل بالخفاء غير واضح، يتعلق بتطوير قدرات الأندية بعد درس الشرطة من خلال التعاقد مع المصري مؤمن سليمان لثلاثة مواسم متتالية”.
ويتوقع أنه “في نهاية دوري 2024 – 2025 سيكون في الدوري العراقي ما لا يقل عن 15 مدربا أجنبيا”، مبينا أن “الغاية من هذا لا تتعلق بالتطور الحاصل في المحيط فقط، ولكن السبب الرئيسي في عدم توفق المدرب المحلي، هو اللاعب العراقي نفسه فهو غير خططي ولا ينفذ الواجبات، كما أن الغاية من جلب المدرب الأجنبي هي رفع الضغط عن الأندية خاصة من الجماهير وزيادة حالة الانضباط للاعبين”.
وأعلن نادي الميناء، تعيين المدرب الإسباني بابلو غراندز، مساعد مدرب المنتخب العراقي خيسوس كاساس، لقيادة فريق كرة القدم للنادي خلال الموسم الكروي المقبل، كما أعلنت من جهتها إدارة نادي نوروز، تسمية المدرب جورفان فييرا (70 سنة) مدرباً للفريق للموسم الكروي المقبل، وفييرا هو من قاد العراق سابقا للقبه الوحيد في بطولة أمم آسيا 2007.
وإلى جانب الميناء ونوروز فقد عيّن نادي كربلاء، الإسباني كارلوس هيرنانديز، مدرباً لفريق كرة القدم في الموسم المقبل، برفقة الجهاز الفني المساعد، الذي سيضم البرتغالي فيكتور براون مدرباً مساعداً، والإسباني دانيال أورينفو مدربا للياقة البدنية.
إلى ذلك، يرى اللاعب السابق ومساعد مدرب القوة الجوية رزاق فرحان، أن “هناك تضليلا في ما يتعلق باستبدال المدرب المحلي، إذ أن أغلب الأندية تبحث في ذلك عن إرضاء جماهيرها من خلال استقطاب مدربين أجانب”.
ويضيف فرحان أن “هروب الإدارات من المسؤولية هو ما يقف وراء البحث عن التعاقد مع المدربين الأجانب، وعلى كل حال نتمنى من هؤلاء إضافة شيء للكرة العراقية وتطويرها”، لافتا إلى أن “المدرب المحلي أدى ما عليه كما انه أسس العديد من الأندية والمنتخبات وما تزال له مكانته واسمه”.
ويتوقع فرحان أن “مدة المدرب الأجنبي ستكون قصيرة في العراق بسبب الظروف، فقد لا ينسجم مع الوضع الداخلي، بسبب ضعف إمكانيات الأندية وحالات الفوضى داخلها ومفاصل الحركة الرياضية”.
وفي وقت سابق، سمت إدارة نادي القوة الجوية، القطري وسام رزق (43 سنة) مدرباً للفريق في الموسم المقبل بعقد لمدة عام، حيث منحت إدارة الصقور كافة الصلاحيات للمدرب الجديد، باختيار اللاعبين المواطنين وكذلك المحترفين.
الصحفي الرياضي صفاء الخفاجي يذكر من جهته، أن “الموسم الماضي من دوري نجوم العراق شهد توجه العديد من الأندية المحلية إلى التعاقد مع المدربين العرب في محاولة لتحقيق نتائج إيجابية وخاصة بعد نجاح تجربة مؤمن سليمان مع نادي الشرطة في الموسم الماضي”.
ويضيف أن “أولى هذه التجارب كانت مع المدرب شهاب الليلي الذي قاد الشرطة في بداية الموسم الماضي قبل أن تتم إقالته بسبب سوء النتائج لتتم الاستعانة بالمدرب مؤمن سليمان الذي قاد الفريق لتحقيق لقب دوري نجوم العراق”، مبينا أن “تجربة المدرب القطري طلال البلوشي مع نادي زاخو تعد هي الأخرى ناجحة بعد أن قدم الفريق مستويات جيدة قادته لاحتلال المركز الخامس في الدوري”.
ويشير الخفاجي إلى أن “توجه الأندية المحلية للتعاقد مع المدربين الأجانب جاء بعد فشل العديد من المدربين المحلين سواء على المستوى المحلي او الآسيوي مع استثناء المدرب لؤي صلاح الذي قاد الكهرباء في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي واستطاع الوصل إلى نصف النهائي”، مشيرا إلى أن “فترة تواجد المدربين العرب في الدوري العراقي شهدت هي الأخرى فشل بعضها حيث لم ينجح المدرب المصري حمزة الجمل مع كرة النجف وكذلك فشل المدرب المصري حسام البدري الذي قاد الزوراء في المرحلة الأولى من دوري نجوم العراق في الموسم الماضي”.
ويتابع أن “آخر التعاقدات على مستوى المدربين الأجانب جاءت مع فريق القوة الجوية الذي حسم التعاقد مع المدرب القطري وسام رزق الذي قاد نادي السد القطري في الموسم الماضي لتحقيق لقبي الدوري والكأس”.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- القائم بالاعمال السفارة العراقية في سوريا: جوازات مرور وسمات دخول واقامات قدمها العراق الى مواطنيه وضيوفه