- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
العراق الجديد ودور المرجعية الدينية بعد 2003
بقلم:ضياء أبو الهيل
بعد تغير الاحداث الدولية الصاخبة التي رافقت احتلال العراق من قبل القوات الامريكية واسقاط النظام البائد فيه، كان اليوم التالي مغايرا بما يوصف باطار الفوضى الخلابة او ولادة العراق الجديد الذي كان يقبع في ظل الاستبداد والقمع ومصادرة الحريات، وتصدير تجربة الديمقراطية والتعددية والحزبية وانطلاق الحريات وتأسيس نظام برلماني يضمُّ جميع مكونات الشعب العراقي تحت مسميات وشعارات كثيرة منها الشراكة الوطنية وغيرها، هنا كان للمرجعية الدينية العليا دورا اتسم في البدء بمراقبة الاحداث على الساحة العراقية بعمق وعن كثب وكانت تصدر خطابها بتروٍ وحكمةٍ كذلك كانت تصدر البيانات والتوجيهات الى معتمديها لأذاعتها بخطب الجمع المباركة؛ مما خلقت توازنا واعطت حلولا قابلة للتنفيذ ما اسهم بإجلاء الغبار وسحابة الدخان الفاحم على المشهد السياسي لبعض الفترات. البعض ترنح في المواقف السياسية واتخذ من شكلا رماديا ازاء تلك المواقف مما اصبح المشهد اكثر تعقيدا في ظل الفلتان الأمني وانتشار الجريمة المنظمة ودخول التنظيمات الجهادية التكفيرية والتفجيرات اليومية الدامية مدعومة من دول غربية تريد جرِّ العراق الى حرب طائفية (سنية شيعية) وشلال دم بعد تفجير 22 فبراير 2006 الذي استهدف ضريح الاماميين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) في سامراء ووصل الاقتتال الطائفي ذروته من جهات مجهولة تريد ان تجر البلاد الى اتون حرب طائفية طويلة مدمرة، كانت جميع هذه الاحداث تجر الى التطرف والتفرقة لكنّ المرجعية الدينية العليا كانت دائما تؤكد على ضبط النفس وتحذر من الوقوع في الفتنة وتدعو الى الفطنة من الانجرار لحرب طائفية تنخر النسيج الاجتماعي العراقي. وفي 8 يونيو 2014م مع دخول داعش للموصل وسقوط بعض المحافظات العراقية بيد تنظيم داعش الإرهابي الدموي وانهيار الجيش والقوات الأمنية وانسحابها وترك مواقعها، تجلت الفتوى المباركة لجهاد الدفاع الكفائي في تاريخ 13 حزيران 2014 وتأسيس الحشد الشعبي المقدس للوقوف بحزم أمام تنظيم تكفيري مدعوم دوليا، ومن هذا المنطلق كانت دول العالم تراقب مواقف وبيانات وخطب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحه السيد المرجع الأعلى علي السيستاني دام ظله الوارف، وكانت الاوساط الاعلامية تحلل بعمق كل الاخبار والبيانات وخطبة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف، فمما صدر في ذلك: كتاب (المرجعية الدينية الموقف الوطني في العراق بعد 2003م) لـ(كارولين مرجى صايغ) والكتاب من اصدار جامعة كورنيل في الولايات المتحدة ترجمه للعربية الدكتور حسن ناظم، الذي تناول الدور الساسي للمراجع الدينية خصوصا لسماحة ايه الله العظمى السيد علي السيستاني في العراق بعد عام 2003 وتضمن في ستة فصول دراسة تحليلية لمراجع الشيعة بعد 2003 خصوصا في المنعطفات التي مرّت بها العملية السياسية في العراق الجديد، وكان قد أكد من خلال اشاراته الى مواقف حية كيف اسهم خطاب المرجعية الدينية أن تكون صمام الأمان للشعب العراقي في الزمن الصعب.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير