تتوقف المطاعم في المدينة القديمة عن العمل بشكل كامل في نهار ايام شهر رمضان الكريم، في الليل تفتتح ابوابها الى وقت السحر لتقديم الوجبات الخاصة بالسحور التي تعشقها ذائقة الصائمين، من العراقيين والعرب والاجانب الذين لديهم مسميات خاصة للاكلات الشعبية العراقية، وكذلك من المدنيين والعسكريين، ويحرص اصحاب المطاعم على تقديم كل انواع الاطعام التي يطلبها الصائمون.
وجبات محددة
يقول صاحب مطعم "ابناء السدرة" حسين عباسية لوكالة نون الخبرية ان" ذائقة الصائمين تختلف عن تناولهم طعام العشاء في الايام الاعتيادية، حيث يرغبون في تناول الباقلاء بالدهن او المخلمة او الوجبات الخفيفة، ويعتبر ضيق الوقت بين الفطور والسحور عامل لتناول الوجبات الخفيفة التي لا تؤثر على الصائم، بينما في اوقات الشتاء او آخر ايام الصوم يتجه الصائم لتناول وجبة ثالثة بين الوجبتين تسمى في كربلاء المقدسة "تجواعة"، ويكون تركيز الصائم في الطعام في وجبة السحور، لان اغلب الصائمين يكون تناولهم اقل للطعام في الفطور بالرغم من وضع انواع متعددة على المائدة، واكثر الصائمين يرغبون في تناول اكلة "الباقلاء بالدهن " في السحور وخاصة في الشتاء، واقدم في مطعمي اضافة لها المخلمة والكبة الحمراء والصفراء وتشريب اللحم والدجاج ومعها على السفرة مقبلات وسلطة والبان وطرشي وحامض ونارنج وبصل وطماطة وماء، ويبدأ عملنا من الساعة العاشرة مساء الى الساعة الرابعة فجرا قبل اذان الصبح".
ايام الزخم
واضاف عباسية ان" عملنا في هذا المطعم مر عليه اكثر من اربع سنوات والكثير من الزائرين يتأخرون في زيارتهم فيأتون لتناول السحور قبل سفرهم الى محافظاتهم، ومنهم يأتون متأخرين قبل اذان الفجر بساعة فيأتون لتناول السحور، وزبائني من مختلف المحافظات العراقية ومن العرب والاجانب، وحاليا يأتي الكثير من الخليجيين من الكويتيين والسعوديين لتناول وجبة السحور في مطعمنا بعد ان اصبحت الذائقة العراقية محببة لديهم، كما يأتي اللبنانيين من العاملين في مستشفيات الامام زين العابدين (عليه السلام) والكفيل لتناول طعام السحور لانهم يحبون الاكلات الشعبية العراقية، وكذلك الايرانيين، ومن زبائني ضباط ومراتب من قيادة شرطة كربلاء وموظفين، واكثر الايام التي تشهد زخما على الطعام هي ايام الخميس والجمعة والسبت وحتى في الايام الاعتيادية قبل رمضان تشهد هذه الايام زخما للزائرين، ولدينا زبائن معروفين من المحافظات الوسطى والجنوبية والعاصمة بغداد واصبحت بيننا علاقات صداقة معهم، واحرص على اضفاء صورة لتراث كربلاء في مطعمي وهذه الديكورات انا من صممتها وعمالي نفذوها، واشتريت القصب والخوص والفرش من منطقة "فريحة" في كربلاء المقدسة، وفي ايام الزيارات المليونية يتحول المطعم الى موكب حسيني يقدم مختلف الخدمات الى الزائرين مجانا".
ذائقة الكربلائيين
وقف حسين الاسدي صاحب مطعم "ابو هاشم" مع مجموعة من العاملين في مطعمه ينزعون اغطية الباقلاء عن لبها ليعدوا طعام السحور لاستقبال الصائمين ويقول لوكالة نون الخبرية ان" المطعم يعمل منذ ثلاث سنوات وفي الايام الاعتيادية يقدم في الصباح اربع انواع من الطعام وهي الباقلاء بالدهن والمخلمة والكبة والشوربة، اما في الغداء فنقدم مرقهي الفاصوليا والقيمة والعدس والسبيناغ والتمن البرياني والتمن الابيض وتمن الباقلاء والدجاج المشوي، وفي وجبة العشاء نقدم "الشاورمة" ، اما في ايام شهر رمضان المبارك فيغلق المطعم نهارا ويفتتح ابوابه ليلا لتقديم وجبة السحور فقط، ووجبة السحور المشهورة والمعروفة في محافظة كربلاء المقدسة هي "الباقلاء بالدهن"، واضفنا لها الكبة الصفراء والحمراء والمخلمة نقدمها لمن لا يرغب في تناول الباقلاء بالدهن التي يعتبرها بعض الزائرين ثقيلة على المعدة او تسبب العطش لانها تحتوي على الدهون".
ويضيف الاسدي ان" عملهم يبدأ من الحادية عشرة ليلا الى قبل وقت الامساك حيث يتوقف العمل تماما، والزخم على المطعم يحصل في ليالي القدر وليالي الجمعة والسبت، وفي الايام الاعتيادية نعمل خمسة اشخاص في المطعم وفي ايام الزخم يصبح عددنا الى تسعة عاملين، وفي الايام الاعتيادية نقدم الطعام الى حوالي (250 ــ 300) شخص، بينما يصل العدد الى (800) زائر في ايام الزيارات المليونية، وزبائننا من العراقيين والخليجيين واللبنانيين والايرانيين حيث اصبح للاكلات الشعبية العراقية جمهور وزبائن، والايرانيين يطلبون المخلمة التي يسمونها (اومليت) والباقلاء بالدهن يطلقون عليها اسم (باغلي بالدهن)، اما الخليجيين فيسمون المخلمة (الشكشوكة)، ومن الخدمات التي نقدمها هي الشوربة الصحية حيث يلجأ الينا ذوي المرضى في مستشفى السفير بعد ان تجرى لهم العمليات ويكون طعامهم السوائل فنعمل لهم شوربة للمرضى بمكونات خاصة مثل عدم وضع الملح او الفلفل او الدهون، كما يقصد المطعم ملاكات المستشفى ومنتسبي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ناهيك عن الموظفين والمنتسبين في الاجهزة الامنية، وبالرغم من اننا نقدم وجبة واحدة في شهر رمضان المبارك الا ان البركة في الرزق جعلها الله في تلك السويعات القليلة التي نعمل لها".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- تتضمن (5) الاف وجبة متنوعة:مضيف العتبة الحسينية يباشر بتوزيع وجبات الطعام على العائلات اللبنانية في سوريا(فيديو)
- ما هي خفايا العقد رقم "1" مسؤول تربوي بكربلاء : شركات حكومية هدمت المدارس وتسلمت اموال عقودها وتركتها