من اصعب المشاكل التي تعاني منها المناطق السكنية هي عدم تأسيس شبكات مجاري او تكسرها وانسداها وطفحها، وعندما يحصل انسداد او تكسر في تلك الشبكات تقوم الجهات البلدية المختصة باصلاحها، واحيانا لاسباب وحجج متعددة مثل التخصيصات والحروب والاوبئة يتأخر اصلاحها لعام او عامين او ثلاثة لاقصى حد، لكن مجموعة من ازقة المحلة (563) في قطاع (52) بمدينة الصدر يعاني اهلها الامرين من اكثر من (40) عاما، حيث تكسرت شبكاتها واصبحت تطفح صيفا وتغرق شتاء مع كل زخة مطر، ويتجرع الاهالي صعوبة السير والروائح الكريهة وباقي المنغصات الكثيرة، ويقتصر دور الجهات البلدية بسحب المياه مقابل "إكرامية" فقط.
مشكلة مستعصية
تحدث عدد من ساكني تلك الازقة عن معاناتهم لوكالة نون الخبرية وتصدى المواطن "ابو سجاد" للحديث وبين حالهم بالقول ان" شبكة مجاري المحلة (563) في قطاع (52) بمنطقة الداخل في مدينة الصدر اسست في بداية ثمانينيات القرن الماضي، وبعد سنوات قليلة من انشائها بدأت تعاني من تكسر بعض اجزاء انابيب الشبكة الرئيسة في بعض الازقة"، مشيرا الى ان" اقل استخدام للماء مثل غسل سيارة او زقاق يحصل الانسداد بسرعة وتطفح الشوارع ويقول بتهكم "اذا ظهرت الغيوم في السماء فإن المجاري يحصل فيها انسداد"، وتختلط المياه الثقيلة بمياه الاسالة، اما اذا امطرت السماء فتغرق الكثير من الشوارع بسبب طفح المجاري وقد تمتد مساحة المياه الملوثة الى اكثر من (30) مترا في كل زقاق".
صعوبات وامراض
ويوضح "ابو سجاد" الصعوبات التي يعانيها الناس بقوله ان " سير المواطنين في الازقة يصبح صعبا ومنهم كبار السن والمرضى والاطفال والطلبة، ناهيك عن الروائح المنبعثة منها والتي تسبب مختلف انواع الامراض، كما لجأ اغلب الساكنين الى بناء حائط صد مثل درجات السلم( بايات) ليمنعوا دخول تلك المياه الى منازلهم ما زاد من صعوبات السير كونها بارتفاعات مختلفة، وكثيرا ما تزحلق وسقط الاطفال او الشيوخ بها، ويضطر الطلاب الصغار الى سلك شوارع بديلة تبعد كثيرا عن مدارسهم ليبتعدوا عن طفح المجاري، ومنذ اربع عقود قدم المواطنون الكثير من الطلبات والشكاوى ولم تجد الجهة البلدية المختصة حلا لمشكلتنا واصبح واقع الحال وجود البرك الملوثة امام المنازل صيفاً وشتاءً، ويقتصر عمل البلدية على سحب المياه الطافحة ولا يوجد فتح للانسدادات او معالجة التكسرات في الشبكة، وكلما جاءت آليات المجاري لسحب المياه يقوم الاهالي بجمع مبلغ من المال واعطائه لهم حتى يسحبوا المياه وخلافه لن نجد لنا اذنا صاغية، وبالرغم من تعاقب الكثير من الامناء على العاصمة ومثلهم مدراء البلديات والمجاري واقرت خلال اريع عقود اربعون موازنة وتخصيصات ولكن الى الآن لم تشمل تلك البقعة الصغيرة قياسا بمساحة العاصمة بغداد او مدينة الصدر بمعالجة مشكلتها".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- تحالف السوداني والصدر.. "جس نبض" أم تهديد لـ"الإطار"؟
- موازنة 2024 دون تنفيذ.. ما مصير موازنة العام المقبل؟
- فزعة "حسينية كربلائية" :العتبة الحسينية تأوي النازحين اللبنانيين واهالي كربلاء يساندون جهودها