في منطقة حي الرسالة الثانية بجانب الكرخ من بغداد شيدت قبل سقوط النظام المباد مدرسة متوسطة او اعدادية بطبقتين شرعت ببنائها وزارة التربية حينها، ووصلت مراحل الانجاز الى مرحلة الانهاءات وكانت مواد ومستلزمات البناء مخزونة داخل بنايتها، وحصلت الحرب عام (2003)، ومر العراق بما سمي حينها بمرحلة (السلب والنهب) وتعرضت حالها حال باقي المؤسسات الحكومية الى عملية سلب ونهب كل المواد الانشائية التي تكمل البناية، وتركت على حالها منذ (21) عاما والى الآن دون اكمال، واقتطع جزءا من ارضها ليشيد عليها ملعب خماسي وتحول الى مشروع استثماري ثم اقتطعت اجزاء اخرى بتجاوز مواطنين ليشيد عليها معامل نجارة.
قبل (21) عاما
كثير من اولياء الطلبة بينوا حال تلك المدرسة وتصدى للحديث مع وكالة نون الخبرية عنها المواطن (ابو سعد) فاشار بقوله الى ان" هذه البناية تم تشييدها قبل سقوط النظام المباد، ووصلت الى مراحل الانهاءات وكانت المواد الانشائية التي تنجز البناية وتجعلها مهيئة للدوام مخزونة بادخلها، وتعرضت الى السرقة بما سمي حينها بعمليات (السلب والنهب) ووصلت عمليات السرقة الى رفع طبقات (اللبخ) وقلع اسلاك الكهرباء من كامل البناية، وحجم البناء فيها يدل على انها مدرسة متوسطة او اعدادية، وليست ابتدائية لان عدد الصفوف فيها يتجاوز (24) صفا مع مختبرات، وتبلغ كامل مساحة المنطقة المخصصت لانشاء المدارس (6) دونم اي حوالي (15) الف متر مربع وملكية الارض تعود الى وزارة التربية وحسب سند ملكية موجود في المدارس الابتدائية المجاورة لها ، التي تداوم فيها مدرستا اسمرة والحسن الابتدائية للبنين والبنات، وقامت محافظة بغداد باقتطاع جزء من الارض التابعة للمدرسة واعتقد انها جزء من الساحة المخصصة لدرس الرياضة او الاصطفاف الصباحي وشيدت عليها ملعب خماسي، ولا نعلم هل استحصلت موافقة وزارة التربية مالكة الارض ام لا، واشيع في بداية الامر ان الملعب سيكون استخدامه مجاني لاهالي المنطقة من الشباب الراغبين بممارسة الرياضة، ثم تحول الى استثماري واصبحت الفرق لا تدخل الى الساحة الا بعد تسديد اجور الاستخدام لساعات محددة".
لجان وتبرعات
ويكمل ابو سعد حديثه بالقول ان" لجان عدة جاءت الى البناية المتروكة ولكن لا يوجد اي صدى او اجراء تجاه اهمالها، وفي احد اللقاءات مع اولياء الامور طلب من اهالي المنطقة وذوي الطلبة جمع المبالغ عن طريق التبرعات لاكمال بنائها، وقدر المبلغ الذي يكمل البناية وانهاءاتها بـ(40) مليون دينار، وهو مبلغ كبير ويتعذر على الاهالي جمعه، ولا نعلم اين تذهب تخصيصات محافظة بغداد التي يصوت عليها مجلس النواب لبناء المدارس منذ (19) عاما، والمنطقة بحاجة ماسة الى بناء مثل هذه المدرسة المتوسطة او الاعدادية، لان ابنائنا يضطرون للذهاب الى مدارس بعيدة عنهم في منطقة الرسالة الاولى، ومرت حوالي (19) سنة بعد زوال النظام المباد دون الالتفات لها، كما تحولت الى بؤرة لممارسة الرذيلة واحتساء الخمر وارتكاب الفاحشة".
مواطنون يحرسون
ويكمل "ابو سعد حديثه بالقول ان" المواطنين عندما لاحظوا هذه الافعال الضارة قرروا تحمل المسؤولية والقيام بدور الحراس على تلك البناية بشكل متناوب فيما بينهم، والاسراع بالاتصال بالجهات الامنية باستمرار في حال التجاوز على البناية، وبمساعدة شرطة النجدة والشرطة الاتحادية التي تجاوبت بسرعة مع شكاوى المواطنين والقت القبض على الكثير من السيئين، قلت نسبة اتخاذا مقرا لارتكاب الافعال غير الاخلاقية، واصبح الجدار الخارجي متهالك وآيل ومعرض للسقوط، وقد سقط جزء منه وتسبب بكسر ساق احد طلبة المدرسة الابتدائية المجاورة لها، وقام الاهالي بتهديم جزء من السياج الآيل للسقوط حفاظا على ارواح طلبة المدرستين الابتدائيتين، والاهالي منذ سنوات ليس بأيديهم الا ابلاغ الكثير من المشرفين التربويين الذين يزورون المدارس الابتدائية، وهؤلاء لا سلطة بيدهم سوى دورهم بابلاغ مديرية تربية الكرخ الثانية، ولكن الى الآن لا بوادر لحل لتلك المشكلة، ومن الغريب ان بناية مدرستي اسمرة والحسن الابتدائيتين هي الاخرى بحالة يرثى له، ويقوم اولياء الطلبة والطالبات وحسب رغبة ادارات المدارس، بجمع التبرعات بحدود (5 ــ 6) ملايين دينار لتنفيذ اعمال الترميم وصيانة بناية المدرسة مثل اكساء سطح البناية بالماستيك وصيانة الكهرباء والصابيح والانابيب والحنفيات والصبغ وابدال زجاج النوافذ، وكذلك استبدال عدد من ابواب الصفوف والمجموعة الصحية الخشبية بابواب جديدة من نوع (PVC)".
قاسم الحلفي ــ بغداد
أقرأ ايضاً
- عشرات الدعاوى القضائية ضد "شبكة التنصت" في بغداد
- في حي البلديات ببغداد: تجاوزات ومعاناة من الكهرباء والمجاري ومعامل تلحق الضرر بصحة الناس (صور)
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)