حلوى “الدهينة” تعد من أشهر الحلويات في العراق، وعلى الرغم من أنها صناعة محلية في العديد من المحافظات إلا أنها ارتبطت بشكل وثيق بمحافظة النجف حيث كانت هي الأولى التي احترفت إعدادها منذ أربعينيات القرن الماضي، ومن ثم انتقلت منها إلى باقي المدن، ولكنها ما تزال صاحبة الصيت الأشهر بها على مستوى البلاد، حتى باتت الهدية المفضلة لدى من يزورون النجف لتقديمها لأحبائهم عند عودتهم لديارهم.
ولم تكن “الدهينة” بمنأى عن التغيرات والتطورات التي رافقت حياة العراقيين، وبالأخص في المجال الصحي، لتظهر مؤخرا “دهينة دايت” لمن لا يرغبون بالأطعمة والحلويات ذات السعرات الحرارية المرتفعة.
وبهذا الصدد، يقول صاحب مصنع حلويات علاء الكعبي، إن “أكثر الدول التي تتبضع هذا النوع من الحلويات، بالدرجة الأولى الخليجيين، ثم دول الجوار الأخرى، ومن بعدها باقي أرجاء العالم لما تحمله هذه الصناعة من رمزية خاصة لهذه المحافظة”.
ويضيف “هناك إقبال واسع من أهالي النجف والزائرين، على شراء الدهينة دايت التي تتميز بطعم لذيذ، وقلة سعراتها الحرارية لأنها تصنع بزيت الزيتون بدلاً عن الدهن الحر (دهن يستخرج من حليب الأبقار أو الجاموس) واستخدام نوع خاص من السكر لا يؤثر على مرضى السكر والرياضيين ومن لا يرغبون بالسعرات الحرارية”.
ويشير إلى أن “الدهينة الأكثر طلبا في الوقت الحاضر هي دهينة المبروش والذي يعد مكونا أساسيا في صناعة الدهينة إلى جانب الدهن الحر الخالص، ونحن نستعمل أفضل أنواع المواد الأولية وأفران كهربائية إيطالية صنعت خصيصا لنا وتتلاءم مع هذه الصناعة”.
وتتكون حلوى “الدهينة” من دقيق القمح، والسكر، ورقائق جوز الهند “المبروش”، والدهن الحر الخالص، والجوز والفستق، ومطيبات خاصة.
من الجدير بالذكر هو أن حلوى “الدهنية” هي المفضلة لدى الكثير من العراقيين وغيرهم على أنواع الحلويات الأخرى العراقية والعربية والأجنبية، كما أن العراق وتحديدا محافظة النجف تتميز بها على باقي الدول.
بدورها تشرح الحاجة أم علياء (46 عاما) من دولة الكويت، أن “النجف مدينة مقدسة، ويوجد فيها العديد من المراقد الدينية الكثيرة، منها مرقد الامام علي (عليه السلام) ومسجد الكوفة ومسجد السهلة، لذلك تكون فيها أجواء روحانية مميزة تختلف عن باقي محافظات العراق، ويقصدها السواح والزوار من جميع أنحاء العالم، وبالخصوص الزوار العرب”.
وتؤكد “أغلب الزوار الخليجيين عندما يأتون العراق لغرض الزيارة تكون لهم فرصة للتبضع في الأسواق العراقية عامة وأسواق النجف بصورة خاصة، ومن بين هذه الجولة التسوقية تكون الدهينة هي الأساس في تبضعهم، كما أنهم يقومون بالبحث عن الدهينة التي تكون قد صنعت بالدهن الحر، والدهينة الدايت، حيث تنقسم الصوغة (الهدية التي يقدمها الشخص عند عودته إلى دياره) إلى قسمين، إحداهما بالدهن الحر، والأخرى الدايت للرياضيين وكبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة”.
وعلى الرغم من أن هناك العديد من الفرضيات التي تقول إن حلوى “الدهينة” ليست عراقية وهي وافدة من دول آسيوية، إلا أن طريقة إعدادها من قبل النجفيين جعلتها في الصدارة وأكسبتها هوية المدينة بجدارة على خلاف المحاولات الأخرى في صناعتها، بحيث أن المحافظة شهدت انتشارا كبيرا لمحال بيع هذه الحلوى للزوار المحليين والعرب والأجانب لما حققته من سمعة طيبة.
من جانبه، يوضح مهند علي (32 عاما) الذي يعمل في مصنع لإنتاج “الدهينة”، أنه “يوجد في المصنع العديد من العمال إلى جانب الطاهي الأساسي (الخلفة) الذي يتقاضى راتبا شهريا أعلى من بقية العمال، وأغلب العمال تحت إشرافه”.
ويبين “المصنع ينتج عدة أنواع من الدهينة حيث أن إقبال الزبائن على مثل هذه الحلويات يكون أقوى من الحلويات الأخرى، كما أن مواد العمل في هذا المجال تختلف من مصنع إلى آخر بحسب جودة المصنع وسمعته التي لا يستطيع الاستغناء عنها، ومن بين أنواع الدهينة: الدايت، بجوز الهند، بالجوز، بالفستق، بالقيمر”.
ويلفت علي إلى أن “الدهينة الدايت هي الأكثر طلبا لدينا من قبل الرياضيين ومرضى السكر وأمراض القلب، والأسعار متفاوتة بحسب جودة المنتج والمواد الغذائية الأولية المصنوع منها، وتبدأ من ثلاثة آلاف دينار وخمسة آلاف دينار”.
المصدر: صحيفة العالم الجديد
أقرأ ايضاً
- وسط دمار مدينة النبطية :مساعدات العتبة الحسينية الطبية والغذائية تصل مستشفى نبيه بري الحكومي(فيديو)
- الخياطة المنزلية.. مهنة تواكب الموضة وتقاوم الاندثار
- هل فشلت تجربة "منافذ التجارة" لبيع المواد الغذائية؟